موضوع تعبير عن وصف الطبيعة في فصل الربيع

وصف الطبيعة في فصل الربيع

في الربيع تُشرق الدنيا وتتزين الطبيعة، وفيه تتبسم السماء وتُشرق الشمس خجولةً مسترسلةً تبحث عن زهورٍ متفتحة لتستقر أشعتها عليها بعد طول غياب، فهو الفصل الذي تبتسم فيه الكائنات ويُصبح الجوّ أكثر حناناً وأقل قسوة، وفيه تنقشع غيوم السماء القاسية وتسكن الرياح والعواصف، وتبدأ الزهور والفراشات بالظهور من جديد، لتُعلن للدنيا أن للفرح مواسم كثيرة وأن الربيع هو سيد هذه المواسم على الإطلاق، فهو فصل التجدد والتغيير والإقبال على الحياة، وفيه يتجدد الأمل ويُشرق اللون الأخضر ليُعطي بهجة لا توازيها بهجة.

يتميز فصل الربيع بأنه سيد الفصول كلها، وهو الأقرب إلى القلب من بينها جميعاً، فبعد قسوة الشتاء وبرده وجنون عواصفه، يأتي هو كمنحةٍ إلهيةٍ عظيمةٍ تستقرّ به النفوس وتبتهج القلوب، ويشتعل فيه فتيل الأمل، ولا عجب أن قصائد الحب التي قيلت فيه كثيرةٌ جداً، فالقلوب فيه تُصبح أكثر رقةً، والمشاعر تُصبح أكثر تدفقاً، فشمسه وأزهاره وكل ما فيه من جمالٍ يستفزّ المشاعر لتظهر على الملأ وتنشر عبيرها الجميل، وفي هذا يقول الشاعر:

مرحى ومرحى يا ربيع العامِ      أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ
بعد الشتاء وبعد طولِ عبوسه    أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ
وابعث لنا أرجَ النسيمِ معطراً     متخطراً كخواطر الأحلامِ

في الربيع تتلون الأحلام باللون الوردي، ويستريح النظر برؤية الخضرة البديعة في كل مكان، وتُحلق الفراشات الملونة بين زهرةٍ وأخرى وهي تتراقص فرحةً بروعته، فشمسه الدافئة الحنونة تضم الأرض بأشعتها دون أن تزعجها، وطقسه المعتدل يجعل من الخروج في رحلةٍ طويلة شيئاً في قمة المتعة، فالطبيعة تُخبئ بشارها الكثيرة لتُخرجها في هذا الفصل، ولهذا ترتدي أجمل أثوابها المزينة والزاهية، وتتعطر بعطر الزهور والورود، والأشجار تستعيد خضرتها بعد أن كانت قد خلعت ثوبها القديم عنها، وفي هذا الفصل تستيقظ الحيوانات من سباتها الطويل، فالربيع هو فصلها الذي تستعيد فيه نشاطها وحياتها لتبدأ موسم التكاثر.

لو كان للفصول الأربعة سيدٌ لكان الربيع سيدها، ولو كان للفصول عروسٌ لكان هو عروسها التي لا يُصيبها ذبول ولا اصفرار، فالجمال الذي يتجلى في الطبيعة فيه لا يكون في أي فصلٍ آخر، وصفاء لون السماء والأزرق المريح للنفس والنظر لا يكون هكذا إلا في هذا الفصل المبهج، فطوبى لربيع الأرض حين يأتي إلينا في كل مرةٍ ليزرع الحياة في جنبات الروح والطبيعة، والمجد لشمسه التي لا تقسو، ولنسمات هوائه العليلة، ولوروده المتفتحة وعطره الذي لا ينضب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى