ميدل إيست آي: هكذا توظف الإمارات “منتدى تعزيز السلم” لإخفاء سياساتها

السودان اليوم:

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا، بين فيه أن الإمارات العربية المتحدة متورطة في العديد من قضايا القتل، شأنها شأن المملكة العربية السعودية، على الرغم من محافظتها على علاقاتها العامة بطريقة أكثر نجاعة مقارنة بالمملكة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن العديد من المراقبين في منطقة الشرق الأوسط يعلمون جيدا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يُعدّ الحارس المتهور لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي يعدّ حاكما خطيرا مثل ولي العهد السعودي، لكنه ينتهج أساليب أكثر تطورا.

وذكر الموقع أنه سواء كانت الإمارات متورطة في حروب مثل حرب اليمن التي تسببت في تهجير مئات الآلاف من المدنيين وقتل عشرات الآلاف، أو سحق المعارضة وانتهاك الحريات السياسية في الداخل، فإنه لا يمكن اعتبار أن حكومة الإمارات أفضل من جارتها السعودية. ومع ذلك، فإن دهاء علاقاتها العامة يعني أن مثل هذه الأمور لا تكون موضع انتقادات المراقبين الدوليين.

ويعدّ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة من أبرز مبادرات العلاقات العامة التي تطلقها الإمارات، والذي تدور فعالياته هذا الأسبوع برعاية وزير خارجية البلاد عبد الله بن زايد. ويترأس هذا المنتدى، الذي وقع تأسيسه سنة 2014، الشيخ عبدالله بن بيه، وهو باحث وسياسي موريتاني مستقر في السعودية.

وأفاد الموقع بأن بن بيه تحدث خلال حفل افتتاح هذا المنتدى عن الالتزام الديني للمواطنين في الدول الإسلامية وضرورة طاعة حكامهم، في حين سلط الضوء على أن الدعوة إلى الديمقراطية في العالم العربي كانت “في الأساس بمثابة إعلان حرب”. ومن المتوقع أن تجعله الخدمات التي يقدمها إلى الإمارات أكثر الباحثين الإسلاميين طلبا لدى هذا البلد.

وقد تم تعيين بن بيه مؤخرا على رأس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الذي تم إنشاؤه حديثا، والذي يقدم نفسه كمروج للإسلام “المعتدل”. وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة الإمارات في هذا النوع من الفعاليات الدينية يعدّ وسيلة مفيدة بشكل كبير للحفاظ على سلطتها ونفوذها السياسيين في المنطقة.

وأشار الموقع إلى أنه يمكن تبين المنهج السياسي الذي يتخذه المنتدى من خلال النظر في المشاركة الانتقائية لقادته في الشؤون العامة. ففي 31 تشرين الأول/ أكتوبر، نشر العالم الإسلامي الذي يعيش في مدينة كاليفورنيا، حمزة يوسف، على حسابه على موقع إنستغرام رسالة تضامن مع الجالية اليهودية بعد الهجمات المروعة على كنيس مدينة بيتسبرغ، وتحتوي هذه الرسالة على توقيع بن بيه، بصفته رئيسا لمجلس إدارة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.

بعد الضجة التي أثارها مقتل خاشقجي، والتي حولت انتباه العالم مرة أخرى إلى حملة القصف التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، اكتفى منتدى “تعزيز السلم” بالتزام الصمت. وفي الواقع، لم يتم توجيه أي انتقادات خلال هذا المنتدى حيال الحرب اليمنية، التي طال أمدها، لأن كلتا المبادرتين يتم تمويلها من قبل الحكومة ذاتها.

ونوه الموقع بأن المنتدى لا يركز على ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، التي تحدث في بلد مجاور للإمارات، وإنما يدين فقط الجرائم ذات الطابع السياسي مثل الإرهاب. ومن خلال وسائل الإعلام المدعومة من الدولة، أوضحت الإمارات منذ البداية أنها تدعم السعوديين في مواجهة الضغوط الدولية بعد مقتل خاشقجي. كما نشر الراعي والمشرف على المنتدى، عبد الله بن زايد، تغريدة بعد ثمانية أيام من مقتل خاشقجي، معلنا عن مساندته للمملكة.

وخلال الشهر الماضي، أصدرت السلطات الإماراتية حكما بالسجن مدى الحياة على طالب الدكتوراه البريطاني ماثيو هيدجز. ويبدو أن ذلك أدى إلى أزمة دبلوماسية مع وزارة الخارجية البريطانية، التي كانت تشارك في تعزيز “حرية الدين والمعتقد للجميع وفي كل مكان”، وتعمل بالشراكة مع منتدى تعزيز السلم الذي ترعاه وزارة الخارجية الإماراتية.

وذكر الموقع أنه وفقا لجدول الاجتماعات الخاص بالمؤتمر سيتشارك بن بيه صباح يوم الأربعاء منبر الخطاب مع رفيقه في مثل هذه الأحداث، السياسي السعودي محمد بن عبد الكريم عيسى. وستشاركهم حلقة النقاش الشخصية السياسية البريطانية المثيرة للجدل، سارة خان، التي تم تعيينها لقيادة لجنة مكافحة التطرف التابعة للحكومة البريطانية. وما لا شك فيه لن يتضمن هذا المنتدى نقاشات حول مقتل خاشقجي أو حقه في حرية المعتقد. وينبغي لنا ألّا نتوقع أي إدانة لويلات الحرب التي يعيشها اليمن في جهود هذه السنة لتعزيز السلام.

وفي الختام، نوه الموقع بأنه إذا كان ينظر لمبادرات العلاقات العامة التي تدعي تعزيز قيم السلام وحرية المعتقد على أنها مجرد مناورات سياسية مثيرة للسخرية، فإن المشاركين في مثل هذه المؤتمرات، سواء كانوا علماء أم حكومات غربية صديقة، يجب أن يتطرقوا إلى الحديث عن الرعاة الحكوميين لهذه المبادرات الذين يعدّون أكثر المجرمين فظاعة ضد هذه القيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى