هذه السنون,قصيدة لايليا ابوماضى,قصيدة هذه السنون الغاربات,التى قالها فى اليوبيل

في إحتفالية اليوبيل الفضي لجريدة “السمير”

هذه السنون الغاربات ورائي سفر كتبت حروفه بدمائي ما عشتها لأعدّها بل عشتها لتبين في سيمائها سيمائي سيّان لو أني قنعت في أعقابّها عمري وعمر الصخرة الصماء ولبذّني يوم التفاخر شاطىء ما فيه غير رماله الخرساء لا حت لي العلياء في آفاقها فأردتها دربا ألى العلياء ومحبة للخير تسري في دمي ورعاية للتضاؤل والضعفاء وعبادة للحق أين وجدته والحسن في الأحياء والأشياء لتدور بعدي رواية عن شاعر رقصت به الدنيا جناح ضياء أصدر الطيوب على دروب حياته وسرى هوى في الطيب و الأنداء وأطلّ في قلب البخيل سماحة وشجاعة في السلم والهيجاء ومشى ألى المظلوم بارق رحمة وهوى على الظلام سوط بلوى فتعز دنيا قد طوت آبائي وتهش دنيا أطلعت أبنائي هذه السنون ببؤسها ونعيمها مالت بعودي وانطوت بروائي أين الشبان ألفّ أحلامي به ليس الشبان هذه اللحظة لي برداء نفسي تحس كأنما أثقالها قد خيرت فتخيرت أعضائي كم من رؤى طلعت على جنباتها ركبا من الأضواء و الأشذاء قلبت فيها في أعقاب لأي ناظري فتعثرت عيناي بالأشلاء يا للضحايا لا يرفّ لموتها جفن ولا تحصى مع الشهداء ودعت لذات الخيال وعفتها ورضيت أن أشقى مع الحكماء فعرفت مثلهم بأني متحد بؤسي،وأني خالق نعمائي …
إني أراني في أعقاب ما كابدته كالفلك خارجة من لأنواء وكسائح وصل المدينة بعد أن ضلّ الطريق وتاه في البيداء شكرا لأصحابي فلولا حبهم لم أقترب من عالم اللألاء بهم اقتحمت العاصفات بمركبي وبهم عقدت على النجوم لوائي …
شكرا لأعدائي فلولا عيثهم لم أدر أنهمو من الغوغاء نهش الأسى لما ضحكت قلوبهم عرس المحبة جنازة البغضاء ذني إلى الحسّاد أني فتّهم وتركهم يتعثرون ورائي وخطيئتي الكبرى إليهم أنهم قعدوا ولم أقعد على الغبراء عفو المروءة والرجولة أنني أخطأت حين حسبتهم نظرائي …شكرا لكلّ فتى مزجت بروحه روحي فطاب ولاؤه وولائي من كان يحلم بالسماء فإني في قلب إنسان وجدت سمائي ليس الحُسن هو الحُسن بذاته الحسن يبقى حين يبقى رآء ما الكون؟ ما في الكون لولا آدم سوى هباء عالقاً بهباء وأبو البرية ما أبان وجوده وأتم هدفه إلا حواء إني سكبت الخمر حين سكبتها للناس ، لا للأنجم الزهراء لا تشرب الخمر النجوم وإن تكن معصورة من أنفس الشعراء …

هذه السنون ، عقيمها كولودها حلو لديّ، كذا يشاء وفائي فالليلة العسراء من عمري وعمر الزمان مثل الليلة السمحاء يا من يقول (ظلمت نفسك فاتئد) دعني ، فلست بحامل أعبائي إنّ الحياة الروح بعض عطائها وأنا ثمار الروح كلّ عطائي ما السن؟ إان هو كالإناء وإنني بالطيّب الغالي ملأت إنائي فإذا بقيت ، فللجمال بقائي وإذا فنيت ، ففي الحُسن فنائي …
للّه ما أحلى وأسنى ليلتي هي في كتاب السن كالطغراء يا صحب لن أنسى جميل صنيعكم حتى تفارق هيكلي حوبائي وتقول عيني “قد فقدت ضيائي” ويقول قلبي”قد فقدت رجائي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى