معلقة الأعشى

المعلقة مؤلفة من 62 منزل

ودع هريرة إن الركب مرتحل ***- * و هل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها ***- * تسير الهوينى كما يسير الوجي الوحل

كأن مشيتها من منزل جارتها ***- * مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل

تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ***- * كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل

ليست كمن يكره الجيران طلعتها ***- * و لا تراها لسر الجار تختتل

يكاد يصرعها لولا تشددها ***- * إذا تقوم إلى جاراتها الكسل

إذا احتيال قرناً ساعةً فترت ***- * و ارتج منها معاصي المتن و الكفل

صفر الوشاح و ملء الدرع بهكنةٌ ***- * إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل

نعم الضجيع صبيحة الدجن يصرعها ***- * للذة المرء لا جافٍ و لا تفل

هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها ***- * كأن أخمصها بالشوك ينتعل

إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ***- * و الزنبق الورد من أردانها شمل

ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ ***- * خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل

يضاحك الشمس منها كوكبٌ في شرقٌ ***- * مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل

يوماً بأطيب منها أصدر رائحةٍ ***- * و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل

علقتها عرضاً و علقت رجلاً ***- * غيري و علق أخرى غيرها الرجل

و علـقته بنت ما يحـاولها ***- * و من بني عمها ميت بها وهل

و علقتني أخيرى ما تلائمني ***- * فاجتمع الحب ، حبٌ كله تبل

فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ***- * ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل

صدت هريرة عنا ما تكلمنا ***- * جهلاً بأم خليدٍ حبل من تبلغ

أ ئن رأت رجلاً أعشى أضر به ***- * ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل

تحدثت هريرة لما جئت طالبها ***- * ويلي عليك و ويلي منك يا رجل

إما ترينا حفاةً لانعال لنا ***- * إنا أيضا ما نحفى و ننتعل

و قد أخالس رب المنزل غفلته ***- * و قد يحاذر مني ثم ما يئل

وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني ***- * وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل

وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ***- * شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول

في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ***- * أن هالكٌ كل من يحفى و ينتعل

نازعتهم قضب الريحان متكئاً ***- * و قهوةً مزةً راووقها خضل

لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ ***- * سوى بهات و إن علوا و إن نهلوا

يعمل على بها ذو قنيناتٍ له نطفٌ ***- * مقلصٌ أدنى السربال معتمل

و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه ***- * إذا تعود فيه القينة الفضل

الساحبات ذيول الريط آونةً ***- * و الرافعات على أعجازها العجل

من كل هذا يومٌ قد لهوت به ***- * و في التجارب طول اللهو و الغزل

و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ ***- * للجن في ساعات الظلام في حافاتها زجل

لا يتنمى لها بالقيظ يركبها ***- * سوى الذين لهم فيها أتوا مهل

جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ ***- * في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل

بل هل تشاهد عارضاً قد بت أرمقه ***- * كأنما البرق في حافاته شعل

له ردافٌ و جوزٌ مفأمٌ عملٌ ***- * منطقٌ بسجال الماء متصل

لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه ***- * و لا اللذاذة في كأس و لا شغل

فقلت للشرب في درنا و قد ثملوا ***- * شيموا و كيف يشيم الشارب الثمل

تحدثوا نمارٌ ، فبطن الخال جادهما ***- * فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل

فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته ***- * حتى تقوم بالدفاع منه الربو فالحبل

حتى تحمل منه الماء تكلفةً ***- * روض القطا فكثيب الغينة السهل

يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً ***- * زوراً تجانف عنها القود و الرسل

أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً ***- * أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل

ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ***- * و لست ضائرها ما أطت الإبل

كناطح صخرةً يوماً ليوهنها ***- * فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل

تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته ***- * يوم للقاء فتردي ثم تعتزل

تلحم أولاد ذي الجدين إن غضبوا ***- * أرماحنا ثم تلقاهم و تعتزل

لا تقعدن وقد أكلتها خطباً ***- * تعوذ من شرها يوماً و تبتهل

سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ***- * أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل

و اسأل قشيراً و عبد الله جميعهم ***- * و اسأل ربيعة عنا كيف نفتعل

إنا نقاتلهم حتى نقتلهم ***- * نحو الاجتماع و إن جاروا و إن جهلوا

قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا ***- * و الجاشرية من يعمل على و ينتضل

لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ***- * لنقتلن مثله منكم فنمتثل

لئن منيت بنا عن غب موقعةٍ ***- * لا تلفنا عن دماء الأناس ننتقل

لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ ***- * كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل

حتى يَبقى عميد الأناس مرتفقاً ***- * يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل

أصابه هندوانٌي فأقصده ***- * أو ذابلٌ من رماح الخط متوسط

كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ***- * إنا لأمثالكم يا قومنا قتل

نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ***- * جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل

صرحوا الطعان فقلنا هذه عادتنا ***- * أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل

قد نخضب العير في مكنون فائله ***- * وقد يشيط على أرماحنا البطل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى