ما علاج لدغة العقرب

العقارب

يمكن أن يتعرّض أيّ شخص للدغة العقرب، خاصّةً إذا ذهب إلى المناطق التي تعيش فيها العقارب (كالمناطق الجافّة والحارّة)، وتلافَى الحذر الكافي أثناء تجوّله فيها،[١] حيث تتواجدُ العقارب تحت الصّخور، وعادةً بين الحجارة أو بداخل الشّقوق والجحور، وهي تَجد في هذه الأوكار مكاناً مُناسباً للعيش؛ لأنّها بعيدة عن أشعة الشمس. يُعتَبر العقرب حيواناً من مجموعة المفصليّات، وهو من أقارب العناكب، وله زوج من المخالب الصّغيرة، وزوج من الكمّاشات الضّخمة، وأربعة أزواج من الأرجل، كما أنّ له ما قد يتراوحُ بين ستّة عيون إلى اثنتي عشرة عيناً، ويمتازُ بإبرة لاسعة كبيرة في مؤخّرة ذيله يلدغ بها أعداءه أو فرائسه.[٢]

تُعدّ لدغة العقرب سامّةً إذا وجدت الغدّة السّامة في نهاية ذيله، وتتّسم لدغات مُعظم العقارب بالسُمّية، لكن الغالبيّة العُظمى منها ضعيفة جداً بالنّسبة للإنسان، بحيث إنّها لا تُمثّل أيّ تهديدٍ لحياته، مع استثناءات قليلة ونادرة.[٣] والأثر السيّء للدغة العقرب على الإنسان البالغ يقتصرُ -في العادة- على الألم الشّديد، بحيث إنّ مُعظم النّاس قد لا يحتاجون للعناية الطبيّة من الأساس، إلا أنَّ بعض الأشخاص، خصوصاً من الأطفال الصّغار والشّيوخ الكبار في السنّ، قد يكونُون عرضةً لمُضاعفات خطرة إذا لم يتمّ اصطحابهم إلى أطباء مُختصّين بصُورة عاجلة.[٤]

أنواع العقارب السامّة

يعيش في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة نوع وحيدٌ من العقارب السّامة الخطرة على الإنسان، وهو عقربُ اللّحاء الذي يعيش في الصّحارى الجنوبيّة الغربيّة بالبلاد، وأمّا على مُستوى العالم فلا يُوجد سوى ثلاثين نوعاً تقريباً من العقارب ذات اللّدغات الخطرة من بين حوالي 1,500 نوع من العقارب تعيش في أرجاء الأرض. ومع ذلك، فإنّ ملايين النّاس يتعرّضون للدغات العقارب سنويّاً (خُصوصاً في الأماكن الريفيّة التي تفتقر للعناية الطبيّة)، حيث إنّ الموت من لدغة العقرب يُعتبر مشكلةً طبيّةً مُهمَّةً في عدّة بلدانٍ، من أهمها المكسيك والهند وبعض بلدان أمريكا اللاتينيّة والعالم العربيّ.[٤]

وبصُورة عامة، تزيد خطورة الإصابة بلدغات هذه الحيوانات مع التوجّه لمناطق بيئيّة مُعيّنة، حيث تكون العقارب أكثر من المُعتاد أو تتواجدُ منها أنواع خطرة في أماكن مُحدَّدة. وتكثر الإصابات باللّدغات أثناء التجوّل والتّخييم في المناطق البريّة؛ حيث قد تختبئ في ملابس النّاس أو بين أمتعتهم وأغراضهم. كما أنّ السّفر إلى أماكن مُعيّنة من العالم يزيد كثيراً من فُرصة الإصابة باللّدغات، عدا عن أنَّ المُسافرين قد ينقلون العقارب معهم (بين أشيائهم) من مكان إلى الآخر.[١]

أعراض الإصابة بلدغة العقرب

تكون آثار مُعظم لدغات العقارب مُقتصرةً على جزء صغير من الجسم، حيث يتعرَّضُ هذا الجزء لآثار من أوضحها الألم وارتفاع الحرارة الموضعيّة، وقد يكونان شديدين جدّاً حتّى ولو لم يبدُ على مكان اللّدغة أثرٌ واضح (مثل الاحمرار أو الانتفاخ)، كما قد يشعر المُصاب بنوعٍ من الخَدَر والوخز في المساحة المُحيطة بموضع الإصابة. عدا عن ذلك، فإنّ جسم الإنسان البالغ لا يتأثّر -على الأرجح- بأعراضٍ أسوأ جرَّاء لدغة العقرب. ولكن الأطفال والشّيوخ قد يتعرَّضُون لآثار أسوأ بكثير، ومن أهمّ الأعراض المُترتّبة على الإصابة بلدغة العقرب لهُم ما يأتي:[١]

مقالات ذات صلة
  • الألم الشّديد في المنطقة المُصابة مع التورّم والاحمرار.
  • زيادة إفراز اللّعاب في الفم.
  • زيادة في التعرّق.
  • صعوبة في التنفّس.
  • ارتفاع درجة حرارة موضع الإصابة.
  • التقيّؤ والإسهال.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • سرعة نبضات القلب أو عدم انتظام نبضاته.
  • تحرك العين و/أو الرأس و/أو الرّقبة بطريقة غير طبيعيّة.
  • انقباض وارتعاش العضلات.
  • الاهتياج والبكاء غير الإراديّ.
  • في حال إصابة الشّخص بلدغة عقرب بالسّابق، قد يُبدي جسمه حساسيّةً وردود فعل مُضاعفة من اللّدغة الجديدة.

كيفيّة علاج لدغة العقرب

من المهم بدايةً تشخيصُ لدغة العقرب لتحديد نوع السمّ وأعراض اللّدغة، وتكونُ الوسيلة المُتّبعة بالتّشخيص عادةً هي أخذ عيّنات الدم والتحقّق من تأثير السمّ على القلب والكبد والرّئة وغير ذلك من الأعضاء الوظيفيّة.[٥] ولا تستدعي الغالبيّة العُظمى من لدغات العقرب أي نوع من العلاج، لكن في حال اشتداد الأعراض، أو الاشتباه بأن اللّدغة من نوعٍ خطير، أو تعرّض طفل صغير للإصابة، سيكونُ من الضروريّ اللّجوء لأطباء مُختصّين بأسرع وقت.[٦]

العلاج الطبيّ المختص

تُستَعمل العديد من المُنتجات الدوائيّة في علاج المُصابين بلدغة العقرب، ومن أهمّها الأدوية المُسكّنة لتخفيف الألم وعلاج التشنّج العضليّ، وكذلك الحقن الطبيّة التي تُحقَنُ في الوريد لمُعالجة ارتفاع ضغط الدم، وتخفيف الاهتياج والألم على المُصَاب. أمّا اللّجوء لاستخدام ترياقٍ مُضادّ للسّم فهو أمرٌ مُختلف فيه بين العلماء المُختصّين؛ حيث إنّ البعض لا يُؤمنون بفعاليّته ويخشُون آثاره الجانبيّة (خصوصاً بالنّسبة للأنواع القديمة من هذه الأدوية)، وكذلك فإن تكلفته عالية وتوفيره للمُصَابين قد لا يكون سهلاً. تكون مُضادّات السمّ في أفضل فعاليّتها لو قُدِّمَت للمُصاب بعد اللّدغة مُباشرةً وقبل ظهور الأعراض السيّئة، ولذا فإن استعمالها الأساسيّ يكونُ وقائيّاً؛ حيث يتمّ تقديمها عادةً للأطفال الذين يُصابون باللّدغات في المناطق الريفيّة أو النّائية البعيدة عن المُستشفيات الكبيرة، ويكونُ الهدف منها حماية الطّفل المُصاب من تدهور أعراضه حتى وُصوله إلى المشفى.[٦]

إجراءات الطورئ

في حال تعرّض طفل إلى لدغة عقرب دون وجود طبيبٍ مُختص، فإنّ ثمّة عدد من الإجراءات الاحترازيّة التي قد يُساعد اتّخاذها قبل اصطحاب المُصاب إلى المستشفى، ومن أهمّها ما يأتي:[٧]

  • تعقيم المنطقة المُصابة باستخدام الكحول أو باستخدام الماء والصّابون.
  • وضع القليل من الثلج أو شيء بارد على المنطقة المُصابة لمدة عشر دقائق، بعدها يتم إزالة الثّلج لعشر دقائق أخرى، وتتكرَّر العمليّة حتى الوصول إلى المستشفى. يُساعد هذا الإجراء على إبطاء انتشار السمّ في الجسم، ويكون فعّالاً لساعتين بعد الإصابة تقريباً.
  • يجبُ عدم تقديم أيّ نوع من الطّعام أو السّوائل للمُصاب لو كانت لديه صعوبة في البلع.
  • يمكن أخذ مُسكّنات للألم إذا كان شديداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى