نهاية علاقة!!.. بقلم محمد عبد الماجد

السودان اليوم:

(1)
> قصة الأديب عباس محمود العقاد (سارة) – ورغم ما يُقال عن واقعيتها.. إلا أن هناك اتهامات كانت تقول، إن العقاد سرق القصة من رواية (نهاية علاقة) لجراهام جرين.
> كل الذين قارنوا بين القصتين أكدوا الشبه الكبير بين (سارة) العقاد و(نهاية علاقة) جراهام جرين..وأدانوا العقاد في قصته الأدبية الشهيرة.
> كان كل النقاد متحيزين لجراهام جرين ومناصرين له..دون أن يبحثوا او يرجعوا الى وقائع تاريخية كانت يمكن أن تبرئ عباس محمود العقاد من التهم التي ألحقت به.
> كلهم وقفوا مع جراهام جرين .. وهم لا يعرفونه.. ولا تربطهم به علاقة.
> فقط، كانوا يريدون أن يكونوا ضد العقاد.
> أن تهاجم العقاد وتقلل من مكانته.. ذلك شرف كبير لكتّاب الصحافة الفنية ونقادها في ذلك الوقت.
(2)
> كان يمكن أن تخف حدة النقد الذي وجه للعقاد.. بعد رحيله في عام 1964م.
> لكن النقاد لم يرحموا العقاد من كتاباتهم وانتقاداتهم الفطيرة حتى وهو تحت الثرى.
> العقاد كان يدعم قصته بواقعية عاشها هو وعاشها معه الكثير من الأصدقاء..ولم يكن حتى يكتب عن (الخيال)..وإنما كان يكتب قصة واقعية عاشها في حياته وترجمها في قصة أدبية رائعة.
> معروف أن عباس محمود العقاد.. كان مغرم بالممثلة (مديحة حمدي).. وقد كتب فيها الكثير من القصص والقصائد.
> ويُقال إن قصة (سارة) هي قصة مديحة حمدي الممثلة التي كان يحبها العقاد.
> مديحة حمدي كانت تشعر بالخجل والحياء عندما تسأل عن العقاد ..رغم أنها تجاوزت الثمانين.
> العقاد كان يرد على الذين يتهمونه بتلك الاتهامات ويجادولونه في الصحف والمنتديات بكلام أصبح قول مأثور الآن.
> كان العقاد يكتفي بهذا القول ويرد على جدل النقاد بهذا المقطع النثري الرائع – دون أن يرهق نفسه بمشقة الجدل غير المجدي: (هناك أناس يجادلون لِئَلا يفهموا ولا يجادولون ليفهموا. وهؤلاء هم الذين يجادلون ليثبتوا أنهم فاهمون).
> وأظن هذه معضلة كبرى ..لا ينفع بعدها الجدل.. ولا النقاش.. لأن الحوار هنا ينتهى عادة الي اشياء لا علاقة لها بالادب ولا بالحوار…لذلك لم يأبه بهم العقاد وهم يرعوا في كتاباتهم انتقاداً له.
(3)
> أسوأ أنواع الجدال على الإطلاق.. هو أن تجادل فقط لتثبت أنك فاهم ..او لتثبت أنك على صواب وأنت ترجع الى قصة جراهام جرين (نهاية علاقة) فقط لتؤكد إدراكك وقدرتك على المقارنة.. وربما على (الجدل).
> علماً أن الجدل لا يحتاج الى قدرات.. ولا الى فهم او حتى الحد الأدنى من العبقرية لتصبح (مجادلاً).
> فقط مجرد (مجادل).
(4)
> أروع من كل هذا ..أن الأديبة غادة السمان عادت في عام 1973 وبرأت عباس محمود العقاد عندما أثبتت أن العقاد كتب (سارة) قبل أن يكتبها جراهام جرين بعشرة أعوام.
> تعجبت غادة السمان من إدانة النقاد وقتها للعقاد، وقالت: (المهم ليس التساؤل هل اطلع جرين على (سارة) للعقاد، وهل هي مترجمة للإنجليزية، وهل في الأمر سرقة أم توارد خواطر؟. لا المهم في نظري ظاهرة ادانة عباس محمود العقاد لمجرد انه كاتب عربي، ولمجرد أن جرهام جرين أجنبي).
> إذن.. يمكن فقط، أن (تُدان) أنك عربي ..ليس في الأدب فقط ..وإنما في كل شيء.
> عقدة (الخواجة)..تسيطر علينا..في كل شيء .. ننظر للأجنبي على أنه (منقطها) ونقبل كل تصرفاته ..ونصف بعضها بالعبقرية ..فقط لأنه (أجنبي).
> حتى لو كانت هذه التصرفات شيء من البعث واللا مبالة.
(5)
> في المسرح العربي – كثير ما يدان الشخص فقط لأنه (سوداني)!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى