محمد وداعة: علي عثمان ..القوة الزائفة

دافع الامين العام السابق للحركة الاسلامية ، علي عثمان محمد طه ، عن تجربة الحركة الاسلامية في الحكم ورفض توصيفها بالفاشلة ، وارجع ذلك الى ان الحركة تقيم تجربة دولة اسلامية في زمان الهزيمة والكفة المرجوحة ، واقر في الوقت ذاته بأن اسباب تردي الوضع الاقتصادي بالسودان بسبب سوء ادارة الموارد والاخطاء المؤسسية والفردية ، واستبعد ان تكون بسبب وجود دولة الحركة الاسلامية ، في ظل نظم عالمي يتحكم فيه عبر الربا والاحتكار والرأسمالية فقط . ونوه طه الي اضطرار الدولة للتعامل بالقروض الربوية في بعض الأحيان ، واضاف ( لا ادعو للربا او التساهل فيه ، لكن اريد ان الفت النظر للاطار الذي نتعامل فيه ونتابع مع بنوك وشركات نظامها قائم علي غير منهجنا ) ، وابان انهم كانوا يعانون في اعداد موازنة الدولة عبر تحقيق التوازن بين ادوات الفقه واجتهادهم لوجود الدولة في ظل النظام العالمي ، من موقع المنهزم والمتلقي ، وليس من يطرح اجندته .
واشار طه في مناقشة كتاب ( الاجتهاد السياسي في بناء.. الخ ) ، و اشار الى ان بعض اخوانهم يتساءلون عما يقولونه للناس في ظل ارتفاع سعر الرغيفة الي جنيه . وتساءل الامين العام السابق للحركة الاسلامية: ( كيف نستطيع ان نقيم الاشياء في ظل هذه الكفة المرجوحة والدولة القطرية ؟ ) ، وقال ان هناك من اتهمهم بالفشل في التجربة الاقتصادية واوضح ان تجربة الدولة الاسلامية في السابق كانت ناجحة لان الامة الاسلامية واسعة جداً ، وليس هناك مكوس او ضرائب ، بالاضافة الي توفر حرية التجارة والانتقال عبر الجنسية العالمية .
واستدرك طه ( هذه كانت بضاعتنا في الدولة الاسلامية ، حينما كنا امة غالبة وكانت جنسيتنا عالمية ) ،
وتابع ( الآن الكفة مرجوحة ومحكومة بقوانين اقتصادية عالمية غالبة تتحكم فيها مؤسسات الاقتصاد العالمية ) ، ورد علي من اشار الى انهم ينعتون تجربة الحركة الاسلامية بالفاشلة في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال جمع الزكاة وتوزيعها ، وقال ( هذا كلام متعجل ولا يمت للمنهجية والموضوعية بصلة ، ونحن لم نبلغ الغاية حتي الآن ) .
واضاف ان بعض الناس لا يعطون لتلك الظروف وزناً ، واعتبر ان التحدي الاكبر الذي يواجه الحركة يتمثل في قضية الاجتهاد السياسي لبناء دولة معاصرة في ظل العالم الخارجي وبسط الحريات في مجال تنتاش الحركة فيه كل تلك الطعون ،
ان هذا حديث مغالطة و قلب للحقائق ، فالحركةالاسلامية بعد الانقلاب و الاستيلاء على السلطة، لم تعمل على التعايش مع الواقع العالمى ، بل بادرت بالهجوم و العداء و التعدى ، فرفعت شعارات مثل (الامريكان ليكم تسلحنا)، و (امريكا و روسيا قد دنا عذابها)، و جمعت الانقاذ كل المعارضين لدولهم فى الخرطوم، و استضافت بن لادن،و كارلوس، و ذكر الترابى فى شهادته على العصر ضلوع بعض القيادات فى محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك، فماذا كان ينتظر على عثمان؟ لا اظنه انتظر أن يدير لهم العالم خده الايسر،
أما القاء اللوم فى التدهور الاقتصادى على النظام العالمى ، فهذا محاولة للهروب و تبرير للتجاوزات و الأخطاء المؤسسية و الفردية فى إدارة البلاد و الاقتصاد ، و محاولة لتجاوز حالة الفساد التى اتخمت الاسلاميين و افقرت غيرهم ، و التى كان الأستاذ على عثمان مسؤولا عنها ردحا من الزمن، و هو بنفسه مسؤول عن اتفاقية نيفاشا التى أدت إلى انفصال الجنوب، وهو راعى المفاصلة التى كانت حيثياتها المعلنة تعيين الولاة ، لا انتخابهم ، فعاد للانتخاب فى دستور 2005م، و تراجع عن ذلك فى 2010م ، و ها هو يوافق على انتخاب الولاة فى مخرجات الحوار وفى القانون الذى سيجاز من البرلمان هذه الايام، فهل هذه رؤية الحركة للحكم الاتحادى؟ ما هكذا تورد الابل؟
أما الحديث عن الحريات فى وضع تنتاش فيه الحركة ، فهو حديث مكرور ، و لا يعقل أن تنتظركم الأوضاع ثلاثين عاما اخرى لإشاعة الحريات و استدامة سيادة حكم القانون؟
اما ما ذكر عن تعقيدات تحيط بالبلاد بسبب الاوضاع الدولية ، ياتى محاولة لتزييف الواقع و تضليل الناس، هذه مشكلات تحيط بالإسلاميين و نظام حكمهم، و لا علاقة لبلادنا بها،
كان المأمول من (شيخ)على أن يكون أكثر تواضعا و احتراما بعقول الناس، بعد أن حكمهم ثلاثين عاما، وأن يكون أكثر صراحة فى نقد تجربة الحكم التى خلفت الخراب و الدمار، و حركة شاخت و فى طريقها للزوال، نواصل فى تقليب دفتر الإيرادات البترولية ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى