مراحل تطور العلاقة بين الإنسان والبيئة

تطوُّر الإنسان

مرّ الإنسان خلال حياته على مر العصور والأزمان بالكثير من التغيّرات نتيجة اختلاف العوامل البيئية المحيطة، ويظهر هذا من خلال الرسومات والأحافير التي يجدها العلماء والتي تدلّهم على طبيعة الإنسان القديم.

بدأ الإنسان حياته على الأرض عندما أنزل الله تعالى سيدنا آدم وحواء إلى الأرض بعد أن عصياه عز وجل وتناولا من الشجرة المحرّمة بفعل وساوس الشيطان لهما، وكان حجم سيدنا آدم كبيراً حيث يصل طوله إلى ستين ذراعاً؛ روى الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ أباكم آدم كان كالنخلة السحوق ستين ذراعاً، كثير الشعر، موارى العورة ، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوءته ، فخرج من الجنة فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفراراً مني يا آدم، قال : بل حياء منك والله يا رب مما جئت به”، وهذا الحجم الكبير لسيدنا آدم وللخلق من بعده جعلهم يضطرون إلى الانحناء باتجاه الأرض واستخدام اليدين بمساعدة القدمين للقدرة على المشي والتنقل من مكانٍ لآخر بحثاً عن الطعام والشراب والمأوى.

سكن الإنسان الهضاب والجبال في بداية حياته، وصنع الأدوات مثل: السكين، والمنشار، والبلطة من الحجارة واستخدمها في الصيد وحماية نفسه من المخاطر وكان يسمّى هذا العصر بالعصر الحجريّ القديم، وكان شكل جسم الإنسان متكيفاً مع البيئة المحيطة.

عندما اكتشف الإنسان النار اعتمد عليها في طهي الطعام مثل اللحوم بدلاً من تناولها نيئةً ممّا خفف الضغط على الفكين حتى تغيرشكلها وتكيّفت لتصبح أقل حجماً وأصبحت الجمجمة أقل حجماً، وتغيرت أشكال اليدين حيث كان في البداية يتسلّق الأشجار؛ فكما نعلم أن جميع أجزاء الجسم تتكيف مع البيئة المحيطة حسب طريقة استخدامها؛ فنرى مثلاً أيدي من يعمل بالزراعة تختلف عمن يعمل بالطب وهكذا، فالعضلات في أي جزء من الجسم بحاجة للتمرين حتى تكبر ويتغيّر شكلها.

لكن بعد قلة الأمطار وموت الغابات التي كان يعتمد الإنسان عليها في المأكل والمشرب والملبس اضطر إلى البحث عن طرق جديدة ليؤمن طعامه وشرابه فاتجه إلى الزراعة حيث سكن حول ضفاف الأنهار وزرع الحبوب، وأصبح يربي الحيوانات مثل الأغنام وبدأ حياة الاستقرار، كما تطورت الأدوات التي كان يستخدمها حيث أصبحت أصغر حجماً وأكثر دقة وتطورت الصناعة باستخدام الفخار.

استمرت حياة الإنسان بالتطوّر واكتشاف كل ما يسهّل عليه نمط الحياة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من تطور هائل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى