مومو كمان.. بقلم الطاهر ساتي

السودان اليوم:

:: على سبيل المثال، في إبريل العام 2017، وبالتزامن مع إعلان شركة الخطوط الجوية السودانية عن شروعها في حصر أموالها وخسائرها بالمحطات الخارجية بغرض (التصفية) ، دشنت الخطوط الجوية السعودية أولى رحلاتها القادمة من مدينة جدة إلى مدينة بورتسودان..وفي الخاطر، رد فعل الوالي السابق بالبحر الأحمر علي حامد و أعضاء حكومته وبعض سادة السلطات المركزية، وكانوا قد احتشدوا واحتفلوا بمناسبة التدشين، و هللوا و كبروا في مطار بورتسودان .. ثم طالبوا الخطوط السعودية بالمزيد من الرحلات..!!
:: يومها شبهت حال الوالي علي حامد وإخوانه بالولاية والمركز – وهم يفرحون برحلات الشركة السعودية التي حلت محل رحلات الشركة السودانية – بحال عم مرسي .. إذ كان عم مرسي يبتهل عقب كل صلاة : ( اللهم افتح أبواب رحمتك لحاج خليل وأرزقه رزقاً طيباً ومباركاً) .. وعندما يسألوه : لماذا تنسى نفسك وتخص خليل بهذا الدعاء؟، فيرد : (خليل زول كويس، لمن أفلس بيسلفني، ولمن ربنا يديهو قروش كتيرة ح أستلف منو بقلب قوي)..!!
:: وهكذا تقريباً لسان حال وزارة النفط السودانية وهي تحتفي – يوم السبت الفائت – ببداية العمل في حقل ثارجاث النفطي بجنوب السودان.. وبعد تأكيده لوجود ما أسماه بالاحتياطي الضخم، وعزم الدولتين على إعادة الإنتاج حتى تعم الفائدة لجنوب السودان أولاً والسودان والشركات المنتجة ثانياً، قال وزير النفط السوداني أزهري عبد القادر بمنتهى السعادة توصلنا جميعاً الى إطلاق العنان للإنتاج في حقل ثارجاث باقصى مايمكن)..!!
:: هكذا حال السادة عباقرة الاقتصاد السوداني منذ عام انفصال الجنوب – 2011 – وحتى صباح اليوم..سبع سنوات، فترة تكفي لتأسيس دولة من العدم، ولكن العباقرة عجزوا عن فعل شيء للاقتصاد السوداني غير تبرير فشلهم وعجزهم بانفصال جنوب السودان .. نعم، سبع سنوات هي عمر خروج بترول الجنوب من ميزانية الدولة السودانية، ولا تزال حكومة السودان في (حالة صدمة) .. لم ولن يفكروا في حلول سودانية جذرية يتجاوز بها الشعب ضنك الحياة، بل لا تزال العقول تراهن على حقل ثارجاث وغيره من حقول جنوب السودان، وكأن السودان بلا حقول ..!!
:: وعليه، ما لم يراهن اقتصادنا على حقول نفطنا و زرعنا وإنتاج مصانعنا، سوف تتقزم بلادنا لحد الوصول إلى حال قرية (مومو).. إذ كانت هنالك قرية ذات كثافة سكانية وإنتاج وفير، و اسمها (أم قرنا جاك)، و تجاورها قرية صغيرة وأهلها فقراء وكسالى، واسمها (مومو)..و يقال إن أحد الزعماء زار قرى تلك المنطقة، فاحتشدت القرى لاستقباله، وكان أهالي قرية (أم قرنا جاك) يحملون لافتة ترحيب ضخمة، و يهتفون بصوت جهير : (أم قرنا جاك تحيي الثورة)، و بجوارهم فئة قليلة من القرية المجاورة تكمل الهتاف بصوت كسول : (مومو كمان).. أي ما لم ننتج ونقوي اقتصادنا بالاعتماد على مواردنا، فلن نملك قرارنا و… (هتافنا)..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى