مقدمة إذاعة عن الصحة , إذاعة عن الصحة كاملة , اذاعة عن اليوم العالمي للصحة

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
(الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى) قد صدق قائل هذه العبارة رغم أنه لم يوف للمعنى حقه الكامل فإن من اعظم النعم التي وهبها الله تعالى للإنسان الصحة ولكننا مع الأسف نجهل ذلك ونحن منعمون بها ولانشعر بهذه القيمة الجليلة الا لحظة داهمنا المرض أي مرض مهما كان نوعه صغر أم عظم حين إذن يتلاشى أمام الإنسان كل شيء ولايتذكر إلاخالقه ومعافيه وشافيه والمخفف عنه فيزداد قربه من الله فيطيل سجوده وركوعه وتخشع جوارحه ويلهج لسانه بقراءة القرآن والدعاء فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه بذكر الله ويشعر بأنه بين يدي الرحمن فقد يهبه العافية وقد يختاره إلى جواره فلكل أجل كتاب يا لها من لحظات فاصلة بين الحياة والموت لا يلمسها ويحسها إلا من عاشها ويشعر لحظتها بتفاهة مشاكله التي يعاني منها والتي كان يراها كهموم تنوء عن حملها الجبال ويكتشف بأنه لا الجاه ولا المال ولا أقل من ذلك ولا أعظم يساوي أمام ناظريه شيئاً مقابل أن يعود كما كان صاحي معافى… لقــد تفضل الله علينــا بنعــم كثيرة لا تــعد ولا تُحــصــى ،،،

قال تعــالى :
( وإن تُعدُّوا نعمـــة اللَّه لا تحصوهـا إنَّ الإنســان لظلــوم كفَّـــار )
ومن هذه النعم نعمة الصحة نحن نعلم ان في الدنيا صنف من الناس …يتألّمون في صمت ..لا نسمع أنينهم ..و لا نشعر بأوجاعهم
..

كم من مريض انقطع عن الناس فهو لا يسمع ولا ينطق يتمنى سماع القرآن وترتيل آياته, ولكنه لا يستطيع.
كم من مريض كف بصره, فهو يتمنى أن يرى مخلوقات الله وآياته, وكم من مريض يتمنى أن يأكل الطعام ويشرب الشراب ولكنه لا يستطيع, وكم من مريض لا تسكن أوجاعه, ولا يرتاح في منامه … وغيرهم كثير.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ ), لماذا كان مغبوناً؟! لأنه لم يستفد من صحته وفراغه بما يقربه إلى الله والدار الآخرة.
ولذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستغلال الصحة والاستفادة منها قبل أن يأتي ضدها, فقال (اغتنم خمساً قبل خمس, ثم ذكر منها: وصحتك قبل سقمك )..

حينما يمرض الإنسان أو يزور مريضاً أو يدخل المستشفيات يتذكر العبارة الشهيرة: “الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”، ويتجلى هذا المعنى بوضوح، فهذا التاج لا يقدر بثمن، فهو أنفس من الأحجار الكريمة والأموال الغزيرة، فليتق الأصحاء ربهم، وليتذكروا نعمته ويضعوها في موضعها الأمثل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ” (رواه البخاري 6412) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الْمَرْء لَا يَكُون فَارِغًا حَتَّى يَكُون مَكْفِيًّا صَحِيح الْبَدَن فَمَنْ حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ فَلْيَحْرِصْ عَلَى أَنْ لَا يَغْبِن بِأَنْ يَتْرُك شُكْر اللَّه عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ، وَمِنْ شُكْره اِمْتِثَال أَوَامِره وَاجْتِنَاب نَوَاهِيه، فَمَنْ فَرَّطَ فِي ذَلِكَ فَهُوَ الْمَغْبُون .

وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: قَدْ يَكُون الْإِنْسَان صَحِيحًا وَلَا يَكُون مُتَفَرِّغًا لِشُغْلِهِ بِالْمَعَاشِ، وَقَدْ يَكُون مُسْتَغْنِيًا وَلَا يَكُون صَحِيحًا، فَإِذَا اِجْتَمَعَا فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْكَسَل عَنْ الطَّاعَة فَهُوَ الْمَغْبُون، وَتَمَام ذَلِكَ أَنَّ الدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآخِرَة، وَفِيهَا التِّجَارَة الَّتِي يَظْهَر رِبْحهَا فِي الْآخِرَة، فَمَنْ اِسْتَعْمَلَ فَرَاغه وَصِحَّته فِي طَاعَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُوط، وَمَنْ اِسْتَعْمَلَهُمَا فِي مَعْصِيَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُون، لِأَنَّ الْفَرَاغ يَعْقُبهُ الشُّغْل وَالصِّحَّة يَعْقُبهَا السَّقَم، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْهَرَم
والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فَأرِ الله في نفسك خيرا، واغتنم صحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك.

::::::::::::::::::::::::::::::::

الوقاية خير من العلاج.
هذه حكمة معروفة ومعناها واضح بأن العاقل ينبغي له أن يقي نفسه ويتحصن من الأمراض والحوادث قبل وقوعها … فهذا خيرله من إهمال نفسه أو تعريضها للأمراض والحوادث ثم ينشغل بعد ذلك بالبحث عن العلاج أشهراً أو سنوات.
فعلينا جميعاً أن نأخذ بهذه الحكمة العظيمة ” الوقاية خير من العلاج ” وأن نحصن أنفسنا من الأمراض والحوادث قبل وقوعها بإتباع الأمور الآتية:
*- أولاً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء:
فهي حصن حصين للمسلم والله عز وجل يحفظ عباده بهذه الأذكار ويدفع عنهم المصائب والمحن والأمراض والحوادث, وهذا مشاهد ومعروف.
*- ثانياً: من التحصن من الأمراض قبل وقوعها التصبح بسبع تمرات.. فعن سعد بن أبي وقاص قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجواء لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ) رواه البخاري.
قال ابن باز عليه رحمة الله إنما يكفيه أن يتصبح بأي نوع من التمر ولا يلزم تمر العجواء.
ثالثا : التحصن من الأمراض قبل وقوعها:
التوسط أو التقليل من الطعام والشراب, فإن في ذلك الصحة والنشاط وقوة الجسم والفهم, يقول علي بن الحسين: قد جمع الله الطب كله في نصف آية.. قوله عز وجل “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ..” وجمع رسوله صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة… قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة بيت الأدواء ( يعني بيت الأمراض ) والحمية رأس كل دواء ..), وقد ورد في الحديث (أصل كل دواء الحمية) يعني عن كثرة الأكل والشرب.
فمن أراد صحة البدن فعليه أن يأخذ بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في التوسط والتقليل من الطعام والشراب وعليه أيضاً أن يعود نفسه على صيام أيام من الإسبوع كالاثنين والخميس أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر, فالصيام فيه أجور عظيمة,ومع ذلك فهو يعطي المعدة راحة وتخلصاً من بعض الفضلات والترسبات , وقد قيل (صوموا تصحوا )
وهي حكمة وليست بحديث فأوصيك بالتقليل من الطعام والشراب وافطم نفسك عن بعض الوجبات وأبدلها بشيء من الفاكهة إن كنت تبحث عن الصحة والنشاط, وستجد ذلك واضحاً.
عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه كان لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه, فأتى يوماً برجل يأكل معه, فأكل كثيراً, فقال لخادمه, لا تدخل هذا علي, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ) رواه البخاري, وجاء عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):” إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت” رواه الدارقطني في الإفراد وقال هذا حديث غريب.
*- رابعاً : من التحصن من الأمراض والمصائب والحوادث قبل وقوعها

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

اللهم اجعلنا جميعاً ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر, اللهم إنا نسألك اليقين والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة, اللهم أحينا حياة السعداء وأكرمنا بالدعوة إليك وبوفاة الشهداء … اللهم اشفنا واشف مرضانا ومرضى المسلمين, واجعل ما أصابهم تكفيراً لسيئاتهم ورفعاً لدرجاتهم وعلامة على أنك تحبهم, واجمع لنا ولهم بين الأجر والعافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى