مدينة سقبا

مدينة سقبا

سقبا هي مدينة سورية تقع جنوب كفر بطنا داخل غوطة دمشق التي تتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق، وتبعد عن مدينة دمشق مسافة ستة كيلومترات، وترتفع عن سطح البحر مسافة ستمائة وخمسين متراً، ومن القرى التي تُحيط بسقبا هي جسرين، وحموريّة، وحزة، وناحية كفر بطنا، وافتريس، وتَشتهر المدينة بصنع المفروشات، ويبلغ عدد سكانها ما يقدر بستةٍ وثلاثين ألف نسمة.
يَرجع الأصل اللغوي لسقبا من كلمة سقب وتعني ابن الجمل حديث الولادة أي ساعة ولادته، ولم يسمّ بعد، وكانت تطلقه العرب على الذكر والأنثى تسمى حائل ساعة ولادتها، واشتهرت هذه المدينة ببيع السقب (ابن الجمل) وبيع النوق أو الجمال، ومع اختلاف اللهجات والألسنة على مرّ الأزمنة انقلب الاسم من سقب إلى سقبا، ويعمل سكان المدينة بمهنتي الزّراعة والصناعة، ومن أهمّ المحاصيل الزّراعية فيها هي محاصيل الدرّاق، والمشمش، والجوز، والحور، والقنب، وأمّا في مجال الصّناعة فهي تشتهر بصناعة الأثاث بأنواعه وكافّة مستلزماته الحِرفية.

سقبا عاصمة المفروشات والموبيليا

تُعتبر مهنة النّجارة من المهن الحِرفية التي تتطلّب الخبرة والدقّة في العمل، فمع أوائل السبعينات اهتمّ سكان سقبا بعمل النّجارة واحترفوا صناعة الموبيليا الخشبية، ممّا فتح سوقاً كبيراً لعالم الموبيليا في سقبا، حيث يقصدها أهالي دمشق وريفه للتسوق في سوق سقبا للمفروشات.
توجد في سقبا مئات صالات عرض المفروشات، وتلقّب هذه المدينة بعاصمة المفروشات؛ لأنها تعتمد على الحفر اليدوي والخشب الطّبيعي المستورد، وتصميم الأثاث حسب رغبة المستهلك، فالإبداع متواصل يعتمد على خبرة الأجداد للخروج بقطعةٍ فنيّة تتميز بالجودة والأناقة التي تعتمد على نوع الخشب المُستخدم؛ فهي لا تعتمد على الآلات الحديثة بل على أيدي ماهرة يتأنّى الفنان في صنعها بإضافة الإكسسورات المختلفة والجميلة فيها.
تميّزت سقبا بالمهرجانات والمعارض التي تقام على أرضها؛ حيث تميّزت المدينة بدخولها لكتاب غينيس للأرقام القياسيّة بوجود أكبر تجمع لصالات المفروشات في العالم، فقطع الموبيليا متنوّعة وكل قطعة تنفرد عن الأخرى، فبعض الأثاث يضاف إليه الخشب المقرنص الملبّس بالفضة التي تناسب التّحف الشّرقية لجمالية تصميمها.
ويتميّز أثاث سقبا بأنواع الحفر على الخشب بأساليب مختلفة؛ كالحفر الفارسي والإفرنجي، والفاطمي، والعربي، والعجمي، فالحفر يكون على شكل أوراق وأغصان النّباتات بأشكال مختلفة متكاملة ومنتظمة بخطوطها، فموبيليا سقبا تنافس الأثاث الأجنبي بطرازٍ عالي الجودة، فأغلب تصاميم موديلات الموبيليا هي من الموديلات التّركية والإيطالية والألمانية والإسبانية، بالإضافة إلى تصاميم نجاري سقبا ويتم تعديل الموديلات لإنتاج قطعة فنية نادرة؛ حيث نالت قطع الأثاث التي تشارك بها سقبا على جوائز عالمية كجائزة معرض قرطاج عام 1990.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى