نشــأة شمـّر-مختصر

حائل مدينة مشهورة في جبال طيء ، من جبلي أجا في جنوبيه ، قريبة منه ، متسعة منظرها خلاب وفلواتها متسعة يجدر بها أن تكون مصيفا حيويا إذا ربطت بالمواصلات مع بقية البلدان ومع هذا فهي تاريخية ترجع إلى الزمن القديم قال عدة شعراء فيها الشعر ومنهم

:

وقال نصيب يذكر حائل :

لعمري على فوت لايّه نظرة

ونحن بأعلى حائل فالجرائم

نظرت ودوني من شمامان صرّة

جؤاث كاثباج البغال الصرائم

ليدرك طرفي أهل ودّان إنني

يودّان ذو شجو حديث وقادم

بنجد تروم الغور بالطّرف هل ترى

به الغور ما لاءمت من متلائم

أمرؤ القيس قال فيها:

تصيّفها حتى إذا لم يسغ لها

حليّ بأعلى حائل وقصيص

أبت أجأ ان تسلم اليوم جارها

فمن شاء فالينهض لها من مقاتل

تبيت لبونى بالقرية امنا

واسرحها غبا باكناف حائل

بنو ثعل جيرانها وحماتها

وتمنع من رجال سعد ونائل

قبائل حائل :

سكن حائلا في القديم طيّئ بن أدد : قبيله عظيمة من كهلان القحطانية ، وتتفرع منهم بطون عديدة منها : بنو جديله وهي أمهم ، وهم جندب ، وحور ، يعرفون بأمهم ، وبنو رمعان ، وبنو جدعاء بن رومان ، الثعالب ، وبنو تيم الذين يقال لهم مصابيح الظلام ، وبنو علوة ، وبنو زنمة ابن عمرو ، وبنو لام بن عمرو ، وبنو أشنع بن عمرو ، وبنو عنيد ، بنو عتود ، بنو فرير ، بنو سلسلة ، بنو دغش ، بنو هذمة ابن عنّاب ،بنو سمبس ، بنو شمجي ، بنو نبهان بن عمرو ، بنو نابل ، بنو المشر ، بنو الصامت ، بنو بولان ، بنو صيفي ، ومنهم بنو شمّر ، نسبة إلى شمّر بن عبد جذيمة بن ثعلبه بن سلامان بن ثعل ، بن عمرو بن الغوث بن طيىء ، بطن من طيّىء: منهم قيس بن شمّر ، وهو الذي ذكره أمرؤ القيس فقال: (( وهل أنا لاق حيّى قيس بن شمّرا )) . ومنهم الجرنفش الشاعر بن عبده بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد رضا بن جذيمة بن حبيب بن امرؤ شمّر الذي أسرته الدّيلم وله حديث :

كانت منازل طيّىء – ومنهم شمّر- باليمن فخرجوا منه على إثر خروج الأزد منهم ، ونزلوا سميراء و فيدا ، في جوانب بني أسد ثم غلبوهم على أجأ وسلمى وهما جبلان من بلادهم فاستقروا بهما ، ثم ورثت من بلاد بني أسد بلادهم فيما وراء الكرخ من أرض غفر ، ثم ورثوا منازل تميم بأرض نجد فيما بين البصرة والكوفة واليمامة ، وورثوا ببطن مما يلي وادي القرى .

وبصفه عامه فقد أنتشروا وملأوا السهل والجبل ” حجازا وشاما وعراقا ثم أضطرّت إلى الجلاء عن جنوب فلسطين.

ولقد ورد في كتاب أسماء القبائل وأنسابها “تأليف السيد معز الدين محمد المهدي الحسيني الشهير بالقزويني” المتوفى سنة 1300هـ. الآتي عن نشأت شمر:

قال القزويني (شمّر قبيلة من العرب ، ذات بطون ، تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان ، منهم في نجد ، ومنهم في العراق ،والموصل إلى سنجار ، والظاهرأنهم ينسبون إلى شمر برعش بن افريقش بن أبرهه ذي المنار ، أحد ملوك التبابعة من اليمن ، سمي شمر برغش لارتعاش كان به ، وخرج نحو العراق ، ثم توجّه نحو الصين ودخل مدينة السند وهدمها ، فسميّت شمر كند ، أي شمر خرّبها ، وعمرت بعد ذلك ، فسمّية سمر قند ، وقيل بني شمر يرعش ، فقيل شمر كند ، فعرّبت فقيل سمر قند )

لم أجد في المراجع ما يؤيد قول المؤلف … وأوردت قول المؤلف من باب تفهّم وجهة نظر الآخرين وليس إتفاقا معه في الرأي….فالثابت في المراجع وقول كبار السن ماذكر أعلاه قبل قول القزويني وهو أن شمر تعد من أهم عشائر طي القحطانية وقد استقلّت منذ القدم بتسميتها وقد حلّت عشائر شمر بجبلي أجا وسملى وبقيت قبائل شمر هناك مدّه طويلة … ثم مال قسم كبير منها إلى العراق في أوائل القرن الثاني عشرومن أمراؤهم الجرباء وإبن حسان.

——————————————————————————–

ومن حوادثهم التاريخية :

· أن قبيلة طي أغارت على إياد بن نزار بن معد يوم رحا جابر فظفرت بهم وغنمت وسبت.

· أن بني عامر أغارت عليهم فنذرت بهم طيّ فاقتتلوا فظفرت عليهم طيّ.

· أن قبيلتي غنى وعبس أغارت على طيّ كما غزاهم عمو ابن هند وكان بين طي وبني أسد حرب بالحفيّ” وهي قريبة من قادسية الكوفه ” ثم اصطلحوا مكانوا حليفين.

إســـلامهم :

بعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة تسع من الهجرة ومعه مائة وخمسون من الأنصار فهدم صنمهم المسمّى ( الفلس) ـ بضم الفاء والام ـ وكان بنجد تعبده طيّ وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد من طيّ فيه زيد الخيل سنة تسع ” وهو سيّدهم” ففرض عليهم الاسلام فأسلموا وحسن إسلامهم وقال عليه الصلاة والسلام (( ما ذكرني رجل من العرب بفضلهم ثمّ جاءني إلاّ رأيته دون ما يقال فيه إلاّ زيد الخيل فإنه لم يبلغ كلّ ما فيه سما زيد الخير ))

ولمّا أرتدت العرب تمسّكت طيّ بالاسلام وحاربت مع المثنّى في العراق سنة 14 هـ وناصرت عليّ بن أبي طالب في سنة 36هـ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى