ما هو الاستسلام الى الله , هل تذوقت حلاوة الاستسلام لله

إنّ الإسلام في حقيقته وجوهره لا معنى له إلاّ الاستسلام المطلق لله – سبحانه وتعالى – ((إذ قال له ربه: أسلم. قال: أسلمت لله رب العالمين)).
وفي آية أُخرى يوضح معنى قوله: أسلمت لله رب العالمين..
((قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين))..
ومن ثـَمّ فحياة المسلم كلها يصح أن يقال بأنها (وقف) لله سبحانه، (وقف)!!
هو الذي يختار لها ما يختار، ولا يسع المسلم الحق إلاّ أن يبادر للتنفيذ والالتزام.. وفي سبيل ذلك:
لا بأس عنده أن يدوس على أهواء نفسه الأمّارة، بلا مناقشة ولا تسويف، ولا تلكؤ، ولا تردد. بل في رضى وفرح وانشراح..
وفي ثقة عميقة جازمة حازمة، بأن اختيار الله: هو الأفضل، والأحلى، والأرقى، والأكمل، والأقوم، والأحسن، والأصح، والأصلح..

وفي الحديث الشريف: [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لِما جئت به].
لاحظ كلمة (هواه) وكيف أنه يفترض في المسلم الحق أن يدوس على هذا الهوى في اللحظة التي يعارض فيها حكماً من أحكام الله – سبحانه وتعالى – ..

أما الذين لا يفعلون ذلك.. أما هؤلاء..
فإنهم قد آثروا أن يجعلوا الهوى إلهاً، يعبدونه من دون الله رب العالمين، كما قال – عز وجل -الاسلام الاستسلام(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه؟؟!))…!!

إنّ شأن المسلم مع الله – سبحانه – كشأن إسماعيل مع أبيه _ عليهما السلام _ ولله المثل الأعلى _ قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟
فماذا كان موقف هذا الغلام المطيع الأديب؟؟
قال ببساطة وفي رضى وبانشراح: افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين..
هكذا في طاعة كاملة وتسليم تام، وبلا فلسفة خائبة، ولا مماحكة أو جدال..
بل إنّ شأن المسلم الحق في استجابته لله – سبحانه – ينبغي أن تكون أقوى وأسرع من استجابة هذا الغلام لأبيه: طاعة تامة، وأدب جمّ، واستسلام محض، وعبودية حقيقية..

احرص على التأمُّل في قَصص القرآن ومواقف السيرة النبوية التي تجسَّدت خلالها هذه الآية بصورة عمليَّة؛ فهي أكبر عونٍ لك على فَهم هذه الآية وتذوُّق حلاوتها، ومن ثَمَّ تطبيقها، ومنها على سبيل المثال: قصة ولادة موسى -عليه السلام- وإلقائه في اليمِّ، ثم وصوله إلى قصر فرعون، وهذا في الظاهر يبدو شرًّا محضًا، فهل كان يُخشى عليه إلا من فرعون؟! ولكنها يد القدرة الإلهية الحكيمة، تُدبِّر أمر الكون، وتَحفظ أولياء الله بما يعجِز العقل البشري عن تصوُّره.

وكذلك موقف موسى -عليه السلام- مع العبد الصالح في سورة الكهف، وكيف استنكر عليه قيامه بثلاثة أمور ظاهرُها شرٌّ واضح، ولكنْ في طيَّاتها خير عميم.

وقصة يوسف -عليه السلام- مع الساقي، وطلبه له بأن يَذكُره عند الملك، ولكن الله العليم بالمصالح والمنافع أراد لنبيِّه أن يخرج في الوقت المناسب، بما يحقِّق له العز والتمكين.

وموقف المسلمين وكُرههم للخروج للقتال يوم بدر، ورغبتهم في الغنيمة الباردة (العير)، وموقف صُلح الحديبية، وغيرها كثير يحتاج إلى تدبُّر وتفكُّر، وكلها تنطق بهذه الحقيقة الواضحة: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

بذلك ينال الدرجات العلى عند الله – تعالى -:
أدبُ العبيــد تــذلـلٌ *** والعبــدُ لا يــدعُ الأدبْ
فإذا تكــاملَ ذلّــهُ *** نــالَ المــودّةَ واقــتربْ
تلك هي حقيقة الإسلام وجوهره..
وذلك هو المظهر الأجلى والأحلى لمعنى العبودية الحقة لله رب العالمين..

أيها المسلم ” المستسلم ”
1) هل أنت مسلم ” مستسلم لربك ” ” فقم بما أوجب الله عليك من حقوق الله وحقوق عباده ” وراقب نفسك في أداء العبادات التي أوجبها الله عليك من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها لتؤديها كما أمرك الله متبعا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2) هل أنت مسلم ؟ ” قد سلم المسلمون من يدك فلا تعتدي على مسلم بسفك دم أو أخذ مال أو اعتداء على عرض وقد قال صلى الله عليه وسلم ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” ادرس نفسك في هذا الموضوع وانظر في وضعك إن كنت مستسلما لله حقيقة قائما بأمر الله ورسوله منتهيا عمانهاك الله عنه .
3) هل أنت مسلم ؟ ” قد سلم المسلمون من لسانك ويدك فلا تغتاب المسلمين ولا تخاطبهم بالباطل ولا تسبهم ولا تشتمهم ولا تأكل حقوقهم وقد قال صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ” ” احفظ لسانك ويدك ”
4) هل أنت مسلم ؟ ” فلا تخون المسلم ولا تكذب عليه ولا تخذله ” وقدقال صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ”
5) هل أنت مسلم ” فلا تحقر أخاك المسلم ” وقد قال صلى الله عايه وسلم ” بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ” لا تحتقرالمسلم ولا تتكبر عليه ” ” ادرس نفسك ”
6) هل أنت مسلم ” فلا تظلم أخاك المسلم ولا تسلمه فيظلم مع استطاعتك على نصرتك ” وقد قال صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ” ” اتق الله في أخيك المسلم ”
7) هل أنت مسلم فقم بما أمرك الله ” فلا تبع من أخيك المسلم سلعة إلا بينت العيب الذي فيها وقد قال صلى الله عليه وسلم ” ولا يحل لمسلم باع بيعا فيه عيب إلا بينه له” ” بين البيع الذي تبيعه ولا تغش ”
8) هل أنت مسلم فقم بأمر الله ” فلا تهجر أخاك المسلم فوق ثلاث ” وقد قال صلى الله عله وسلم ” لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ” ” خالط أخاك المسلم وانصحه وساعده ”
9) هل أنت مسلم ناصح لأخيك المسلم ” كن ناصحا لأخيك المسلم فيما ينفعه وترك ما يضره في الدنيا والأخرة وقد بايع جرير النبي صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ” ” كيف أنت في النصيحة لأخيك المسلم ”
10) هل فرجت عن مسلم كربته وقمت معه في حاجته وسترته ؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم ” ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ” صح
11) أيها المسلم اجعل هذه الرساالة محط اهتمامك لأن من لم يقم بما أوجب الله عليه من حق الله وحقوق المسلمين بل ظلمهم في أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم فهو ” فاسق ” وليس كامل الإيمان الواجب فاتق الله وحاسب نفسك واسأل نفسك كل يوم هل سلم منك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى