ما هي آداب الدعاء

من مِنّا لم يشعُر دائِماً وحتّى وإن غَفِلَ قليلاً عادَ موقِناً بحاجته الماسّة لمُناجاة خالقُه الله سبحانه وتعالى القادر على كُل شيء ولا يصعُب عليه شيء، هذا الشعور المَبني على الثقة بالله وحده دائماً يَجعلك لا تَغفل عن هذه العبادة، عبادة الدُّعاء .

عندما تلتجئ لهُ في كُل أمور حياتك، فتتوجه لهُ بقلبك ولسانك ويديك طالباً منه ما يجول في خاطرك وأنت على يقين وثقة بأنّ الله لن يرُد عبداً إلتجأ له، وأنَّ عدم تحقيق الإجابة لن يحول بينك وبين الدّعاء دائماً، فالله وحده فقط قادر على مَنحِك ما ينفعُك وأعلم بمصلحتك .

ذلك النداء الذي يتوجّه به الأضعف إلى الأقوى القريب منهُ دائماً والذي يلجأ له دون إستذان في كافّة الأوقات من بيده كلّ شيء ولا يستعصي عليه شيء في هذا الكون يقول تعالى { وإِذا سأَلَكَ عِبَادي عَنِّ فَإِني قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } البقرة 186 .

والدُّعاء في كافّة الأحوال سيعود بالفائدة على المَخلوق حتّى وإن لم تَكُن بحسب نظرة الداعِ وما دعاه، كما قال النبي صلَّ الله عليه وسلم ( ما مِن مُؤمِن دعا الله تعالى بدعوة ليست فيها قطيعة رحم، ولا استجلاب إثم، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يجعل له استجابة الدعوة، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء ) .

كما رغّب النبي صلّ الله عليه وسلّم وأكدَّ على أهميّة الدعاء وفضله، فقد رُوي عن النبي صلَّ الله عليه وسلم : ( الدُّعاء سِلاح المُؤمِن ) .

ولهذه العِبادة آداب وأسباب لللإجابة ينبغي على المُسلم التَّنبُه لها وهي :

1. الإخلاص في النيّة لله سبحانه وتعالى .

2. أن يبدأ الداعِ دُعاهُ أولاً بحمد الله والثناء ومن ثُمَّ الصلاة على النبي – صلّ الله عليه وسلَّم – ، كما ويختتم كذلك .

3. أن يكون هُناك جَزم عِند الدّعاء، كما اليقين بالإجابة .

4. الإلحاح في دعوة الداعِ دون الاستعجال .

5. عِند الدّعاء يَجِب حضور القلب .

6. أن يكون الدُّعاء في كافة الأحوال سواء في الشِّدَّة أو الرَّخاء .

7. أن يكون الله وحدة فقط من يتوّجه إليه الداعِ عند السؤال فلا يسأل إلّا الله .

8. عدم إستخدام الدُّعاء على الناس وبذلك بالدعوة على المال والنفس والأهل والأولاد .

9. عند الدعاء خفض الصوت بحيث يكون بين المُخافتة وبين الجهر .

10. الإقرار بالذّنب والإعتراف به وطلب المغفرة مِن الله، كما على الإنسان أن يعترف بالنعمة ويشكُر الله عليها .

11. هناك أوقات للإجابة يجب تحرّيها، كما إغتنام الأماكن والأوقات والأحوال التي تعتبر من مظان الإجابة مثل السجود والسفر والصيام .

12. عدّم التكلُّف في السجّع عند الدعاء .

13. أن تحضُر الرغبة والرهبة والتضرُّع والخشوع عند الدعاء .

14. كما تُعد الأعمال الصالحة الكثيرة عند الانسان سبباً عظيماً للإجابة .

15. أن يرُد المظالم مثل التعدي على دماء الناس وأموالهم، الغيبة، القذف، النميمة، مع توبته.

16. الدُّعاء ثلاث مرّات، كما يُستحب أن يستقبل المؤمن القبلة .

17. تُرفع الأيدي عند الدعاء، الوضوء إن تيّسر ذلك قبل الدعاء، لا يعتدي به .

في حال دعا الداعِ لأشخاص آخرون أثناء الدعاء يبدأ بنفسه، التوسُّل إلى الله من خلال صفاته و أسمائه الحُسنى أو من خلال عمل صالح قد قام به الداّع أو بالذّهاب لرجل صالح والطّلب منه بأن يدعو له الله سبحانه وتعالى خالقه وربه، ومِن أعظم أسباب الحصول على الإجابة أن يتقرّب الانسان لربه بالنوافل الكثيرة بعد أدائه للفرائض، أن يكون ملبسه ومشربه وطعامه من حلال، عدم توجيه الدُّعاء نحو تحقيق أمر سيء قطيعة رحم أو إثم، أن يقوم الداعِ بتخصيص الوالدان والصالحون والعباد و العلماء بالدعاء ومن في صلاحهم يحدث صلاح للمسلمين مثل أولياء الأمر ومَن غيرهم أيضاً، وأن يقوم بالدعاء لاخوانه المسلمين و منهم المستضعفين ولمن تعرَّض للظلم، أن يقوم الداع ِ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، البُعد عن كافة المعاصي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى