نزار قباني عن عيد الحب 2019 ،صور حب للمراة في عيد الحب

وتسأليني من الحب , رسائل حب نزار قباني , شعر حب و عشق نزار قباني , بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء , قصائد نزار قباني في الحب , عبارات و صور حب للمراة في عيد الحب , رسائل حب نزار قباني
قصيدة نزار قباني عن عيد الحب -رسائل حب نزار قباني

نزار قباني عن عيد الحب – صور حب للمراة في عيد الحب

بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء
أرسلها سفيرة عني
بعيد عشق العشاق
فلم أجد في السوق أي وردة
حمراء أو بيضاء أو صفراء
لأن كل الورد في الأسواق
كما يقول بائع الأزهار
قد اشترته شعبة المباحث
لزوجة الخليفة الرشيد

أردت أن أرسل يا أميرتي
بطاقة وردية
أكتب فيها كل ما أريد
عن ذالك الحب الذي يذبحني
ذبحا من الوريد للوريد
نخلت يا حبيبتي شوارع المدينة
مكتبة مكتبة
واجهة واجهة
زاوية زاوية
لكنني فشلت في مهمتي
لأنهم في شعبة المباحث
كما روى موظف في المكتبة
قد صادروا كل البطاقات التي تباع في المدينة
و أرسلوها كلها لزوجة الرشيد

نزار قباني عن عيد الحب – صور حب للمراة في عيد الحب

حاولت أن أكتب عن عينيك يا حبيبتي
قصيدة جديدة
ما كتبت يوما بتاريخ الأدب
حروفها من ذهب
زنرها من ذهب
سروالها من ذهب
و عندما فرغت من كتابتي
جاء رجال من لدى أبي لهب
فاعتقلوا القصيدة
و أغلقوا بالشمع و الرصاص
علبة البريد

نزار قباني عن عيد الحب – صور حب للمراة في عيد الحب

لا هاتف يرن في بلادنا
لا طائر يطير في سمائنا
لا قمر
يرشرش الحليب و الثلج على ثيابنا
لا كلمة جميلة
تغير العادي من كلامنا
لا امرأة
تذوب الصقيع في أيامنا
لا رزمة تحرك الفضول في أعماقنا
يحملها موزع البريد

نزار قباني عن عيد الحب – صور حب للمراة في عيد الحب

فكرت أن أستعمل الفرشاة و الألوان
في وصف ما أحسه
فكرت في رنوار في ماتيس في سيزان
فكرت أن أفعل ما يفعله نيسان
و ألحس القشطة عن رافعة النهدين
كما شفاه الموج تلحس الشطان

فكرت في إسبانيا
و حزننا المخزون حتى الان
في أعين الإسبان

فكرت في مدائن الحب التي أعرفها
فكرت في فنيسيا
الجسد المغسول بالماء و الحب و الأحلام
فكرت في فلورنسا
تلك التي قرأت في ساحاتها
قصائد الرخام
فكرت في باريس
في تاريخها المكتوب ب الباغيت
و الجبنة و النبيذ و الأمطار
فكرت في إلزا و في عيونها
فكرت في رامبو و في إلوار
كم يستطيع الحب في باريس
أن يغير الأقدار

نزار قباني عن عيد الحب – صور حب للمراة في عيد الحب

حين تنامين على سجادة الكاشان
مليسة كقطعة الكشمير
معجونة بالمسك و القرفة و الحرير
طازجة كحزمة الريحان
أعيد أقوال أبي :
أن ليس بالإمكان أبدع مما كان

يمكنني بقبلة واحدة
أن ألبس التاريخ في أصابعي
و أمحو الزمان و المكان

أواصل التنقيب في يديك
عن حضارة الإغريق و الرومان
أواصل التنقيب في نهديك
عن قصيدة مجهولة
وحبتي رمان
أواصل العزف على خصرك
حتى تتعب الكمان

يبدو خيار العطر غير مقنع
من ينقل الماء إلى بحيرة
من يحمل الورد إلى بستان

يا قمري يا قمر الزمان :
سوف أضل مبحرا كعقبة بن نافع
حتى أرى إفريقيا و أعرف الإحساس بالأمان
سوف أظل عاشقا حتى أر سفينتي
راسية في مدخل الشريان

سوف أضل مخلصا لمهنة الحب التي أجيدها
ومهنة الرقص على ألسنة النيران
فليس عندي مهنة أخرى سوى
خرمشة النصوص
أو خرمشة السماء
أو خرمشة الحيطان

أشعر بالإحباط يا سيدتي
أشعر أنني رجل مستلب منسحق وحيد
ففي بلاد أصبح الحب بها محاصرا بالنار و الحديد
و في بلاد أصبح القلب بها لوحا من الزجاج
و الجليد
و في بلاد أصبح الشعر بها
يحترف التزوير و التبخير و التمجيد
يعاقب الإعلام كل شاعر يبقى على عفافة
إذا تعرت زوجة العزيز

يدور في رأسي سؤال ساخر
هل صارت السيدة الأولى التي تحكمنا
خاتمة النشيد
ما أسخف الشعر الذي نضطر أن نكتبه
تغزلا بامرأة الرشيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى