منصب الوالي.. هكذا يريده (الولاة السابقون)….

السودان اليوم:

أكد والي الشمالية السابق علي العوض، أنه من أنصار انتخاب الوالي من قبل مواطني الولاية، معتقداً أن هذا يضعه في مواجهة مباشرة مع الجماهير في حالة نجاحه أو إخفاقه، وينوه إلى أن هذا يسهم في ترسيخ الديمقراطية.

ويقول والي سنار الأسبق المهندس أحمد عباس إنه من الرافضين لمبدأ تعيين ولاة من خارج الولاية، بيد أنه يؤكد على أنه من أنصار انتخاب الولاة من قبل المواطنين، لأن هذا يتيح له تنفيذ برنامجه الانتخابي وفقاً لخطة واضحة المعالم ومقيدة بفترة زمنية محددة على ضوئها يضع برنامجه.

من ناحيته، فإن والي البحر الأحمر السابق الجنرال علي حامد ورغم تأكيده على أهمية انتخاب الولاة إلا أنه يعتقد أن العملية الديمقراطية أفرزت منازعات جهوية بين المكونات المحلية، وبخلاف ذلك، فإن على حامد يرى أن إيجابيات انتخاب الولاة أكثر من السلبيات.

فيما يؤكد والي وسط دارفور السابق الشرتاي جعفر عبد الحكم على أن تعيين والٍ من خارج الولاية تعتبر تجربة هامة، ويجب أن تستمر. ويعترف عبد الحكم بأن المجتمع السوداني ما يزال تسوده روح القبلية والجهوية.

وفيما يلي نستعرض إفادات عدد من الولاة السابقين على سؤال الصيحة، حول أيهما أفضل انتخاب الولاة أم تعيينهم بالإضافة إلى تقييمهم تجربة تعيين والٍ من خارج الولاية:

علي العوض: الاختيار الجماهيري يُرسِّخ الديمقراطية

“القصة ما انتخاب ولا تعيين”، هكذا ابتدر والي الشمالية السابق علي العوض حديثه عن تعيين الولاة وانتخابهم، إضافة إلى تكليف ولاة من خارج ولاياتهم، ويقول في حديثه لـ(الصيحة)، إن الأمر برمته يتوقف على الآلية التي يتم بها اختيار الولاة، ويشدد على أن هذه هي الجزئية التي تعد بالغة الأهمية للخروج برؤية واضحة ومعايير ثابتة تسهم في اختيار يأتي صائباً.

ويبدو علي العوض من أنصار انتخاب الوالي من قبل مواطني الولاية، لأن هذا يضعه أمام المواجهة المباشرة مع الجماهير في حالة نجاحه أو إخفاقه، وينوه إلى أن هذا يسهم في ترسيخ الديمقراطية.

وفيما يتعلق بتجربة ولاة من خارج الولاية، أكد علي العوض أنها أثبتت نجاحاً منقطع النظير، ويجب أن يتم تدعيمها، إذا تم الاتفاق على استمرارها، ويرتكز في رأيه المؤيد لهذه التجربة على أن الوالي يكون متحرراً من كل ضغوط جهوية وقبلية ويقف على مسافة واحدة من كل المكونات ويكون هدفه الأساسي خدمة الجميع دون تمييز.

ويعود العوض إلى نقطة البداية، معتقداً أن آلية اختيار الولاة تعتبر حجر الزاوية في هذه القضية؟

أحمد عباس: الولايات يحكمها أبناؤها

بحكم تجربته الكبيرة، وخبرته التي اكتسبها طوال اثني عشر عاماً، فإن والي سنار الأسبق المهندس أحمد عباس، يؤكد أنه من أكثر الناس تأييداً بل _ كما يوضح ــ لمبدأ حكم الولايات من قبل أهلها، ويرجع رأيه هذا إلى أن ابن الولاية يكون على معرفة تامة بكل تقاطعاتها واحتياجاتها، ويستطيع التعامل مع سكانها وفقاً لما يكتنزه من معرفة كافية عنهم، لذا فإنه يؤكد على أن تجربة والٍ من خارج الولاية لم تضف جديدًا، ولابد من إعادة النظر فيها والعودة إلي النظام القديم.

وحول انتخاب الولاة أو تعيينهم، فإن عباس يبدو من أنصار انتخابهم، ويرى أن هذا يتيح للوالي تنفيذ برنامجه الانتخابي وفقًا لخطة واضحة المعالم ومقيدة بفترة زمنية محددة على ضوئها يضع برنامجه.

علي حامد: إيجابيات الانتخاب أكثر من السلبيات

يعتقد والي البحر الأحمر السابق، أن لكل من الانتخاب والتعيين إيجابيات وسلبيات، ويقول في حديث لـ(الصيحة)، إن الميزة الإيجابية لانتخاب الولاة أن الوالي يكون مدركاً جيداً أنه تم انتخابه من قبل المواطنين لفترة زمنية محددة، يستطيع من خلالها وضع خارطة تحوي مشروعات يعمل على تنفيذها مع حكومته التي يختارها، وينوه حامد إلى أن الأمر الإيجابي الثاني في انتخاب الولاة هو الاستقرار الذي يدفع الوالي إلى تنفيذ مشروعات محددة، ويضيف: من أبرز إيجابيات انتخاب الولاة أيضاً أنها تسهم في خفض وتقليل الصراعات والنزاع بالولايات لجهة أن الذين يعارضون سياسته يكونون مدركين لحقيقة أنه منتخب لفترة زمنية معلومة، وأنه من الصعب أن يتم تغييره.

وفيما يتعلق بسلبيات انتخاب الولاة، يرى حامد أن الانتخابات في بعض الولايات أفرزت منازعات جهوية بين المكونات المحلية، وبخلاف ذلك فإن علي حامد يرى أن إيجابيات انتخاب الولاة أكثر من السلبيات، وفيما يتعلق بالتعيين، فإن حامد يرى بأن ميزته الوحيدة تتمثل في تجاوز الخلاف في الولاية، لأن الأمر يتم باختيار من القيادة، وعلى صعيد تعيين ولاة من خارج الولايات، فإن اللواء علي حامد يعتقد بوجود جوانب إيجابية منها تحرر الوالي من الانتماءات الإثنية وأن هذا الأمر يجعله يعمل بحيادية ولا يستطيع أي طرف اتهامه بالانحياز لإحدى المكونات، بالمقابل فإن الوالي السابق للبحر الأحمر يعتقد بوجود سلبيات لتعيين والٍ من خارج الولاية تتمثل في أن الوالي يكون غير مدرك للتركيبة السكانية للولاية بالإضافة إلى احتياجاتها الضرورية.

الضو الماحي: (التعيين) يظلم الأحزاب الأخرى

في حديثه عن تعيين الولاة أو انتخابهم، فإن والي سنار السابق الضو الماحي يلفت إلى أمر هام ويتمثل في أن الحكومة باتت تضم عددًا مقدراً من الأحزاب التي اختارت المشاركة عن قناعة بأهمية استقرار البلاد، ويرى أن هذا يعني ضرورة اتخاذ الانتخابات وسيلة لاختيار الولاة، ويقول في حديث لـ(الصيحة) إن الأحزاب لم تكن في كامل جاهزيتها لخوض انتخابات 2010 و2015 ولكنها والحديث للضو وضعها اختلف عما كان عليه في الماضي من واقع مشاركتها في الحكومة عقب مخرجات الحوار وحدوث حراك فيها يمكنها من الاستعداد.

وينوه الضو إلى أن اختيار الولاة عبر الانتخابات من قبل المواطنين يسهم إيجاباً في ترسيخ العملية الديمقراطية كما أن هذا بحسب تأكيد الضو الماحي يأتي متسقاً مع مخرجات الحوار الوطني، أما التعيين، فإن الماحي ينظر إليه من زاوية أنه يسهم في تضييق الفرصة على الأحزاب الأخرى، ولا يرى في انتخاب المجلس التشريعي للولاة مقترحاً جيدًا لجهة أن المجلس يمكن أن يسيطر عليه حزب واحد، وهذا يعني انعدام مرشحي الأحزاب الاخرى، وفيما يتعلق بتعيين والٍ من خارج الولاية يرى أنها تجربة ناجحة إلى أبعد الحدود، ويقول إنه يطلق هذا الحكم من واقع عمله في ولايته الأصل القضارف ثم بسنار، ويعتقد أن سبب نجاح التجربة يعود إلى أن الوالي يكون في الحياد، وهذا يمنحه خاصية التواصل مع كافة مكونات الولاية السياسية والاجتماعية بكل حرية ويكون مقبولاً لدى كل الأطراف، وقال إنه وفي حالة استمرار التعيين، فإنه يرى ضرورة استمرار تجربة ولاة من خارج ولاياتهم لنجاح التجربة في إشاعة القومية والحد من الجهوية والقبلية.

الشرتاي جعفر عبد الحكم: دعوة لاستمرار تجربة التعيين من الخارج

والي وسط دارفور السابق، الشرتاي جعفر عبد الحكم يرى أنه وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات فإنه من الضروري حدوث أمرين هامين، أولهما يجب أن تتاح لرئيس الجمهورية فرصة تعيين الولاة، وكذلك المعتمدين، ويرى أن في حدوث هذا منح الرئيس حقه الكامل بوصفه منتخباً من قبل المواطنين، ويلفت إلى أن تعيين والٍ من خارج الولاية تعتبر تجربة هامة، ويجب أن تستمر ويعترف عبد الحكم بأن المجتمع السوداني ما يزال تسوده روح القبلية والجهوية، وأن هذا يتسبب في مشاكل للوالي الذي ينحدر من ذات الولاية ويسهم في إعاقة مشواره والتأثير سلباً على تنفيذ برنامجه. ويضيف: أما إذا تم انتخاب الولاة، فإن المشكلة ستكون مضاعفة، لأن كل من منح صوته للوالي يكون في انتظار المقابل، وهذا أيضاً يشكل ضغطًا هائلاً على الوالي ابن الولاية، لذا أعتقد أنه من الضروري الاستمرار في تجربة تعيين ولاة من خارج الولايات، أما إذا كان الأمر عن طريق الانتخاب فإنه لابد من الدفع بأبناء الولايات لأنه من الصعوبة أن يختار شعب أي ولاية عبر الانتحاب والٍ قادم من خارج الولاية.

================

الأمين دفع الله: خطورة الانتخاب من المجالس التشريعية

يقول والي القضارف السابق البروفسير الأمين دفع الله، إن الفترة الماضية شهدت تجريب انتخاب الولاة بالإضافة إلى تعيينهم، وتم تكليف من ولاة من خارج الولايات، منبهاً إلى أن أبرز السلبيات التي وضحت تمثلت في حدوث خلافات جهوية وقبلية، مبيناً أن ميزة التعيين أن الرئيس يكون هو المسؤول عنه بشكل مباشر، وأن المجلس التشريعي يؤدي مهمة رقابة أدائه، ويملك حق التوصية بإعفائه، ويشير إلى أن الانتخاب من قبل المجالس التشريعية ينطوي على خطورة كبيرة وذلك لأن التشريعي يمكنه أن يفرض سيطرته التامة عليه، وأنه مطالب بالموافقة على كل مطالب وتوجيهات التشريعي، بالتالي ــ والحديث لدفع الله ـ فإن هذا ينعكس على أداء الوالي الذي لن يحصل على الاستقرار الذي يمكنه من أداء مهمته على أكمل وجه، ويقول إنه مع تعيين الولاة من قبل رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أن الرئيس يختار من ضمن ثلاثة مرشحين ويرى إمكانية مشاركة المجالس التشريعية في اختيار المرشحين، ويعتقد أن أنسب صيغة أن يتم التعيين، ويقول الأمين دفع الله إن ميزة انتخاب الوالي هي الاستقرار لكن أسوأ ما يصاحب هذه التجربة التكتلات الجهوية والقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى