نزار قبانى

أسألك الرحيلا

لنفترق طفيفا..
لخيرِ ذلك الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق طفيفا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني طفيفا

بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ ممتازٍ..
لا يزالَ منقوشاً على فمينا
لا يزالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من مراسلاتِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي يوم غد أضخمَ من كلامنا
أضخمَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى روايةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في مختلفِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تسعىُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعلمُ الجوابا
بهدفِ حبٍّ ممتازٍ
يسكنُ منّا الفؤادَ والأهدابا
وكي أكونَ طول الوقتً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..

أعنف حب عشته

تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

.. كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

.. وفي مياه البحر قد ذوبته

.. كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

.. تلومني الدنيا إذا

.. سميت من أحب .. أو ذكرته

.. كأنني أنا الهوى

.. وأمه .. وشقيقته

من حيث ما انتظرته

.. غير مشابه عن كل ما عرفته

غير مشابه عن كل ما قرأته

.. وكل ما سمعته

.. لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته

.. لو كنت أدري أنه

باب عديد الريح ، ما فتحته

.. لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت ، ما أشعلته

ذلك الهوى . أعنف حب عشته

.. فليتني حين أتاني فاتحا

يديه لي .. رددته

.. وليتني من قبل أن يقتلني

.. قتلته

.. ذلك الهوى الذي أراه بالليل

.. أراه .. في ثوبي

.. وفي عطري .. وفي أساوري

.. أراه .. مرسوما على وجه يدي

.. أراه .. منقوشا على مشاعري

.. لو أخبروني أنه

.. طفل عديد اللهو والضوضاء ما أدخلته

.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

.. لما تركته

.. لو اخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

.. لكنت قد طردته

.. يا أيها الغالي الذي

.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائرا

.. بالورد قد طوقته

.. وليتني حين أتاني باكيا

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى