من هو مكتشف دولة امريكا

كان خطأً هو السبب في اكتشاف أمريكا، القصة جميلة لكنها غريبة بعض الشيء، فقد تقدّم كريستوفر كولومبوس (CHRISTOPHE COLOMBOS) بطلب إلى الملك فرناندو وزوجته الملكة إيزابيلا ملكا إسبانيا، والغاية من ذلك كانت الوصول من إسبانيا عبر رأس الرجاء الصالح إلى الهند؛ فالهند هي الغاية من الرحلة في البداية، ولكن لماذا الهند؟
في ذلك الوقت تحديداً قبل اكتشاف أمريكا عام 1492م، لم تكن قد اكتشف الثلّاجات، وكان يستخدم البُهار لحِفظ اللّحم، ومصدر البهار الرئيسي هو الهند، والذهاب إلى الهند كان مقتصراً على اتّخاذ الطريق المعروف، من البحر الأبيض المتوسّط إلى البحر الأحمر، ومنه إلى المحيط الهندي. لكن هذه الطريق حسب وجهة نظر كريستوفر كولومبوس مكلفة وطويلة، فأقنع ملكي إسبانيا بتسيير سفينة بقيادته لاكتشاف الطريق ورسم الخارطة الدقيقة للالتفاف من تحت إفريقيا لا فوقها، والعبور من أقصاها حيث رأسي الرجاء الصالح ثمّ وصولاً إلى الهند.
ونتيجة خطأ طفيف في القياس انحرف مسار السفينة، فبدل أن تتّجه شرقاً حيث حدود قارة إفريقيا اتّجه كريستوفر كولومبوس وطاقم سفينته غرباً وانحرفوا أكثر ممّا يجب حتى باتوا في وسط المحيط الأطلسي، وهو المحيط الّذي كان يُظن أنّه على حافة الكرة الأرضية -حافة والموت- حيث لم تكن كرويّة الأرض نظريّة مثبتة ومصدّقة، ووصل كريستوفر كولومبوس في العاشر من تشرين الأوّل عام 1492م، أي بعد إبحار استمرّ لأقل من شهرين إلى جزر الأنتيل الّتي تقع في قارة أمريكا الوسطى، وكان يعتقد أنّه وصل وجهته؛ حيث توجد بعض الجزر الآسيوية قبل ولوج الهند، لذلك أسماها جزر الهند الغربية.
ومات كريستوفر كولومبوس قبل أن يكتشف أنّه قد اكتشف قارةً جديدة، حتّى جاء الإيطالي أميريغو فسبوتشي أو أمريكو فسبوتشي عام 1507م، والّذي كان أول من طرح فكرة أنّ سواحل الهند الغربية ما هي إلا قارة جديدة، وسمّاها العالم الجديد، وجاء بعد ذلك ذكر العالم الجديد في خريطة الجغرافي الألماني مارتن فالدسميلر عندما رسم أول خريطة للعالم الجديد، وهو من وهبها اسم أمريكا نسبة لمن اكتشف أنّها عالمٌ جديد -وليس الهند- أمريكو فسبوتشي.
وقد ظهر مصطلح العالم الجديد ليدلّ على قارّة أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى، والعالم القديم هو آسيا وإفريقيا وأوروبا، وخرجت كلٌّ من أوقيانوسيا (أسترالاسيا وأرخبيل الملايو) وأنتاركتيكا (القارّة القطبية الجنوبيّة) خارج نطاق العالم الجديد والعالم القديم. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر لقادة المؤسّسات الإسلاميّة في أمريكا اللاتينية عقد في إسطنبول: «البحارة المسلمين وصلوا أمريكا في 1178م»، والغريب أنّه لم يقدم أيّ دليل على كلامه، وأصرّ على أن الاتصال بين أمريكا اللاتينية والمسلمين كان منذ القرن الثاني عشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى