ما أهمية تطوير الذات للفتيات؟؟؟؟ 2019

لا شك أن تطوير الذات يحث على المشاركة الاجتماعية والتواصل الإنساني بين جميع أفراد المجتمع داخل الأسرة وفي العمل والدراسة، ويؤدي إلى مزيد من العطاء بثوب الإبداع والتميز عبر صقل المهارات واكتساب خبرات جديدة ومتنوعة.
ولأن الفتاة المسلمة هي ركيزة المجتمع في المستقبل؛ أصبحت مسألة تطوير الذات لديها واكتشاف قدراتها من أهم المسائل التي يجب الإقبال عليها؛ كي تستطيع العطاء والمواصلة والتميز في هذا المجتمع العصري المزدحم بالتطورات.
المدرب في التنمية البشرية وتطوير الذات أستاذ محمد بشارات في سياق الحوار التالي لـ”لها أون لاين” يوضح أهمية تطوير الذات للفتاة العربية المسلمة، والعقبات التي تواجهها في النأي بعقليتها عن البيئة النمطية في التفكير إلى البيئة الإبداعية.

– برأيك ما أهمية تطوير الذات للفتيات، وما الذي يمكن فعله لتنمية وتطوير الذات لدى الفتاة المسلمة؟
لا شك أن تطوير الذات مهم ليس للفتاة بحسب، بل للشباب والجيل الناشئ، أيضاً ليتمكنوا من صنع المستقبل المشرق بإبداعاتهم ومهاراتهم الراقية، وقد دعا الدين الإسلامي من بداية الرسالة الإسلامية، فحث على تطوير الإنسان المسلم والارتقاء بقدراته وتعامله مع الآخرين ومن قبل الارتقاء به في حسن الخلق.
أما على صعيد الفتيات المسلمات فالأمر يكتسب أهمية كبيرة لأبعاد متعددة، أولها: البعد السلوكي حيث يعمل تطوير الذات في هذا الجانب على تعزيز السلوك الإيجابي لدى الفتيات في التعامل مع الآخرين، عبر الكلمة الرقيقة والمعاملة الحسنة، كما وتبرز أهمية تطوير الذات من خلال البعد الوظيفي والعملي، فالفتاة تحتاج دوماً إلى تطوير ذاتها وقدراتها المعرفية والثقافية ولا سيما الارتقاء بمهاراتها الإدارية أيضاً، من أجل اكتساب مهارات وخبرات جديدة، وهو ما تعاني من افتقاده الفتاة في المجتمع الفلسطيني؛ فهي لم تأخذ دورها الرائد فيما يتعلق بموضوع تطويرها لذاتها لأسباب مجتمعية بحتة، نسعى الآن إلى التركيز على الفتاة في جوانب تطوير الذات؛ لاكتساب المزيد من الخبرات والمهارات التي تؤدي بهنَّ إلى تفريغ قدراتهنَ وخبراتهنّ إبداعات نافعة للمجتمع الذي تعشن فيه.

– باعتقادك أن ثورة التكنولوجيا العصرية وتبعاتها، ألهت الفتاة عن مسألة تطوير الذات، فباتت فقط تستقبل دون عطاء أو إبداع؟
الحقيقة لا يمكن إنكار هذا الجانب، ليس فقط على صعيد الفتاة بل على صعيد الإنسان بشكل عام، فقد أصبح متلقياً لكل ما يرسل إليه من معلومات وإعلام عبر وسائل الإعلام الموجهة، سواء الإنترنت أو الفضائيات! وهذا أثر سلبياً على مستوى الإبداع وتطوير الذات والتحدي والقدرة على التعامل مع الآخر وإثبات جدارته وكفاءته.
نحن في العالم العربي أصبحنا متلقين للعلوم الغربية، ولا بد من مواجهتها من منطلق أن الحكمة ضالة المؤمن، ليس من الخطأ التعرف على المعلومات الجديدة والراقية، لكن الأفضل تطويرها وتوجيهها بطريقة تساعد على تطوير الأداء، بحيث لا يصبح الإنسان فقط متلقي للمعلومة ومسلم بها، بل يعمد إلى وضعها على احتمال التجربة والخطأ، وأيضاً يجب أن يحكّمها إلى معيار الدين ومعرفة إذا ما كانت متوافقة مع الدين والشريعة الإسلامية وعادات وتقاليد المجتمع، خاصة في موضوع التعامل مع الآخرين في الموضوعات السلوكية فقط. أما المهارات الإدارية فهي مهارات علمية ترتكز على معلومات علمية لها أصولها العلمية التي يمكن تطويرها، ومن هنا فإن عملنا في مراكز التدريب والتطوير يرتكز على صقل وتوجيه المعلومات الإدارية تحديداً وفقاً للأصول الدينية والسلوك الوارد في السيرة النبوية المشرفة.

– من خلال تجربتك وتعاملك مع الفتيات، ما العقبات التي تواجهك في إقناع الفتاة بأهمية تطوير ذاتها ودفعها فعلياً لتنمية قدراتها ومهاراتها؟
من خلال تجربتي أؤكد لك أن الفتاة العربية، وتحديداً الفتاة الفلسطينية تعاني من نقصٍ في الثقة بالنفس، وقد تسربت إليها من خلال المجتمع الذي تعيش فيه، بالإضافة إلى عدم الدعم النفسي من الأهل، لذلك نحاول من خلال دورات التدريب التركيز على برامج تدعيم الثقة بالنفس لدى الفتيات، حتى تتمكنّ من إحداث تأثير في المجتمع.
من خلال تجربتي وجدت الكثير من النماذج لديهن مواهب راقية جداً، لكنها مكنونة لا يمكن اكتشافها إلا إذا منحناها المهارة أو الطريقة التي تنمي فيها الإبداع أو تخرجه، لكن أؤكد على أهمية دور الأهل والمجتمع في سلوكها طريق التنمية والإبداع من خلال حثها على التعليم في العلوم النافعة.

– هل من نصائح يمكن توجيهها للفتاة لتطوير ذاتها والارتقاء بقدراتها؟
عليها أولاً باتباع الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي، ففيه كل شيء، ويجب أن تنفض الغبار عن تلك الأساليب ومحاولة الانتفاع بها وتطبيقها، فهي الموجه الحقيقي والبوصلة التي يمكن أن ينطلقنّ من خلالها، فالسيرة عامرة بقصص الصحابيات وإبداعاتهن عليهن الاستفادة منها، ومن ثمَّ الاهتمام بالذات واستثمار قدراتها في تنمية مهاراتها واكتساب خبرات جديدة تساعدها على العطاء والإبداع.

– برأيك هل تقبل الفتاة الفلسطينية على الانتساب لدورات تطوير الذات؟
على الرغم من أن الاهتمام بتطوير الذات قديم جديد، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك، في الحقيقة أن هناك مشكلة في استقبال التنمية البشرية لدي المجتمع بشكل عام. فالمواطنون عند الإعلان عن دورة في تطوير الذات يبدؤون بالأسئلة عن ماهية تطوير الذات، والمجتمع الفلسطيني والعربي لديه نوع من عدم الفهم لموضوع الاهتمام بتطوير الذات، لكن يمكن مواجهة ذلك من خلال المحاضرات العامة والكتب التي توزع عبر مواقع الإنترنت الموجهة ووسائل الإعلام والفضائيات الطيبة التوجه وقد عمد د. صلاح الراشد من خلال القناة توجيه رسائل إيجابية للفتيات والشباب تحثهم وترشدهم على أساليب تطوير الذات والارتقاء بمهاراتهم إلى حيز العطاء والإبداع، ناهيك عن قراءة الكتب العلمية الخاصة بتطوير الذات والانتساب إلى مراكز التطوير والتنمية البشرية التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، فذلك يمنحها القدرة على تفجير طاقاتها واكتساب خبرات ومهارات جديدة ينمي الإبداع لديها بعيداً عن العقلية النمطية التي لا يمكن تطويرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى