نصائح هامة لنجاح الحياة الزوجية 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
بيوت المسلمين ليست كما ينبغي أن تكون:
أيها الإخوة الكرام، موضوع هذا الدرس يتعلق بالحياة الأُسرية، فبيوتات المسلمين ليست كما ينبغي أن تكون، أقصد ليست فيها السعادة التي وعد الله بها المؤمنين، وليس بين الزوجين تلك المودة والرحمة التي وردت في نص القرآن الكريم، ولا بين الزوجين المسلمين ما نقل إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان بينه وبين زوجاته من الودّ الطيب.
أول نقطة: حينما تصلح العلاقة الزوجية، ويكون البيت عشاً هادئاً سعيداً هذا ينعكس على الأولاد والعمل والزوجة، والذي يقطف ثمار هذا الود الذي وصفه الله عز وجل في القرآن الكريم:
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾
( سورة الروم )
سبب اختيار الموضوع:
لعلكم تسألون: ما المنطلق الذي أنطلق به في هذا الدرس ؟ شكاوى عبر الهاتف، وعبر لقاءات شخصية لا تعد ولا تحصى، من أن هذا البيت مع أن الزوج ينتمي إلى مسجد، وهو من طلاب العلم، ومحسوب على المسلمين المؤمنين، ومع أن الزوجة تخاف الله عز وجل، ومع أن هوية الزوجين هوية إيمانية، لكن لا تجد بينهما هذه المودة التي ذكرها الله في القرآن الكريم، لو أردنا أن نطبق قوانين الود العامة قال تعالى:
﴿فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
(سورة المائدة)
مادام هناك تقصير في طاعة الله عز وجل فالناتج الطبيعي لهذا التقصير عدم الود بين الزوجين، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام في أكثر من حديث الشريف كما ورد في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
(( … والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ))
[ أحمد بسند صحيح]
لو تصورنا أن مؤمنين أخوين زوجين كلاهما على طاعة الله، وملتزمان أمام الله، ومطبقان لكتاب الله والسنة، نظرياً أصولياً قاعدياً مستحيل أن ينشأ بينهما خلاف ! إلا ما كان طفيفاً جداً في وجهات النظر، لكن هذا يدوم ساعة، أما الاختلاف العميق الذي نراه في البيوت فها هو الخطر.
واللهِ من كثرة ما يأتيني عبر الهاتف، ولقاءات شخصية من شكاوى من الزوجات أو من الأولاد هذا الذي حملني أن أخصص هذا الدرس للسعادة الزوجية.
ما الذي يحصل ؟ حينما كان في الخطبة كانت جنته وناره، يتصل بها، ويتكلم معها ساعات طويلة، ما باله بعد الزواج ؟ تفتر هذه العلاقة شيئاً فشيئاً إلى أن ينصرف كل واحد منهما عن الآخر، وقد لا يحتمل أحدهما أن يجلس مع الآخر، ما الذي حصل ؟
الحقيقة أن البارحة زارني أخ دعاني لحضور عقد قرانه، قال لي: انصحني، قلت: واللهِ النصيحة معقدة، لن تسعد بزواجك إلا إذا سعدتَ أنت بالله، إلا إذا عرفته، وأطعته، واتصلت به، وسعدت بقربه.
الآن إذا أخذت بيدها إلى الله، فعرفت ربها، وأطاعته، وسعدت بقربه الآن تسعدك، لأنها تترقب إلى الله بإسعادك، وأنت تتقرب إلى الله بإسعادها، لأنك تخشى الله أن تظلمها ، ولأنها تخشى الله أن تظلمك.
تصور زوجين كل منهما يخشى الآخر أن يظلم الطرف الآخر، وكل منهما يتقرب إلى الله بإسعاد الطرف الآخر، ما هذا الزواج ؟ لماذا هناك ثغرة ؟ في بداية الزواج شعلة، ثم تخبو شيئاً فشيئاً، ثم تنطفئ ؟ أليس من الممكن أن تستمر هذه الشعلة ؟ أنا الذي يصل إلى سمعي أن أسراً قليلة جداً بينهما ود وتراحم مستمر.
قواعد شرعية تسهم في السعادة الزوجية:
1 – تطبيق الزوجين لمنهج الله:
أيها الإخوة، أبدأ بالنواحي الشرعية، كلما طبق الإنسان منهج الله عز وجل في شأن زواجه، وفي شأن علاقته بزوجته كان الود أكثر، فتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام واضحة.
مثلاً قال للمرأة:
(( انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل الجهاد ))
(الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي)
تصور الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام، أعلى درجة في الإسلام أن تكون مجاهداً، وهذه المرأة التي تحسن رعاية زوجها، وأولادها هي في مرتبة المجاهد في سبيل الله، لكن بالتعبير الدارج لا يوجد امرأة تأخذ بهذا الكلام، لكن هذا كلام سيد الأنام، كلام حبيب الله، كلام سيد الخلق، وحبيب الحق، ومع ذلك هناك تقصير، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً ))
(ورد في الأثر)
2 – المعاشرة بالمعروف:
لو قرأت القرآن الكريم:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
( سورة النساء)
ليست المعاشرة بالمعروف كما قال بعض المفسرين أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها، هذه المعاشرة بالمعروف، امرأة اشتكت لي زوجها القاسي قلت لها: صديقة النساء آسيا امرأة فرعون جعلها الله تحت طاغية جبار كافر، بل من أكفر كفار الأرض لماذا ؟ لتكون قدوة لأية زوجة شاءت حكمة الله أن يكون زوجها قاسيًا أو ظالمًا، لأن لديها أولادًا فعليها أن تصبر، فلو قرأت القرآن الكريم لوجدت فيه من القصص ومن العبر ما لا ينتهي مثلاً:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾
(سورة البقرة)
أحياناً يسخر الإنسان من أهل زوجته، فإذا تكلمت امرأته كلمة في حق أهله أقام الدنيا، ولم يقعدها، لما هذا التميز ؟ كما أن أهلك تدافع عنهم، وتلتمس توقيرهم واحترامهم هي كذلك، فهذا المفهوم من بعض أحاديث رسول الله: أن عاملوا الناس كما تحب أن يعاملوك، هذا مقياس من أروع المقاييس، الشيء الذي يزعجك من زوجتك ينبغي ألا تفعله مع أهلها، الشيء الذي تأخذه عليها ينبغي ألا تفعله معها، هذه مقدمة.
طبعاً طاعة الله، الاتصال بالله أن يمتلئ القلب رحمة بالزوجة، هذا كله أسباب شرعية كافية لدوام الحب بين الزوجين.
قواعد اجتماعية تسهم في السعادة الزوجية:
لكن هناك توجيهات اجتماعية نفسية إن صح التعبير لو طبقناها لقطفنا ثماراً يانعة من العلاقة الزوجية، أنا سأشرح بعضها.
1 – السلام عند دخول البيت وتفقد الزوجة:
فمثلاً: عند عودتك إلى المنزل وهذه نصيحة، إنْ كان الزوج في عمله عند عودته إلى المنزل ابحث عن الزوجة، وسلم عليها بطريقة أو بأخرى، هناك مَن يدخل إلى البيت لشأن من شؤونه، وينسى أن في البيت زوجة، بعد حين تكتشف أنه في البيت ! هذه نصيحة لا تكلف شيئًا، لمجرد أن تدخل إلى البيت ابحث عنها، وسلم عليها، هي مركز ثقل في البيت، هي الأولى في البيت، أنت إذا دخلت لتقابل إنسانًا مهمًّا لا تهتم بالأثاث، تهتم أن تنظر إليه، وأن تسلم عليه بادئ ذي بدء، فحينما تعود إلى البيت، ويكون أول عمل لك أن تبحث عنها في البيت، وتسلم عليها بطريقة أو بأخرى، فهذه نقطة بسيطة جداً لكن لها معنى كبير.
أحياناً يقول الإنسان: لا تؤاخذني، كلمة قالها، لكن لها معنى كبير، إنسان يقول: أخطأت في حقك، سامحني، تنسيك كل الغضب، كل غضبك يتلاشى بكلمة واحدة، كلمة الحق مسعدة.
(( إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ))
(الترمذي)
لا يلقي لها بالاً، لو أن الرجل يتكلم بكلمة طيبة يعلو بها إلى أعلى عليين، فلو قال لك أحد: هذا الفتور الذي بيني وبين أهلي، هذا الجفاء والانصراف كل منهما ينصرف عن الآخر، ما علاجه ؟ أنا أؤكد لكم أن سعادة كل واحد فيكم ببيته لها أثر كبير جداً في عمله، ولها أثر كبير عندها وعند الأولاد، هناك أولاد ينشؤون نشأة كاملة، أو نشأة صحيحة، أحد أكبر أسبابها حسن العلاقة بين الأب والأم، أما الأولاد إذا نشؤوا على خصام مستمر بين الأب والأم فلهم مستقبل لا يرضي أحدًا، مآله إلى التمزق، هذا أبوهم، وهذه أمهم، وخلافات مستمرة بينهما.
فأول ملاحظة: عند عودتك إلى البيت ابحث عنها أولاً، وسلم عليها، إشعاراً لها أنها أثمن ما في البيت، وأنها مركز الثقل في البيت.
2 – التماس العذر:
كما قلت قبل قليل: في أيام الخطبة قد تزيد المكالمة عن ست ساعات، لكن بعد حين لا ينطق في البيت بكلمة ! متعب، لكن ليس كل شيء ينبغي أن يكون مزاجياً، أحياناً المرأة لا تقدر عمل الزوج، يكون عمله شاقًا، وفيه متاعب، وعقبات، وضغوط، وعليه دفع كثير، والدخل قليل، وهناك مشكلة في محله التجاري، وقضية مع التموين، وقضية مع الاستيراد، مثلاً، هو موظف، قضية مع موظف فوقه، عليه تضييق، فأحياناً يأتي الزوج مثقلا بالهموم، هذه الهموم التي أثقلته تحمله على أن يصمت، هي ليس عندها مشكلة، مرتاحة، تجده يكثر الصمت، فتنزعج.
التمس لأخيك عذراً، والزوج أولى أن يلتمَس له عذر، والزوجة أولى أن يلتمس لها عذر، لكن لا مانع، اسألها عن يومها بدقة، ماذا فعلت ؟ من زارك ؟ من اتصل بك ؟ هل هناك مشكلة عانيتِ منها ؟ فرضاً، هل هناك من مشكلة أزعجتك ؟ فالسؤال عن أحوال الشخص دليل مودة.
أحياناً تلتقي بإنسان فتقول له: كيف الصحة ؟ يقول: الحمد لله، العمل جيد ؟ الحمد لله، الأهل والأولاد بخير ؟ ابنك نجح ؟ ابنك الذي تزوج كيف حالته الزوجية ؟ هذه الأسئلة تجعل مودة كبيرة بينك وبين الشخص، معنى هذا أنك مهتم به كثيراً، بزوجته، بأولاده، بمستقبل أولاده، بزواج أولاده، بعمله التجاري، فحينما تكثر من السؤال مع الطرف الآخر هذا يمتّن العلاقة بينك وبينه، والزوجة في هذا أولى، فلو أنك دخلت إلى البيت، وبدأت دخولك بالسلام عليها، ثم ثنيت بسؤالها عن أحوالها، وعما جرى معها في اليوم، هذا أيضاً من باب المودة.
3 – الإنصات إلى الزوجة:
الحقيقة أن هذا الكلام أوجهه لكم ولنفسي، لست أنا مطبقاً له كله، حتى أكون معكم دقيقًا، حاول أن تنصت لها كثيراً، الإنصات أدب، أحياناً تحدثه زوجته وهو يقرأ الجريدة، أو يتابع على الكومبيوتر، أو يفتح كتاباً، ثم تملّ، من أصول المناقشة أن يصغي لها عندما تتحدث معه، هذه أيضاً تمتن العلاقة بين الزوجين، أن تحسن الإصغاء إليها، وأن تنظر إليها، وأن تدع ما بيدك، فحاول أن تنصت إليها وأن تسألها.
طبعاً هذا الدرس مجموعة قواعد بسيطة جداً لا تكلف شيئاً، لكن يمكن أن تسهم مادام ليس هناك أشياء كبيرة، مادام الزوجان مؤمنين طاهرين عفيفين مستقيمين ملتزمين، هذا الحديث لخاصة الخاصة، لزوجين يعرفان الله، ويخافانه، ويحبانه، ويسعيان لطاعته، فقد ينقضهما بعض الأشياء اللطيفة، النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال له بعض أصحابه:
(( أن رجلاً كان عندَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فمرّ رجلٌ فقال: يا رسول اللّه، إني لأحبُّ هذا، فقال له النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: هل أعْلَمْتَهُ ؟ قال: لا، قال: أعْلِمْهُ، فلحقه فقال: إني أُحبك في اللّه، قال: أحبَّك الذي أحببتني له ))
( الأذكار النووية للإمام النووي)
4 – التصريح بالحب والمودة:
فإذا كنت مقدّرًا شخصًا لمَ لا تعبر عن تقديرك ؟ إن كنت تحب شخصاً لمَ لا تعبر عن حبك ؟ ما الذي يمنعك ؟ ما الذي يمنعك أن تقول لها: إنني أحبك ؟ كانت السيدة عائشة تسأله: كيف حبك لي، ومتأكدة أنه يحبها، لكن ما مستوى محبته لها ؟ كيف حبك لي: قال:
(( كعقدة الحبل، قالت: فكنت أقول له: كيف العقدة، فيقول: على حالها ))
(تذكرة الموضوعات)
كان النبي الكريم زوجًا ناجحًا من الطراز الأول، وقد تسأل: هل من المعقول أن ينجح إنسان في بيته، وهو يقود أكبر دعوة إلى الله ؟ يمكن، نحن من تقصيرنا إذا نجح أحدنا خارج البيت يخطئ داخل البيت، وقد تجد إنسانًا ناجح جداً داخل البيت وليس له عمل خارج البيت، من السهل جداً أنْ تنجح بأحد الحقلين، لكن النبي الكريم نجح في كل الحقول، نبي مرسل يقود دعوة إلى الله، حارب قريش ثلاث حروب، يدير أمة، وفي بيته يقال له: كيف حبك لي ؟ يقول: كعقدة الحبل، وتسأله من حين لآخر: كيف العقدة ؟ يقول: على حالها.
إذاً قل لها: إنني أحبك، وأنت أغلى إنسان في حياتي، وقد أكرمني الله بك، وسعدت بقربك، لاحظ أنك لطيف جداً مع الآخرين، يأتي الضيف فترحب به أحلى ترحيب، تتواضع له، وتبش له، وتبتسم له، وتحلف عليه أن يأكل، ويرتاح، فإذا دخلت إليها لا تجد منك هذه المودة فتتألم، وهي أولى بمودتك، وأنا أحاول في هذا الدرس أشياء بسيطة جداً.
أقول مرة ثانية: إذا وجدت مخالفات شرعية كبيرة مهما طبقت من هذه النصائح فلن تجدي، إذا وجدت مخالفات شرعية كبيرة وتقصير في طاعة الله وعدم التزام، عين شاردة، أو متابعة لأعمال سخيفة على الشاشة، كل هذا خيانة زوجية، وأعمال منحطة، إذا وجد اهتمام بهذا الشأن الذي لا يرضي الله فهناك مشكلة لا تحل، وحينما تكون التغذية إسلامية فأنت قدوتك النبي الكريم، وأصحابه الكرام.
رجل تزوج امرأة بأمريكا، وهو يجلس معها، فذهبت، ولبست ثيابها، فسألها: إلى أين ؟ قالت: عندي موعد مع صديقي ! شيء طبيعي جداً، لم يتحمل، صبر في اليوم الثاني موعد ثانٍ، اليوم الثالث موعد ثالث، اليوم الرابع له فجلس معها ! هي تمشي بالعدل، فطلقها، تزوج امرأة مسلمة صالحة، وهي نائمة يقول: الله يحفظ لي، أنت كلك لي، حتى لا يطمعها، عندما جلس مع الأمريكية وجدها من الطراز الأول.
المخالفات الشرعية مانعة من الوفاق الزوجي:
إذا كان هناك مخالفات شرعية فلا تجد الود ولا المحبة، وأنا أقول دائماً في عقود القران: ما من زواج يبنى على طاعة الله ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه إلا ويتولى الله التوفيق بين الزوجين، وما من زواج يبنى على معصية الله ولو توافرت له كل أسباب نجاحه إلا ويتولى الشيطان التفريق بينهما، عرس كلّف ملايين بفندق، وهي على المائدة قال لها: أنت طالق، طالق، طالق، طلقها يوم العرس ! لأن الشيطان يدخل بينهما، أما المؤمنون فالله بينهما، يقولون: فلان شيطاني، وفلان رحماني، الزوج الرحماني رحيم لطيف حكيم، في قلبه شفقة، يخاف الله، والزوجة الرحمانية أيضاً تخاف الله، وتعطف على زوجها، أروع ما في الآية الكريمة:
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى