ما هو حكم لبس الفضة للرجل , هل يجوز لبس الرجال للفضة

يشترط على الرجل إذا ما أراد أن يرتدي الفضة، فيجوز له ذلك بشرط أن تكون الفضة على شكل خاتم لليد، فإن كانت على شكل خاتم جاز للرجل المسلم أن يلبسه، ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلـم- قد ارتدى خاتما، وكان هذا الخاتم من الورق (الفضة)

وقد اختلف العلماء في مقدار وزن الخاتم الذي يجوز أن يلبسه الرجل، فمنهم من ذهب إلى أنه يجب ألا يتعدى وزنه الخمس جرامات، ومنهم من ذهب إلى أنه لا يجوز أن يتعدى وزنه الست جرامات، ومنهم من قال أن الوزن الذي يجوز أن يلبسه الرجل يرجع إلى العرف والعادة، ولكل زمن عرفه وعاداته .

وقد اتفق الفقهاء جميعا على أنه يجوز للرجل التختم من الفضة ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلـم- ارتدى خاتما من فضة، وذلك بدليل ما رواه أبو داوود عن أنس بن مالك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- اتخذ خاتما، فكان في يده إلى أن قبض، واتخذ أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خاتما، فكان في يده إلى أن قبض، واتخذ عمر -رضي الله عنه- خاتما الى أن قبض . ويستخلص هنا أن لبس خاتم الفضة للرجال جائز في الشرع .

وقد قال الشيخ ابن عثيمين في هذا الموضوع: إن الرجل إذا لبس في يده خاتم الفضة (الدبلة)، ومن ورائه قصد أنه قد يكون سببا في دوام علاقته بزوجته أو ما شابه، ففي هذه الحالة يحرم لبس الخاتم، وأما في حال عدم اعتقاده بهذه الأمور، ولبسه من سبب أو اعتقاد معين فيجوز له ذلك .

أما أن يلبس الرجل الأساور والسلاسل سواء كانت من الفضة، أو حتى من غيرها للزينة ونحوه، فهذا لا يجوز له في الشرع ؛ لأنه يكون على الأرجح فيه تشبه بالنساء، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- من تشبه الرجال بالنساء، ومن تشبه النساء بالرجال، ولبس الفضة على شكل أساور أو سلاسل فيه تشبه للرجال بالنساء، وإن كان من دون قصد أو نية، فكل شيئا اختص به الرجال عرفا كان أو شرعا، منعت منه النساء، وكل ما اختصت به المرأة شرعا أو عرفا، منع منه الرجال، ومع أنه لم يكن هناك نص قرآني كريم أو نص نبوي شريف ينهى عن لبس الأساور والسلاسل للرجال الا أنه يحرم لبسهم عند جمهور العلماء بالاجماع، إلا أن الشيخين الغزالي والمتولي قد ذهبوا إلى جواز ذلك للرجل ؛ لأن النص الوارد في التحريم هو لأواني الذهب والفضة ونحوه، ولم يكن التحريم للبسهما، إلا أن الرأي الأول القائل بحرمة لبس الفضة غير الخاتم هو الأصح والأقوى ؛ لما فيه من تشبه للرجال بالنساء .