ما هي عاصمة تونس

تونس

تونس (بالإنجليزية: Tunisia)، رسميّاً الجمهورية التونسيّة (بالإنجليزيّة: the Tunisian Republic) هي إحدى دول المغرب العربيّ، وإحدى دول مجلس التّعاون العربيّ والجامعة العربيّة. نظامها جمهوريّ رئاسيّ، وعملتها دينار تونسيّ. تقع تونس في شمال أفريقيا، وتطُلّ على ساحل البحر الأبيض المُتوسّط. يَحُدّها من الشّرق ليبيا، ومن الغرب الجزائر.[١]

تمتدّ تونس على مساحةِ 163,610 كم2، مُوَزّعة بين مساحة اليابسة (155,360 كم2)، وبين مساحةٍ ساحليّةٍ (8,250 كم2).[١] يبلُغ عدد سُكّانها 11,154,372 مليون نسمة، وذلك وفق إحصائيّات عام 2015.[٢] تتمتّع تونس بموقع استراتيجيّ مُميّز، ممّا جعلها موطِن للعديد من الحضارات عبر الزّمان، من أبرزها حضارة قرطاج، كما جعلها مَطمَعاً للاستعمار من قِبَل العديد من الدُّول، منها الإمبراطوريّة الرومانيّة، وفرنسا، وتركيّا.[٣]

عاصمة تونس

تونس المدينة هي عاصمة الجمهوريّة التونسيّة، ومركز الدّولة الرئيسيّ للقوّة والحكم، وأكبر المُدن التونسيّة من حيث عدد السُكّان.[٤] تتميّز تونس العاصمة بجمال مَناظرها وخَضارها وكثرة أشجارها، ولذلك سُمِّيت بتونس الخضراء.[٥] بالرَّغم من التطوّر الحضاريّ الذي تتمتّع به المدينة، إلا أنّها ما زالت تُحافِظ على عراقتها والتّاريخ الحضاريّ الذي شهدتهُ عبر العُصور؛ فترى الكثير من المَباني التاريخية التي تتميّز بالفن القديم والتّصميم المعماريّ الأخّاذ في وسط المدينة.[٦] في عام 197 تمّ إدراج مدينة تونس على لائحة اليونسكو للتّراث العالمي لما تحويه المدينة من مبانٍ عريقةٍ وتاريخٍ حافل.[٧]

الجغرافيا

الموقع

تقع تونس العاصمة في شمال وسط البلاد، وتطُلّ على خليج تونس.[٨] تمتد إحداثيّات المدينة بين ′48 °36 شمالاً، و′11 °10 شرقاً.[٩] تضُمّ المدينة العديد من المناطق العريقة، أبرزها باب سويقة، والسيجوميّ، والمدينة، وسيدي البشير، والورديّة.[١٠] ويَزيد توقيت المدينة عن توقيت غرينيتش بساعةٍ واحدة (GMT+1).[١١]

السُكّان

ويبلغ عدد سُكّان تونس العاصمة 1,073,644 مليون نسمة، وذلك وفق إحصائيّات عام 2015.[٤] اللّغة الرّسمية في البلاد هي اللّغة العربية، كما يتحدّث أغلبيّة الشّعب اللّغة الفرنسيّة الى جانب العربيّة، ويتمّ تعليمُها في المدارس كلُغة ثانية. كما يتمّ استخدام اللّغة الأمازيغيّة من قِبَل البربر. على الرّغم من تشكيل العرب نسبة 98% من المدينة، إلا أنّها تضُمّ عروقاً أوروبيّةً بنسبةٍ ضئيلةٍ. الدّيانة المُنتشرة هي الإسلام، مع وجود نسبةٍ قليلةٍ من اليهود والمَسيحيين بنسبة 1% من السُكّان.[١]

مقالات ذات صلة

المُناخ

تبعاً لوقوعها على ساحل البحر الأبيض المُتوسّط، تتمتّع مدينة تونس بمُناخ مُعتدل، حارٍ وجافّ صيفاً، ومُعتدل الحرارة شتاءً. تصِل درجات الحرارة ذروتها في شهريّ يوليو وأغسطس، حيث يبلغ مُتوسّط درجة الحرارة °33 درجة سيليزيّة، بينما تصل درجات الحرارة إلى أقلّ مُعدلّاتها في شهريّ يناير وفبراير، ويبلُغ مُتوسّط درجة الحرارة شتاءً °7 درجة سيليزيّة. ونظراً لمُناخها، لا تتمتّع العاصمة بالكثير من الأمطار، حيث يبلغ مُعدّل الهطول المَطَريّ السنويّ 465.5 مم.[١٢]

الاقتصاد

يعتمد اقتصاد تونس العاصمة بشكل أساسيّ على السّياحة، حيث تتمتّع المدينة بموقع استراتيجيّ جاذّب، وتستفيد السّياحة من تنوّع مُختلفٍ في التّضاريس؛ فهنالك الشّواطئ المُريحة، والجبال، والأراضي الصحراويّة الكبيرة، والكثير من الآثار القديمة. كما يُعتبر القطاع الصناعيّ جُزءاً مُهمّاً في الاقتصاد، ومن أبرز الصّناعات صناعة الإسمنت، وصناعة المعادن، والنّسيج، والصّناعات الغذائيّة.[٥]

تُساهم السّياحة العلاجيّة في تونس برفع الاقتصاد بشكل بارز؛ حيث تُعتبر المدينة وجهةً للسّياحة الطبيّة، تستقبِل أعداداً كبيرة من المرضى من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مجالات خاصّة مثل الجراحة الدّقيقة، كزراعة الأعضاء، والكِلى، والقلب، والتّجميل، وعلاج وزرع القرنّيات، وغيرها.[٥]

السّياحة

تتميّز تونس العاصمة بالكثير من المناطق السياحيّة الجذّابة، وتضُمّ الكثير من الوِجهات السياحيّة، والتاريخيّة، والحضاريّة. ومن أبرز الأماكن السياحيّة في العاصمة هي:[١٣]

  • المَتحف الوطنيّ بباردو: حيث تمّت إقامة هذا المَتحف في القصر العثمانيّ، ويقوم بعرض التّاريخ التونسيّ الكامل،والحضارات التي قامت على أرضها من الرّومان إلى القرطاجيين.
  • مسجد الزّيتونة: وهو أكبر مسجد في تونس، تمّ بناؤه في القرن الثّامن الميلاديّ، وتمّ تحديثه وترميمه في القرن التّاسع عشر الميلادي، تُعتبر حديقته مَكاناً جذب سياحيّ جذّاب.
  • سوق تونس: يُعتبر سوق تونس أحد أروع الأسواق في شمال أفريقيا، حيث يُمكن للسّائح إيجاد كل ما يلزمُه من تذكارات سياحيّة، إلى الأكل الشّعبي التونسيّ.

كما تُقام العديد من المِهرجانات الثقافيّة والفنيّة والسياحيّة السنويّة في المدينة، والتي تُعتبر مصدرَ جذبٍ سياحيّ رئيسيّ وكبير للعاصمة، ومن أبرز هذه المِهرجانات مهرجان قرطاج الدوليّ، ومهرجان خصومات الصّيف، ومهرجان المدينة.[١٤]

تُعتبر السّياحة العلاجيّة إحدى أهمّ عوامل الاستقطاب السياحيّ للمدينة، حيث تَستغلّ تونس سياحة العلاج بمياه البحر لتستقطب السُيّاح من جميع أنحاء العالم. منذ عام 1994 تم افتتاح أكثر من 40 مركزاً للسّياحة العلاجيّة في جمهورية تونس، وأصبحت معروفةً دوليّاً بهذا المجال.[١٥]

التّاريخ

يعود تاريخ مدينة تونس إلى عهد ما قبل الإسلام، حيثُ يُعتبر البربر هم سُكّان تونس الأصليين. في عام 880 قبل الميلاد، قامالفينيقيّون بحُكم المنطقة، وأسّسوا مدينة قرطاجة وأقاموا فيها مراكزَ تجاريّةٍ مُزدهرة. بعد ذلك قام نزاع على المنطقة بين الفينيقيّين والرّوم الذي انتهى فوز الرّوم، وأدّى إلى تدمير المدينة. بعد ستّة قرون من حُكمهم، قام الوندال باحتلال المدينة، ثم قام البيزنطيّون بالاستيلاء عليها عام 534 ميلادي، حتى فتحها المسلمون في عهد مُعاوية بن أبي سفيان، ثم حَكَمَها العبّاسيون.[١٦]

وفي بداية القرن التّاسع الميلادي قام الأغالبة ببناء الجامع الكبير في وسط المدينة، وأصبحت تونس عاصمةَ الأغالبة بين عاميّ 894 و909 ميلاديّ. ثمّ وقعت المدينة تحت حُكم الفاطميّين في القرن العاشر الميلادي، وحكمها الهلاليّون في القرن الحادي عشر الميلاديّ، وأقام عبد الحقّ بن خراسان إمارةً فيها. وقَعَت المدينة تحت حُكم المُوحّدين وأصبحت مركز القوة في البلاد. وفي عام 1236 استلم الحفصيّون الحُكم في المَنطقة، وتمّ تعيين تونس العاصمة مرّةً أُخرى.[١٧]

عُقب سقوط بغداد في عام 1258 ازدهرت تونس تجاريّاً وحضاريّاً، وأصبحت مركزاً استراتيجيّاً بين العرب والغرب. قدمَت بعد ذلك الدّولة العثمانيّة وقامت بحُكمها، وسمحت للأوروبيين بالتّجارة والاستقرار في المدينة. عندما ضعُفَ الحُكم العثمانيّ قامت القوات الفرنسيّة باحتلال المدينة في عام 1881.[١٧] استمر الاحتلال الفرنسيّ حتى عام 1956 عندما نالت الجمهوريّة استقلالها الكامل، وتولّى الحبيب بورقيبة رئاستها.[٣]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى