موقع بلدة القلمون في لبنان

بلدة القلمون في لبنان

تقع بلدة القلمون في الجزء الشمالي من لبنان حيث قضاء طرابلس، وتعتبر منطقة حدوديّة تفصل بين جمهوريتي لبنان وسوريا، وتشغل حيزاً فوق سلسلة جبليّة تمتد بدءاً من الناحية الغربيّة لسوريا وصولاً إلى الجزء الجنوبي من منطقة الدريج، ثم شمالاً حيث البريج اللبنانيّة، ويطلق عليها أيضاً اسم سلسلة جبال لبنان الشرقيّة.
تحظى بلدة القلمون بموقع استراتيجي في غاية الأهميّة؛ نظراً لارتفاعها عن مستوى سطح البحر، حتى أصبحت بفضل ذلك منطقة عسكريّة مُهمّة فوق امتدادها في المنطقة السوريّة، وشكل بلدة القلمون مُتطاول تشترك به بحدودٍ بريّة ومائيّة من مختلف الاتجاهات؛ فيحدها رأس مسقا من الناحية الشرقيّة؛ أما حدودها من الغرب فتشترك بها مع قلحات.

جغرافيا مدينة القلمون

تنفرد بلدة القلمون بجبالها الغنّاء ومناطقها الجميلة، وتشرف بحكم موقعها الجغرافي على عدد من المصايف والبلدات القائمة في أحضان الجبال، الأمر الذي جعل منها نقطة جذب سياحيّة مميزة. تكثر في جبال القلمون زراعة الأشجار المُثمرة؛ كالكرز، والمشمش، والخوخ، والتين، والعنب، وتمتاز هذه الفاكهة بالجودة والمذاق الطيب، أما مناخها فهو معتدل مائل إلى البرودة صيفاً، ويكون شتاؤها بارداً يصاحبه هطولٌ ثلجيّ.

سكان مدينة القلمون

يقطن في بلدة القلمون ما يفوق 12 ألف نسمة تقريباً، يتوزعون في القرى والبلدات هناك، وتتفاوت اللغات التي يتحدثها سُكّانها ما بين آراميّة وسريانيّة في تعاملات حياتهم اليوميّة.

اقتصاد مدينة القلمون

تشتهر بلدة القلمون بصناعة ماء الزهر، ويمتهن سُكانها غالباً صيد السمك؛ وبناءً على ذلك تنتشر أسواق السمك فيها بشكل كبير على الطريق العام، بالإضافة إلى انتشار المحلات التجاريّة ومحارف النحاسيات على طول الطريق العام أيضاً.

تاريخ مدينة القلمون

يعتبر تاريخ بلدة القلمون تاريخاً هادئاً نسبياً خلال انشغال العالم بالحروب المصيريّة على مر التاريخ، ففي بدايات القرن الثالث عشر الميلادي خضعت المنطقة للتعريب على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، وجاء ذلك بعد تحرير القدس من الصليبيين، بينما بقيت بلدة القلمون جزيرة ذات غالبية مسيحيّة حتى حطت الحروب الصليبيّة أوزارها، وشهدت المنطقة انفتاحاً كبيراً على ما يحيط بها من مناطق خلال العصور الحديثة، وخاصة المناطق القائمة في شمال بلاد الشام وكذلك في جنوبها.
كانت المنطقة على مر التاريخ منبراً للثقافة والتقدم الاجتماعي؛ فخرّجت عدداً من العلماء من بينهم العلامة الجليل محمد رشيد رضا الحسيني القلموني رحمه الله، وبعد دخول الإسلام إلى المنطقة شُيّدت فيها ثلاثة مساجد فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى