مقامة للمتزوجين فقط 2019

قالت: حدثتني صديقتي هيام بنت هشام عن زوج همام، ليس له مثيل في الأنام، حدثتني تشكو قسوة الأيام، مع زوجها البطل؛ إذ حتى في شهر العسل، عرفت طعم البصل !! تصحو لكي تنام، على شخير بانتظام .. لا كلمة لطيفة، ولا لمسة حصيفة … بل أحاديث عن زوجة الجيران .. يقول عنها : هي في المطبخ أروع من فنان يدها تدر ذهباً فهي تخيط في الشهر مائة (فستان)..
وبعد أن ينام، يسمعها عزفاً منفرداً من الشخير والكوابيس والأحلام .. لن أطيل في الكلام .. فشرحه يطول، وزوجها البطل، يصول أو يجول .. حاله واحد لا يحول ولا يزول..
وبعد سنين عديدة .. تعودت هيام، وصارت تتحمل المصاعب والآلام .. تعمل في النهار موظفة في المطار!! تفتش الجويب وتكشف العيوب .. وفي البيت تعمل مربية قديرة .. لأحمد ومنيرة .. ولسعود ثم الصغيرة.. أعباؤها كثيرة .. وزوجها المتيم بالنوم .. دائماً يلقي عليها اللوم . .إن أخطأ الصغير فذنبها كبير، لم تحسن التهذيب، بل تحتاج إلى تأديب .. وإن تأخر الطعام فيوم الساعة قد قام.. فالجوع كافر .. يجعله يصهل كحصان ولكن بلا حافر!!
وفي المساء يريدها كالعاشق الملهوف .. ترتدي الحرير، وتنثر العطور، وتلبس الشفوف، ومن حلو الكلام تتقن الصنوف، وإن قضت الضرورة تدق بالدفوف!!
وبسرعة كبيرة يبدأ عزفه المعتاد.. في نفس الوقت والميعاد !!! وفي آخر الشهر تذوق ألوان القهر … راتبها كله لجيوبه !! وعليها أن تضحي وتخفي كل عيوبه .. هكذا المرأة الصالحة تكون ، يقولها بصوت حنون !! ثم يربت على جيبها وهو ممنون.
ويهمس في لحظة غرور مثيرة: تستحقين الخير يا أميرة، أنت بزوج عظيم مثلي جديرة! (5)
قد ذكرت هذه المرأة عدة أمور:
1- مسألة الشخير وقد وجد الطب لها علاجاً.
2- الاعتقاد الخاطئ عند بعض الرجال أن تربية الأبناء من مسؤولية الأم، ولذلك يحملها وزر انحرافهم وسوء أدبهم.
3- يريدها في المساء كالعاشق الملهوف وقد كدها في النهار كداً، مصادرة للرحمة التي وضعها لله بين الزوجين: (وجعل بينكم مودة ورحمة). (51)
4- الاستيلاء على الراتب، والتضييق على الزوجة من أجل الاستحواذ عليه، وهذا ظلم، وأخذ للمال بالباطل: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل). (52)
وقال صلى الله عليه وسلم : “إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى