ما هو الفيتو

كثيرًا ما نسمع في الأخبار السياسية والأمم المتحدة ما يدعى بحق الفيتو، ترفع دولة حق الفيتو أمام قرار معين؛ فكلمة فيتو هي بمعنى (أنا أعترض)(أنا أنتقد)، وهي كلمة لاتينية الأصل، وقد ظهرت هذه الكلمة بشكل كبير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

إنّ لمعظم دول العالم عضوية في الأمم المتحدة، لكن حق الفيتو لا يمنح إلّا للدول الكبرى أو ما يسمى بأعضاء مجلس الأمن الدولي، والبالغ عددهم خمسة عشر عضوًا؛ فالدول التي تحمل حق الفيتو في الأمم المتحدة خمسة وهي الولايات المتحدة الأميريكة، روسيا (الاتحاد السوفييتي سابقًا)، بريطانيا، فرنسا، جمهورية الصين. ومن الملاحظ أنّ هذه الدول هي الأكثر سيطرة على العالم، وتستخدم حق الفيتو لإبطال مشاريع كان يجب أن تقام وذلك للمنافسة فيما بينها، وإضافةً الصين لحق الفيتو وذلك لثقل هذه الدولة وتأثيرها اقتصاديًا على العالم.

وحق الفيتو هو ليس للإعتراض فقط، بل هو لإجهاض وإنهاء القرار الذي يتم الاعتراض عليه، وربما يكون هذا عيبًا على الديمقراطية المرجوة دائمًا، ولكنّ المشكلة ربما لا تكمن في القرار نفسه إنّما في طريقة اختيار أعضاء الفيتو الذين يتم اختيارهم من مجلس الأمن، وسواء أعضاء الفيتو أو مجلس الأمن فإنّه لم يتم وضعهم بانتخابات، إنّما كتشكيل قوى؛ لذا طالبت دول عديدة بإلغاء حق الفيتو، فيما طالبت دول أخرى بتعديل نظام الانتساب لحق الفيتو وضم دول كبيرة كاليابان وألمانيا والبرازيل.

ومنذ قيام حق الفيتو من عام 1945م استخدم الاتحاد السوفييتي وروسيا حق الفيتو 123مرة، في حين استخدمته الولايات المتحدة الأميريكية 76 مرة، وقد استخدمت بريطانيا حق الفيتو 32 مرة، وفرنسا 18 مرة، في حين استخدمته الصين فقط 7 مرات.

وقد كان الاستخدام المفرط للاتحاد السوفييتي (روسيا) لحق الفيتو خلال الحرب الباردة في حربها مع المعسكر الغربي، حيث عرف وزير خارجيتها أندريه غروميكو بالسيد، لا من قرارات الرفض الكثيرة التي كان يقوم بها، وقد قلت وتيرة اتّخاذ القرار بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وقيام دولة روسيا حيث استخدمت روسيا هذا القرار 4 مرات، في حين انّ منافستها أمريكا استخدمت القرار وبأغلبية عدد مرات استخدامها له كان من أجل إسرائيل، حيث أجهضت أمريكا 45 مشروع بقرار الفيتو.

وقد استخدمت أمريكا حق الفيتو برفض إدانة إسرائيل بجرائمها التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، والدفاع عنها وحمايتها، وتظهر هذا الرفض في إدانتها لعمليات الاغتيالات التي تطال قادة الشعب الفلسطيني، وأيضًا رفض إدانتها للعمليات التي تقوم بها ضد المسجد الأقصى، والوقوف في وجه القرارات التي كانت تطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان، والكثير من رفض القرارات التي تدين إسرائيل في حروبها كحرب لبنان عام 2006م وحرب غزة عام 2008م

فمن الواضح أنّ إسرائيل ليست بحاجة إلى أن تكون من أعضاء الفيتو مادامت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بواجبها على أكمل وجه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى