ما هو القولون العصبي

القولون

القولون هو الاسم الآخر للأمعاء الغليظة، تستقرّ أسفل التّجويف البطنيّ الأيمن حتّى أسفل الأضلاع، ثم عرضاً باتّجاه اليّسار لتنزل في النّهاية إلى أن تصل الحوض. تتكون الأمعاء من نوعين من العضلات: دائريّة، وطوليّة، تتقلّص بإيقاع ثابت يعتمد على الأوامر التي يوصلها الجهاز العصبي، ونوعيّة وكمّية الطّعام التي تصلها. مع ازدياد الضّغوط النّفسية والعصبيّة المصاحبة لارتفاع نبض الحياة، الذي أصبح سمة من سمات هذا العصر، يشكو كثير من النّاس من متاعب القولون الذي يحيّر المرضى والأطباء لتشابه أعراضه مع أعراض أمراض مُختلفة تصيب الجهاز الهضميّ. (1)

ما هو القولون العصبي

يُعرّف مرض القولون بأنّه حدوث اضطرابات في عمليّة امتصاص الماء، والغذاء، والأملاح من الطّعام، القادمة عن طريق الأمعاء الدّقيقة عند الهضم التي تقوم بها القناة الهضمية. اختلف الأطباء في تسمية القولون بين التهاب القولون المُخاطي، والقولون المُتشنّج، والقولون المُختلّ وغيرها من التّسميات المُضلّله؛ وذلك لأنّها تشير إلى انحصار هذا المرض في القولون فقط، وهذا ليس صحيحاً، حيث يُصاحب متاعب القولون متاعب أعضاء أخرى من القناة الهضميّة إضافةً إلى أعضاء خارجها، لذلك اتّفق الأطباء جميعاً على تسميته زخلة القولون المضطرب، والذي يعني مجموعة من الاضطربات المُزمنة أو المتكرّرة التي تُصيب القولون بالانقباضات، وكذلك أعضاء أخرى من الجسم في لحظات التّوتر العصبيّ وضغوط الحياة، وليس ضروريّاً أن يشعر مريض القولون بالآلم والتّقلصات بعد انتهاء الحدث الذي أدّى إلى التّوتر.
يُعتبر مرض القولون العصبيّ أكثر أمراض الجهاز الهضميّ شيوعاً، حيث يُمثّل 50% من نسبة هذه الأمراض، والنّساء أكثر إصابة به من الرّجال؛ فكل إصابة للقولون في الرّجل تقابلها ثلاث من النّساء، ولا توجد فوارق في الإصابة بالقولون بين الأجناس، ولا يوجد عمر مُحصّن ضدّه؛ فإصابة الطّفل أو البالغ بمرض القولون المضطرب مدّة طويلة دون علاج تؤثّر سلباً على الزّائدة الدوديّة وبالتّالي يلجأ المريض إلى إزالتها جراحيّاً، وإصابة كبار السّن بالقولون تزيد من زيارتهم للأطبّاء. (1)

آليّة حدوث القولون العصبيّ

عندما يصل الغذاء إلى الأمعاء يمرّ بالعديد من التّفاعلات والحركات المنظّمة غير العشوائيّة، مع العلم أنّ فضلات الطّعام التي تصل القولون تكون أقرب إلى السّائل، وفي حال حدث أيّ خلل في أعصاب الأمعاء تحدث عندها المشاكل، وتصبح حركة عضلات القولون غير طبيعيّة وأقرب إلى العشوائيّة السّريعة جدّاً، فيصبح فيها البراز مائيّ القوام، وفيها يعاني المريض من الإسهال لأنّ الطّعام لم يأخذ وقتاً كافياً في عمليّة امتصاص الماء منه، أمّا إذا كانت حركة العضلات بطيئة جدّاً ويكون عندها البُراز صلباً فيعاني المريض من الإمساك لأنّ الطّعام بقي وقتاً طويلاً في القولون فيمتصّ الماء فوق المعدّل الطّبيعي. (2)

أسباب الإصابة بالقولون العصبيّ

تتعدّد أسباب الإصابة بالقولون، منها ما هو معروف، ومنها ما يزال الطّب يسعى للتّوصل إليه، لكن أهمّ هذد الأسباب هي: (3)

  • العدوى الفيروسيّة: قد يُصاب الجهاز الهضمي ببعض الفيروسات التي يتم القضاء عليها، لكن أعراضها تبقى مدّة أطول، فتؤثّر على القولون وتقلّصات عضلاته الطّبيعية، وهذه الحالة تشكّل 25% من حالات الإصابة بالقولون العصبيّ.
  • التّوتر وعدم الاستقرار العاطفي: فتسميته بالقولون العصبيّ يوضّح أنّ هذا المرض يعتمد بشكلٍ أساسيّ على الحالة النّفسية التي يمرّ بها المريض، ولذلك يجب الانتباه لكل ما يؤثّر سلباً على نفسيّته وما هي الحالات الشّعورية التي تزيد عنده الألم.
  • ثقل في بعض التّركيبات الغذائيّة: قد يكون اللّاكتوز الطّبيعي الموجود في اللّبن ومشتقّاته يُتعب القولون فسيبّب خللاً في حركات عضلاته، كما هو الحال أيضاً في الفركتوز الموجود في العصائر.
  • الأدوية: قد يسبّب الاستخدام الطّويل لبعض الأدوية الإسهال أو الإمساك، كالمضّادات الحيويّة، ومانعات الحموضة، والمُسكّنات.
  • النّظام الغذائي غير المتوازن: الكثير من الأغذية تسبّب تهيّجاً في القولون؛ كالأطعمة الدّهنية، والتّوابل والأغذية التي تسبّب الغازات، ولذلك يجب الحفاظ على نظام غذائيّ متوازن يضمّ كمّاً كافياً من الألياف التي تساعد القولون في المحافظة على التّقلصات الطّبيعيّة لعضلاته.

أعراض القولون العصبيّ

يشكو مريض القولون المضطرب من آلام البطن أو تغير مفاجئ في عملية الإخراج بين الإسهال والإمساك، أو الاثنين معاً، أو زيادة المخاط في البراز، أو كلّ هذه الأعراض معاً، كما يشكو المريض من متاعب أخرى في القناة الهضمية مثل الانتفاخ، والتّجشؤ المتكرّر، وحرقان في المعدة، والغثيان، بالإضافة إلى أعراض القولون العصبيّ اختلاف الجهاز العصبيّ مثل: الهبوط، والسخونة، وسرعة ضربات القلب وعدم انتظامها، والخمول، والصّداع. (4)

مقالات ذات صلة

تشخيص القولون العصبيّ

إنّ القولون العصبي بارع في الاختباء، إذ يمكنه أن يعطي أعراض الدوسنتاريا المزمنة أو التهاب القولون التّقريحي، أو مرض كرونز بسبب وجود جيوب في القولون، أو التهاب الزّائدة الدودية، أو التهاب المرارة، أو قرحة الاثنيّ عشر والمعدة، أو تضخّم الكبدوالطّحال وآلام الكليتين واضطرابات القلب والتنفس، ولذلك تختلف الشّكوى من مريض لآخر، وأهم عناصر العلاج طمأنة مريض القولون العصبي أنّه ليس مصاب بمرضٍ خطير، مع أهميّة اعتماده على الأغذية الغنيّة، واستخدام بعض المهدئات الخفيفة، حيث إنّ هناك أنواع من الطعام تثير القولون العصبي وتجعله عرضة للإصابة بآلام حادّة مثل: البقوليات، والتّوابل، والدّهون، والمشروبات الغازيّة، كما أنّ التّدخين قد يسبّب أحياناً تهيّجاً في القولون. (5)

علاج القولون العصبي

هناك الكثير ممّن يعانون من متلازمة القولون العصبيّ والغازات ممّا يسبب لهم تعب وآلام ومغص، وفترات من الإسهال وفترات من الإمساك واضطرابات في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى سوء في الهضم وشّعور بالغثيان، والكثير من أعراض القولون والّتي تختلف من شخص لآخر. إنّ متلازمة القولون العصبيّ لا تُسبّب أي خطورة على الحياة، وكذلك لا تؤدّي مُطلقاً إلى أي مرض خطير على المدى البعيد، ومن الممكن السيطرة على كثير من هذه الأعراض المزعجة لدى الكثير من المرضى باتّباع التعليمات التالية: (6)

  • إنّ التّوتر، والقلق والاضطرابات النّفسية، من العوامل الرّئيسة التي تسبّب تهيّجاً في القولون، فينصح بالابتعاد عنهم.
  • الابتعاد عن الأغذية المضرة بالقولون أو الأطعمة الثّقيلة التي تتعب القولون وتؤدّي إلى الإمساك او الإسهال، فهي تؤثّر سلباً على عضلات القولون وتعيق حركتها الطّبيعيّة.
  • الابتعاد عن الأغذية التي تسبّب الغازات؛ كالبقوليات، والملفوف، والبصل، والخسّ، وحتّى المشروبات الغازيّة، التي توتّر القولون وتخلّ من انتظام حركة عضلاته.
  • مضغ الطّعام جيّداً لتسهيل عمليّة الهضم، والابتعاد التّام عن تناول العلك؛ وذلك لأنّها تعمل على تجميع الغازات في الجسم، وبالتّالي زيادة ألم القولون.
  • تناول الخضروات والفواكه الغنيّة بالألياف، وذلك لأنّها تساعد عضلات القولون على الالتزام بالنَّسَق الطّبيعي لحركتها، وتساعدها على حلّ مشكلتيّ الإسهال والإمساك إن وجدتا.
  • الاعتماد على الأعشاب الطّبيعية لحلّ مشاكل الهضم خاصّة، والمشاكل الأُخرى عامّة، فلا تأثير سلبيّ لها كالأدوية، وتعمل على تزويد الجسم بما يحتاجه لتسهيل عمليّة الهضم.
  • تناول الأدوية المهدئة للأعصاب في حال تفاقمت مشكلة القولون، فاللّجوء إلى الأدوية عند استعصاء المشكلة أمرٌ مهمّ للتّخلص من الآلام، ويتمّ ذلك بعد مراجعة الطّبيب ليصف الدّواء المناسب لحالة المريض ودرجة مرضه.

علاج القولون العصبي بالأعشاب

هناك الكثير من الأعشاب الطّبية التي تساعد على حلّ المشاكل الصّحية دون اللّجوء إلى الأدوية، وأهمّها للتّخلص من مشكلة القولون ما يأتي: (7)

  • الزّنجبيل: يُشرب منقوع الزّنجبيل صباحاً قبل الفطور ومساءً قبل النّوم، ويمكن أن يُحلّى بالعسل أيضاً للتّخفيف من حدّته.
  • القرع: يعتبر القرع مُليّناً للأمعاء ويساعد على التّخلص من الإمساك، ويؤكل مسلوقاً إلى جانب اللّبن، ويمكن تحليته بالعسل.
  • زيت السّمسم: أو ما يعرف بالسّيرج، وهو مُليّن للأمعاء، تؤخد ملعقة منه قبل كل وجبة لتسهيل عمليّة الهضم والامتصاص والإخراج.
  • الهيليون: يساعد على تخليص الجسم من الغازات التي تسبّب الألم والإحراج، يؤخذ مسلوقاً مرّة أسبوعيّاً لتنظيف الجسم بالكامل.
  • الزّعتر: إمّا ورقاً فيُعلك، أو محطوناً فيؤكل مع الزّيت، يتمّ الالتزام به حتّى يختفي الألم تماماً، إذ إنّ الزعتر معروف بخاصيّته العلاجيّة على قتل آلام الجهاز الهضميّ.
  • حبّ الهال: يُطحن ربع كيلو من الهال ويُخلط مع كيلو من العسل، ويؤخذ منه ملعقة بعد الأكل، بمعدّل ثلاث مرّات يوميّاً.
  • بذور نبتة الشّومر: تُغلى ملعقة من بذور الشّومر في كوب ونصف من الماء ويُشرب هذا الخليط بعد تصفيته جيّداً يوميّاً، ويستحسن أخده دافئاً كلّ ليلة، يساعد هذا الخليط على التّخلص من غازات الأمعاء وبالتّالي القضاء على الإمساك، وتسهيل عميلة الإخراج بشكل صحيٍّ.
  • الينسون: يستخدم الينسون في القضاء على القولون العصبي والتّخفيف من حدّته، فهو يعمل على تهدئة الأعصاب والتّخفيف من القلق والتّوتر، وبالتّالي يساعد على التّخفيف من حدّة هذا المرض.

نصائح لأصحاب القولون العصبي

للتّعايش مع مرض القولون، لا بدّ للمريض الالتزام بكل ممّا يأتي: (8)

  • القلق والتّوتر والضّغوط النّفسية يجب التّخفيف منها إلى الحدّ الأدنى، وإشغال وقت الفراغ بالهوايات المفيدة، وممارسة التّمارين الرّياضية باستمرار، فهي تعدّل المزاج، وتقوّي العضلات، وتعمل على إخراج الفضلات من الجسم.
  • نوعيّة الأطعمة كالحمّص، والفول، والفلافل،العدس ينتج عن هضمها كمّيات من الغازات المُسبّبة للاضرابات الهضميّة، ولذلك يتوجّب التقليل منها.
  • التّقليل من مضغ العلكة والتي تساعد على ابتلاع كمّية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ.
  • المشروبات الغازيّة بأنواعها المختلفة، حيث إنّها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون ممّا يؤدّي إلى انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي، والاعتماد على شرب ثمانية أكواب من السّوائل يوميّاً على الأقل، أهمّها الماء ثم المشروبات العشبيّة، فالأعشاب السّاخنة لها فوائد نفسيّة جسديّة خصوصاً للجهاز الهضميّ.
  • مضغ الطّعام جيّداً وعدم الإسراع في البلع.
  • تجنّب الوجبات السّريعة، والوجبات الدّسمة والوجبات التي تحتوي على كمّيات كبيرة من البهارات والفلفل الحارّ.

المراجع

(1) بتصرّف عن مقالة ما لا تعرفه عن أسرار القولون العصبي، د.جنيد محمود، إختصاصي الجهاز الهضمي والكبد، joheart.com

(2) بتصرّف عن مقالة متلازمة القولون العصبيّ، al3laj.com

(3) بتصرّف عن مقالة القولون العصبي Irritable Bowel Syndrom، 3rbdr.net

(4) بتصرّف عن مقالة أعراض القولون العصبي وطرق العلاج الممكنة، sehaonline.com

(5) بتصرّف عن مقالة القولون العصبيّ، webteb.com

(6) بتصرّف عن مقالة علاج متلازمة القولون العصبي، 3ilaj.com

(7) بتصرّف عن مقالة علاج القولون العصبي للدكتور عبد الباسط، rbdr.net3

(8) بتصرّف عن مقالة كل ما تريد معرفته عن متلازمة القولون العصبي، istiklal.jo

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى