مسكينة مصر .. وحرامية مصر !!.. بقلم زهير السراج

السودان اليوم:

* لا أدرى إن كنتم قد سمعتم عن قصة إختفاء ونش مترو الأنفاق الذى يفوق وزنه 5 اطنان ويبلغ حجمه حجم عمارة من 4 طوابق من إحدى شوارع القاهرة فى ثمانينات القرن الماضى فى وضح النهار، ولقد شغلت القصة الراى العام المصرى والعالمى لفترة طويلة، فى واقعة مشابهة ــ من حيث حالة الإختفاء الغريبة ــ لما حدث لشهيد الصحافة وحرية الكلمة الصحفى السعودى (جمال خاشقجى)، الذى قُتل داخل القنصلية السعودية باسطنبول ولم يعثر على أثر لجثته حتى اليوم ؟!

* عن واقعة الونش تقول الفنانة المصرية إسعاد يونس: “أياام بأه.. يلا.. المهم يا سادة، الشركة الفرنساوية لما بدأت الشغل فى مشروع مترو الانفاق جابوا عدد من الأوناش الحديثة الضخمة، بدأوا الحفر والتكسير والحاجات دى بمعدات حديثة جدا والشغل ابتدا، الكل بيسابق الزمن حتى يتم انجاز المشروع فى المعاد المحدد، وصحيت مصر، مصر كلها، على خبر فى كل الجرايد، خبر بيقول: “سرقة ونش مترو الأنفاق”.. سرقنا الونش.. آه إحنا سرقنا الونش، والبلد كلها ركزت فى الونش اللى اتسرق، اتسرق إزاى، ومين سرقه، وراح فين، طب خباه فين يعنى!!

* “بس يا معلم.. الونش اتسرق واختفى، ولحد النهاردة ماحدش عارف هو راح فين، ناس تقولك ده اتسيَّح واتباع حديد خردة، وناس تقولك لأ ده اتهرب بره مصر، اتهرب بره مصر إزاى، إتهرب بره مصر إزاى، يا بابا ده ونش، يقولك دول المصريين جبابرة يعملوا أى حاجة، راح الونش، وفى عام 1987 تم افتتاح خط مترو الأنفاق الأول من رمسيس لحلوان، وبعدها بكام سنة افتتح الخط الثانى من رمسيس للمرج، وشوية بقى عندنا خط شبرا وخط الجامعة، وخط تالت ورابع جايين فى السكة، عدت سنين كتير يا عمى، قربنا على 35 سنة، على افتتاح أول خط مترو أنفاق فى مصر، وماحدش لحد النهاردة عرف مين اللى سرق الونش، آه والله زى ما بقولك كده”. إنتهى.

* حكايات مصر لا تنتهى سواء المصطنعة كالصعيدى الذى إشترى الترماى، أو الحقيقية كسرقة كبرى مشاة، أى والله العظيم .. كبرى مشاة، ففى عام 2013 إختفى كوبرى مشاة الغورية الضخم الذى سرقه اللصوص ليلا بعد تحطيمه ونقله فى شاحنات كبيرة، وعندما إستيقظ الناس فى الصباح لم يجدوا سوى السلالم الخشبية !!

* ولكن لماذا نسخر من مصر، ولقد صارت بلادنا منبع النبوغ والعبقرية والجرأة فى الجرائم المشابهة، ودعونى أقتطع لكم هذا الجزء من الخبر الذى اوردته صحيفتنا أمس عن تصريحات لوزير الكهرباء والموارد المائية (خضر قسم السيد): ” وتعهد الوزير باعادة المشروعات القومية التي تقف عليها وزارة الموارد المائية، وتشمل مشروع الجزيرة والمناقل والسوكي وحلفا والرهد الزراعي لسابق عهدها، وأقر بحدوث تدهور كبير في الري، قائلا: “وجدنا معظم البوابات إختفت من المنظومة، وهى مهمة جدا فى عملية الرى، وبدأنا منذ فترة في توفير هذه البوابات ونجحنا في صناعتها داخل الوزارة” إنتهى.

* تخيلوا .. بوابات حديدية ضخمة جدا، وثقيلة الوزن لا يقوى على فكها وحملها الا الجبابرة العتاة مثل (جن سيدنا سليمان) .. تختفى هكذا بدون ان يسمع عنها احد شيئا، وبدون أن تلفت نظر أحد، وبدون أن تقيد الدولة أو الجهة المختصة بلاغا (ولو ضد مجهول) فى هذه الجريمة الغريبة التى يتوقف عليها رى مشاريع ضخمة جدا وحياة شعب بأكمله .. (والله مسكينة مصر، ومساكين حرامية مصر) !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى