ما هي عاصمة إسبانيا

إسبانيا

تُعرف إسبانيا (بالإنجليزيّة: Spain) بأنّها دولة أوروبيّة تُشكّل أكبر قسم من شبه جزيرة أيبيريا، كما تُعتَبر ثالث أكبرَ دولة في قارّة أوروبا، يحدّها من حدودها الأربعة كلّ من فرنسا، وأندورا، والبحر المُتوسّط، ومضيق جبل طارق، والبرتغال، كما تُعتبر حدودها قريبة من حدود المحيط الأطلسيّ، وتشترك بحدود بحريّة مع المغرب.[١]

عاصمة إسبانيا

تُعتبر مدينة مدريد العاصمة الرسميّة والوطنيّة التي تُشكّل المركز الحكوميّ والماليّ لإسبانيا، وتعكس مدريد السّياسة العامّة الإسبانيّة منذ العهد الملكيّ للملك فيليب الذي يعود إلى القرن السّادس عشر للميلاد،. هناك العديد من العوامل التي أدّت إلى اختيار مدريد لتكون عاصمةً لإسبانيا من أهمّها موقعها المُحايد نسبيّاً بالنّسبة للمدن الإسبانيّة الأُخرى، كما أنّها لا تقع على أيّ مجرى نهريّ كبير، وهذه من مميزاتها الأخرى التي لا تتشابه فيها مع غالبيّة مدن إسبانيا.[٢]

تقع مدريد على هضبة تتكوّن من الطّين والرّمل، كما شهدت المدينة تغيُّراً واضحاً في معالمها خصوصاً مع تعاقب فترات الحكم عليها، وظهور العديد من المباني التي تُمثّل الثّقافات المُختلفة التي شكّلت جزءاً من مُجتمعها في وقت ما، كما تحتوي المدينة على مجموعة من الطُّرق الصّغيرة التي تُشكّل الطّرقات الفرعيّة بين المباني والمُجمّعات السُكانيّة المُتنوّعة، ممّا ساهم في ظهور ذلك التّخطيط العمرانيّ الواضح لمَعالمها العامّة.[٢]

التاريخ

يُعتبر التّاريخ الإسبانيّ مُتنوّعاً بشكل كبير؛ بسبب الحضارات التي تعاقبت على حكمها، كما أنّها عُرفت بعديد من الأسماء في الماضي، فأَطلق عليها الفنيقيّون مُسمّى إشفافيّة، أمّا في عهد الحُكم العربيّ الإسلاميّ لها عُرفت باسم الأندلس، وفي الحكم الحاليّ لها تعُرف باسمها إسبانيا كما يُستخدَم في اللّغة الإسبانيّة.[٣]

يُعدُّ الفتح العربيّ الإسلاميّ من أهمّ المراحل التاريخيّة في تاريخ إسبانيا؛ إذ قام القائد المُسلم موسى بن نصير بتكليف الفارس العربيّ طارق بن زياد جيش لفتح الأندلس (الأراضي الإسبانيّة)، وتمكّن جيشه من عبور منطقة المضيق الواقعة بين إسبانيا وشمال أفريقيّا والتي تُعرَف الآن بمُسمّى مضيق جبل طارق. ساهم العرب في تنظيم المناطق في إسبانيا والمُجتمعات القائمة فيها؛ إذ أصبحت الولايات العربيّة الإسبانيّة مزدهرةً في العديد من المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة.[٣]

مقالات ذات صلة

واجه الوجود العربي في إسبانيا هشاشة كبيرة في عصره الأخير وخصوصاً بعد اتّحاد مملكتَي آراغوان وقشتالة لمُهاجمة مملكةغرناطة آخر المَمالك العربيّة في شبه جزيرة أيبيريا، وأدّى هذا الاتّحاد إلى سقوط غرناطة بعد مُحاصرتها، واستمرّت هذه المُحاصرة لفترةٍ زمنيّة طويلة أدّت إلى تراجع المُجتمع في غرناطة، وانتهى الأمر إلى تسليمها في عام 1492م، ونتج عن ذلك خسارة العرب لأرض الأندلس.[٣]

تتميّز إسبانيا في الوقت الحاليّ بتطوّر ملحوظ في العديد من المجالات؛ إذ شهدت الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة فيها تنميةً واضحةً خصوصاً في أواخر القرن العشرين للميلاد، وبعد انتهاء الحروب العالميّة، والحرب الأهليّة الإسبانيّة، كما تمتلك إسبانيا حاليّاً علاقاتٍ ممتازةً مع العديد من دول العالم، كما أنّها تُشارك في المُؤتمرات الدوليّة والعالميّة منذ عودة النّظام الملكيّ لها بشكل رسميّ في عام 1975م.[٣]

التّضاريس الجغرافيّة

تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لإسبانيا إلى 504,759 كم²، وتُقسَم تضاريسها إلى سبعة أقاليم، وهي:[٤]

  • الميزيتا: هي عبارة عن هضبة كبيرة تُغطّي جزءاً من أراضي إسبانيا، وتحتوي على مجموعة من السّهول التي تفصلها الجبال والتّلال عن بعضها البعض.
  • الجبال الشماليّة: هي مجموعة من الجبال التي تُغطّي المنطقة الشماليّة لإسبانيا، ويُشكّل امتدادها الرّابط بين المحيط الأطلسيّ والسّهول الساحليّة، من أشهرها جبال جاليسيا، وجبال كانتابريا، وجبال البرانس، وغيرها.
  • حوض الإيبرو: هو حوض يتكوّن من سهول تمتدّ بالقرب من نهر الإيبرو، ويُعتَبر هذا النّهر من أطول الأنهار في إسبانيا، والذي يصل بين مناطق الجبال الشماليّة والمُحيط الأطلسيّ.
  • السّهول الساحليّة: هي سهول توجد بجانب السّاحل البحريّ الإسبانيّ المُتوسّط، وتُشكّل مجموعةٌ من السّهول الزراعيّة التي تمّ استخدامها قديماً من أجل تأسيس أنظمةٍ لريّ المزروعات.
  • حوض الوادي الكبير: هو حوض يوجد في المنطقة الجنوبيّة الغربيّة من إسبانيا، وتحديداً في القسم التّابع للمُحيط الأطلسيّ، ويُستخدَم لأعمال الزّراعة.
  • جُزر البليار: هي جُزر تَبعُد عن المنطقة البريّة الرئيسيّة الإسبانيّة مسافةً تتراوح بين 80 – 230 كم شرقاً، وهي مجموعة من الجُزر متنوّعة المساحة بين الكبيرة والصّغيرة، وهي ميوركا، ومينوركا، وإبيزا، وفي ساحلها الجنوبيّ تمتدّ سهولها من الجبال إلى التّلال.
  • جُزر الكناري: هي جُزر توجد في منطقة المُحيط الأطلسيّ، وتتشكّل من سبع جُزر، من أشهرها تنريف، وفويرتفنتورا، وجران كناريا، وغيرهم.

المناخ

يُعتبر المناخ السّائد في المناطق الإسبانيّة مُتنوّعاً؛ إذ تعدُّ أغلبها مُشمسةً وجافّةً طول العام، كما تُصنّف معظم المناطق الأخرى بأنّها ذات طقس مُتقلّب بين برودة الشّتاء وحرارة الصّيف، أمّا مُتوسّط درجات الحرارة فيرتفع إلى أكثر من 27 درجةً مئويّةً في شهر تموز (يوليو)، أمّا في شهر كانون الثّاني (يناير) قد يصل مُتوسّط درجات الحرارة إلى أقلّ من درجةٍ مئويّةٍ واحدةٍ تحت الصّفر، وتظهر العواصف الماطرة في أغلب أيام فصل الشّتاء، كما تتساقط الثّلوج على المناطق المُرتفعة في إسبانيا، وخصوصاً في منطقة الجبال الشماليّة.[٤]

التّركيبة السكانيّة

يصل العدد التقديريّ لسُكّان إسبانيا إلى ما يُقارب 48,563,476 نسمة، أمّا أصول السُكّان فتعود إلى الجماعات العرقيّة التي جاءت من منطقة البحر الأبيض المُتوسّط ومن الشّمال الأوروبيّ. تُعدُّ اللّغة الإسبانيّة القشتاليّة هي اللّغة الوطنيّة والمحكيّة بين السُكّان بنسبة 74%، كما تُشكّل مجموعةٌ من اللّغات ثقافةَ المُجتمع الإسباني، ومن أهمّها اللّغة الكاتالانيّة، واللغة الجاليكيّة، وغيرها من اللّغات التقليديّة الأُخرى.[٥]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى