مرض أبو بكر و وفاته

مرض أبي بكر و وفاته

مرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه في شهر جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة ، و ذلك بسبب سم وضعه له يهودي في حريرة و هو الحسو ، فأكل هو و الحارث بن كلدة ، فكف الحارث و قال لأبي بكر : أكلنا طعاماً مسموماً سم سنة ، فماتا بعد سنة ، و قيل إنه استغل و كان يوماً بارداً فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة ، فأمر عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس

توفي لثماني ليال بقين من جمادى الآخرة ليلة الثلاثاء و هو ابن ثلاث و ستين سنة ،و دفن ليلاً و صلى عليه عمر بن الخطاب فيمسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حمل على السرير الذي حمل عليه الرسول ، و دخل قبره ابنه عبدالرحمن و عمر و عثمان و طلحة ، و جعل رأسه عند كتفي النبي صلى الله عليه و سلم و ألصق لحده بلحد الرسول ، و كان آخر ما تكلم به أبو بكرالصديق : اللهم توفني مسلماً و ألحقني بالصالحين

و يذكر أن أبا بكر رضي الله عنه كان عند ابنته عائشة لما حضرته الوفاة فرأته و هو يقاسي سكرات الموت فتمثلت قول الشاعر لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً و ضاق بها الصدر إليها أبو بكر كالغضبان ثم قال : ليس كذلك ، و لكن : ( و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) إني كنت قد نحلتك حائطًا وإن في نفسي منه شيئًا فرُدِّيه على الميراث قالت: نعم. فَرَدَّتْهُ، أما إنَّا منذ وُلِّينا أمر المسلمين لم نأكل دينارًا ولا درهمًا ولكن قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبِسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا متّ فابعثي بها إلى عمر وأبرئيني منهن. ففعلت فلما جاء الرسولُ عمرَ بكى حتى جعلت دموعه تسيل على الأرض وجعل يقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب مَن بعده , يا غلام، ارفعْهن. فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عبدًا حبشيًّا وبعيرًا ناضحًا وجرد قطيفة ثمنه خمسة دراهم؟ ! قال: فماذا تأمر؟ قال: تردهن على عياله. قال: لا والذي بعث محمدًا بالحق لا يكون هذا في ولايتي أبدًا ولا يخرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله. الموت أقرب من ذلك

المراجع

د. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى