مقتطفات من أروع ما كتبت أحلام مستغانمي

أحلام مستغانمي …

جمالية اللغة والادب

اختتم زمن الانتظار الجميل لساعي البريد. حاوية البريد الذي نحتفظ بمفتاحه تحت الطاولة ,
ونسابق الأهل لفتحه . المراسلات التي نحفظها عن ظهر قلب و نخفيها لسنوات .
الأعذار التي نجدها لحبيب تأخرت رسالته أو لم يكتب الينا . اليوم ندري أن رسالته لم تته ..
ولا هي تأخرت . بامكاننا أن نحسب بالدقائق وقت الصمت المهين بين برقية .. والرد عليها

***- ***- *

أحببتك .. وكأنك آخر أحبتي على وجه الأرض .. وعذبتني .. وكأنني آخر أعدائك على وجه الأرض

***- ***- *

أيّتها العاشقات الساذّجات، الطيّأصبح، الغبيّات..
ضعن ذلك القول نصب أعينكن: “ويل لخلّ لم ير في خله عدوًّا”..ليشهد الأدب أنّني بلّغت !

***- ***- **

ادخلي الحب هائلة و اخرجي منه أميرة لأنك كما تدخلينه ستبقين

ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشيقة في الحب لا تفرطي في شيء بل كوني مفرطة في جميع الأشياء

اذهبي في جميع وضعية إلى أقصاها في التشدد في الرأي تكمن قوتك و يخلد أثرك إن اعتدلت أصبحت امرأة عادية يمكن عدم تذكرها …..و استبدالها

لا تحبي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني في مواجهتِه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل مقصده

لا تكوني عشيقته ..بل قرينته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلي حلمه

لا تكوني طول الوقتً سعادته…كوني في بعض الأحيانً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين السيدات اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه ولا زمانه…بل زمنه

تقمصي كل امرأة لها ما يقارب به وكل أنثى من الممكن أن يفتقر إليها وكل شيء يمكن ان يلمسه وكل حيوان أليف يداعبه و كل ما تقع عليه عيناه كوني ابنته وشغالته وقطته ومسبحته وصابون استحمامه ومقود سيارته كوني أريكة جلوسه ومسند راحته وشاشته كوني بيته كوني المرأة التي لم يشاهد قبلها امرأة ولن تأتي بعدها امرأة ….بل مجرد إناث!!!!

هُنالك مواسم للرسائل التي لن تُكتب ..

للهاتف الذي لا يدق ..

للاعترافات التي لن تقال ..

للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان ..

هناك زمن لم يخلق للعشق
هناك محبين لم يخلقوا لذلك الزمان
هناك حب خلق للبقاء
هناك حب لا يبقي على شيء
هناك حب في شراسة الكراهية
هناك كراهية لا يضاهيها حب
هناك عدم تذكر اكثر إقبالا من الذاكرة
هناك كذب اصدق من الصدق
هناك انا هناك انت
هناك مواقيت وهمية اكثر متعة من كل المواقيت
هناك مشروعات حب اجمل من حكاية حب
هناك فراق اشهى من الف اجتماع
هناك خلافات اشهى من الف صلح
هناك لحظات تتجاوز عمرا
هناك عمر يختصر لحظة
هناك انا هناك انت
هناك باستمرار غير ممكن ما , يولد مع كل حب

هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار ..

هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الفقدان بتفوق ..

***- ***-

ما خنتك.. إلا أن خانك حبري
مذ قرّرت ألا أكتبك
لن تدري
كم اغتلت قصائد في غيبتك
حتى لا تزهو بحزني
…حين تشي بي المفردات
ما ختنك..
لاغير نسيت أن أعيش بتوقيتك

إني أتطابقُ معك بحواسِ عدم الحضور..

رواية فرعية، كتبت مسبقاً وحولت مجرى حياتي في أعقاب عمر بأكمله، بحكم شيء من الممكن أن يكون اسمه القدر،
وقد يكون العشق الجنوني .. ذاك الذي يفاجئنا من حيث لا نتوقع، متجاهلاً كل مبادئنا وقيمنا الماضية. والذي يجيء هكذا متأخراً .
. في هذه اللحظة التي لا نرجع ننتظر فيها شيئاً؛ وإذا به يقلب فينا جميع الأشياء

*يسألونك ماذا تعمل … لا ماذا كنت ترغب في أن تكون .. يسألونك ماذا لديها لا ماذا فقدت … يسألونك عن مستجدات المرأة التي تزوجتها لا التي تحبها يسألونكما اسمك لا ما لو كان ذلك الإسم يناسبك …يسألونك ما عمرك لا كم عشت من ذلك السن …يسألونك أي مدينة تسكن لا أية مدينة تسكنك ..يسألونك هل تصلي ولا يسألونك هل تخاف الله

….ولهذا تعودت أن أجيب عن تلك الأسئلة بالصمت ….
*فنحن عندما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطاياهم

هل الفرح إجراء مقاومة ؟! أم أن بعض الحزن من مستلزمات المحبين ؟

دون أسفل إحساس بالذنب، تموت قلوب السيدات نتيجة لـ رجل دخل حياتهنّ بكلّ هذا الاجتياح،
ثمّ غادرها بكلّ هذه القسوة، بلا أيّ توضيح، ليتسلّى بتحطيم قلبامرأة أخرى يهرب إليها من الأولى… وهلمّ جرّا

يمكنني أن أقاصصك هذه اللحظة بالغياب
أنت الذي عاقبتني يوماً بمجيئك
في هذا اليوم الذي..
لا شيء كان يوحي فيه أنّك ستأتي
و كلّ شيء كان يجزم.. أنّني سأرحل!

الذين أفادوا “الجبال وحدها لا تتقابل”.. أخطئوا. والذين بنوا بينها جسوراً،
لتتصافح دون أن تنثني أو تتخلى عن شموخها.. لا يفهمون شيئاً في قوانين الطبيعة.الجبال لا تتقابل سوى في الهزات الأرضية
و الزلازل الكبرى، وعندها لا تتصافح، وإنما تأتي لتصبح تراب واحدلستِ حبيبتي.. أنتِ مشروع حبي للزمن الآتي.
أنت مشروع قصّتي المقبلة وفرحي… الآتي.. أنتِ مشروعات عمري الآخر. وأفترقنا إذن فما أجمل الذي وقع بيننا ..
ما أجمل الذي لم ينشأ .. ما أجمل الذي لن يصدر

لا نفع من الاحتماء بمظلة المفردات فالصمت في مواجهة المطر أجمل
نحن نتجمل بالكلمات ونختارها كما نختار ثيابنا وفق مزاجنا وحسب نوايانا…

الأشياء الحميمة نكتبها ولا نقولها فالكتابة هي اعتراف صامت ….

تحبطني هذه الخيبة الصامتة وهذا الندم المدفون تحت المفردات

في بعض الأوقات يصدر الصمت فيك أثراً لن يمكنه أن يحدثه الخطاب

لم أبحث للكثير من الأسئلة عن أجوبة لأنني لن أجدها فالأجوبة عمياء وحدها الأسئلة هي التي تشاهد

كل المشاعر التي تستنجد بالبوح هي مشاعر 1/2 كاذبة ** وحده الصمت هو هذا الشيء العاري الذي يخلو من الكذب

في بعض الأحيانً يلزمنا كتابة كتاب ضخمً لنجيب على أحد الأسئلة من كلمة واحدة ( لماذا ؟ )

لا تصدق أن العذاب يجعلك أشد وأجمل وحده عدم التذكر يمكنه هذا عليك أن تلقي على الذاكرة تحيه حذرة فكل عذاباتك تجيء من التفاتك إلى نفسك

ليت أصوات من نحب تباع في الصيدليات لأجل أن نشتريه لأننا نتطلب إلى أصواتهم لأجل أن نعيش ونحتاج أن نتناوله ثلاث مرات قبل الغذاء وقبل السبات ومرة عندما يهجم علينا الفرح أو الحزن فجأةً فلا نتذكر سواهم
أي معرفة ذلك الذي لا يمكنه أن يضع أصوات من نحب في حبات العلاج أو زجاجاته كي نتناولها تحت الطاولةً عندما نصاب بوعكة رومانسية من دون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه **

عجيب.. إن في قصص “أغاتا كريستي” زيادة عن 60 جناية.
وفي قصص كاتبات أخريات أكثر من ذلك الرقم من القتلى..
ولم يقوم برفع أيّ مرة قارئ صوته ليحاكمهن على كل هذه الجرائم
، أو يطالب بسجنهنَّ.. ويكفي كاتبةً أن تكتب رواية حب واحدة، لتتجه كل أصابع الاتهام نحوها، وليجد زيادة عن
محقق جنائي زيادة عن دليل على أنها قصتها. أعتقد أنه لا بد ل…لنقاد من أن يحسموا يوماً تلك القضية نهائياً،
فإما أن يعترفوا أن للمرأة خيالاً يفوق خيال الرجال، وإما أن يحاكمونا جميعاً!

ينشأ للحياة أن تهدي أليك الشيء الاكثرالذي تحبه ا في المقر الذي تكرهه فطالما أذهلتني الحياة بمنطقها غير المتوقع

مذهل هو الحب يجيء باستمرارً بغتة في المقر واللحظة اللذين نتوقعهما الأقل حتى أننا قلما نستقبله في هيأة تليق به ..

هناك مصيبتان في الحياة : الأولى أن لا تحصل على ما تريده …. والثانية أن تحصل عليه …..

لان الحب يعنيك لابد أن يعنيك الوفاة ايضاً فالحب كالموت : هما اللغزان الكبيران في ذلك العالم كلاهما مطابق للأخر في غموضه في شراسته في مباغتته في عبثيته وفي أسئلته ….نحن نأتي ونمضي دون أن نعرف لماذا أحببنا ذلك الفرد دون أخر ؟؟؟ ولماذا نموت اليوم دون يوم أخر ؟؟؟ لماذا هذه اللحظة ؟؟؟ ولماذا هنا ؟؟؟ لماذا نحن دون غيرنا ؟؟
ولذا فإن الحب والموت يغذيان وحدهما كل الأدب الدولي فخارج هذين الموضوعين لا يبقى شيء يستحق الكتابة …..

هل هنالك أجمل من حب يولد بضراوة الغيرة ، واقتناعنا بشرعية امتلاكنا لشخص ليس لنا .

اخاف اللحظة الهاربة من الحياة ، فلذلك أحب ذلك الإنسان كل لحظة وكأنني سأفقده في أية لحظة ، أن أريده وكأنه سوف يكون لغيري …….. أن أنتظره دون أن أصدق أنه سيأتي ثم يجيء وكأنه لن يرجع
لهذا ابحث عن فراق أجمل من ان يكون وداعاً

كيف أنت..

يسألني جار ويمضي للصلاة. فيجيبه حال لساني بكلمات مقتضبة، ويمضي في السؤال عنك.

كيف أنا؟

أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنت ياامرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ بشكل متدرجً،
سمات مدينة وتضاريس وطن. وإذا بي أسكنها في غفلة من الزمان،
وكأني أسكن حجرات ذاكرتي المقفلة من أعوام.

كيف حالك؟

يا شجرة توت ترتدي الحداد وراثياً كل موسم. يا قسنطينية الأثواب..
يا قسنطينية الحب.. والأفراح والأحزان والأحباب.

أجيبي أين تكونين هذه اللحظة؟.

**

فالجوع إلى الحنان، إحساس مخيف وموجع، يَبقى ينخر فيك من الداخل
ويلازمك حتى يجيء عليك بأسلوب أو بأخرى.

***- ***- ***-

كانت هذه المرة الأولى سمعت فيها اسمكِ..
سمعته وأنا في لحظة نزيف بين الوفاة والحياة،
فتعلقت في غيبوبتي بحروفه، كما يرتبط محموم في لحظة هذيان بكلمة..
كما يرتبط رسول بوصية يخاف أن تضيع منه.. كما يرتبط غريب بحبال الحلم.
بين ألف الوجع وميم المتعة كان اسمك. تشطره حاء الحرقة.. ولام التنويه.

***- ***- ***-

حكاية فرعية، كتبت مسبقاً وحولت مجرى حياتي في أعقاب عمر بأكمله،
بحكم شيء من الممكن أن يكون اسمه القدر،
وقد يكون العشق الجنوني..
ذاك الذي يفاجئنا من حيث لا نتوقع،
متجاهلاً كل مبادئنا وقيمنا الماضية.
والذي يجيء هكذا متأخراً..
في هذه اللحظة التي لا نرجع ننتظر فيها شيئاً؛
وإذا به يقلب فينا جميع الأشياء.

***- ***- ***-

لست من الحماقة لأقول إنني أحببتك من النظرة الأولى.
يمكنني أن أقول إنني أحببتك، ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إلي مسبقاً
وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداً منذ الأزل
لأحب امرأة تشبهك كلياً.

***- ***- ***-

الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كل ما نفهمه!

***- ***- ***-

وحده المثقف يعيد البصر في ذاته يومياً،
ويعيد البصر في علاقته مع العالم ومع الأشياء
متى ما تحول شيء في حياته.

***- ***- ***-

كان في عينيك إلتماس لشيء ما..
كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب..
وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي
من كوارث في أعقاب هذا بسببهما.

***- ***- ***-

فلا أجمل من أن تتقابل بضدك،
فذلك وحده قادر على أن يجعلك تكتشف نفسك.

***- ***- ***-

كانت تقول: “ينبغي ألا نقتل علاقتنا بالعادة”،
ولذا أجهدت نفسي حتى لا أتعود عليها،
وأن اكتفي بأن أكون سعيداً عندما تأتي،
وأن أنسى أنها مرت من هنا عندما ترحل.

***- ***- ***-

كنت تتقدمين نحوي، وقد كان الدهر يتوقف انبهاراً بك.
وكأن الحب الذي تجاهلني كثيراً قبل هذا اليوم..
قد قرر في النهايةً أن يهبني أكثر قصصه جنوناً..

***- ***- ***-

أخاف السعادة عندما تصبح معيشة جبرية.
ثمة سجون لم تخلق للشعراء.

***- ***- ***-

أكره أن يحولني مجرد كرسي أجلس عليه
إلى فرد آخر لا يشبهني.

***- ***- ***-

ولكن الدوار هو العشق، هو النهوض على حافة الوقوع الذي لا يمكن مقاومته،
هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف،
هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة،
التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد،
لأن الوقوع طول الوقتً أكثر سهولة من النهوض على قدمين خائفتين
أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا،
يقصد أني أعترف لك أنك دواري..

***- ***- ***-

أتى عيد الحب إذن..
فيا عيدي وفجيعتي،
وحبي وكراهيتي،
ونسياني وذاكرتي،
كل عيد وأنت كل ذلك..
للحب عيد إذن..
يحتفل به المحبون والعشاق،
ويتبادلون فيه البطاقات والأشواق
فأين عيد عدم التذكر سيدتي؟

***- ***- ***-

نحن لا نشفى من ذاكرتنا.. ولذا نحن نرسم.
. ولذا نحن نكتب.. ولذا يلقى حتفه بعضنا أيضاًً.

ففي الخاتمة ليست القصص إلا مراسلات وبطاقات نكتبها : خارج المناسبات المعلنة
لنعلن نشرتنا النفسية لمن يهمهم أمرنا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى