ماضي الزوجة هل يغفره الزوج 2019

يظن كل الأزواج أنه من كامل حقهم معرفة ماضي زوجته، واعترافها له بكل ماضيها أياً كانت سخافاته، الأمر الذي يجعل الأمر من القضايا الاجتماعية الشائكة والحساسة التي تحدث من ورائها الخلافات الزوجية في الوطن العربي وتزيد بسببها حالات الانفصال أو الطلاق.
ويبقى التساؤل هل من حق الزوج معرفة ماضي الزوجة؟، رغم أن معظم فقهاء الدين أباحوا عدم تصريح المرأة بماضيها للزوج طالما أن الله ستر عليها أمرها، ولكن في مجتمعنا الشرقي لا يقبل الرجال أي ماضي لزوجته، وإن قبله يبقى دائماً عائقاً حقيقياً لمرور السعادة بينهما كزوجين، ويولد الشك والغيرة والريبة في نفس الزوج، مما يجعل الحياة جحيماً لا يطاق.
الاعتراف أمر مزعج نفسياً
من جانبها تقول المعالجة النفسية رضوى فرغلي، إن البوح بالماضي سواء كان من طرف الزوجة أو الزوج يمكن أن يؤدي الى إصابة الطرف الآخر بالصدمات والأزمات النفسية وبعضهم يتردد على العيادة النفسية دون تقدم في العلاج”، موضحة “أن الحالات التي نبشت في الماضي سواء كان ماضي الزوجة أو ماضي الزوج أصيبت بالانهيار وأصبحت مريضة بالوسواس القهري فلا تثق ولا تأمن لأحد وهنا نقول أن عدم الإفصاح عن الماضي يكون أفضل للطرفين خاصة إذا أثمرت العلاقة الزوجية عن أولاد، فمن مصلحة الزوجة التي سترها الله تعالى من خطيئة فعلتها قبل الزواج وتابت عنها ألا تخبر زوجها عنها لأن الإفصاح عن هذا الماضي بدون الحاجة أو ضرورة إلى ذلك يجعل الزوج يشك في سلوك الزوجة دائما ويتخيل في غيابها أنها مع شخص غيره”.
بين مؤيد ومعارض
بدورها تقول شيماء حسين “طالبة جامعية”، إذا قررت أن أخبر زوجي بأي ماضي يخصني عليَ أن أفكر جيداً ماذا سأستفيد من هذا الاعتراف، وما الذي سيستفيده زوجي، فإذا رأيت أن الأمر سيدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها سأصرف النظر فوراً عن هذا الاعتراف الذي يمكن أن يدمر علاقتي مع زوج المستقبل”.
في الوقت ذاته تقول رجوى علي “محاسبة”، أن من أكبر الأخطاء التي تقع فيها البنات هو الاعتراف بالماضي للزوج أو للخطيب بزعم أنهن يفتحن صفحة جديدة في حياتهن، ولكن لابد أن نعترف جميعاً أن الرجال خاصة الشرقيين لا يغفرون الماضي، بل ربما يؤخذ الأمر مستقبلاً ضد الزوجة ويبدأ الزوج في إذلالها بهذا الماضي، وهكذا تتدمر الحياة الزوجية بسبب اعترافات قد سترها الله من البداية، وفضحنا نحن أنفسنا وعكرنا بها صفو حياتنا”.
على الجانب الآخر، تقول منى فتحي “طالبة جامعية”، “نعم سأعترف لزوجي بأي اشياء تخص الماضي طالما أنها اشياء بريئة لا أخجل منها، والصراحة مطلوبة دائماً، فأنا أريد من زوجي أن يصارحني بكل ما يخصه من أشياء مهما كانت بسيطة، وبالتالي يجب عليَ فعل نفس الأمر معه، والحب والتسامح سيغفران أي شئ بعد ذلك طالما الثقة موجودة بين الطرفين”.
التحري عن الزوجة
في سياق آخر ترى فاطمة محمد “مهندسة””، إن واجب الزوج منذ البداية أن يتحري عمن يرتبط بها فيعرف من يتزوج بها من ناحية الاسم والأسرة والجو والبيئة التي تعيش فيها، وكيف تعيش أسرة الزوجة بين الناس فيجب على الرجل المقدم على الزواج أن يبحث عن المرأة الصالحة وكذلك الزوجة عليها أن تبحث عن الرجل الصالح المستقيم في الأخلاق والدين، فيجب على الزوج البحث والتحري عن المرأة التي يسعد بها في كل شيء لكن ليس له أن ينقب أو يفتش عما كان في حياتها قبل الزواج. وليس له الحق في مطالبة الطرف الآخر بأن يعلمه بما لم يتوصل إليه قبل الزواج من معلومات ذلك لأن الإسلام دعا إلى الستر على المسلمين وعلى مساعدتهم على الاستقامة، وبين أن التوبة تجب ما قبلها، وأن المسلم يعود إلى سابق حاله إذا ندم وأناب ورجع إلى الحق والصواب، فكل إنسان له خطاياه وله علاقته الخاصة بينه وبين الله فلا يجوز التجسس عليه أو التجسس عنه ما دام لا يضر بالآخرين”.
وبين مؤيد ومعارض تبقى القضية محل جدال، فإذا أراد الزوج من زوجته الاعتراف بماضيها لماذا إذاً لا يغفره، يجب أن نعلم جميعاً أن الخطأ صفة بشرية، ولا يوجد مخلوق معصوم من الأخطاء، ولهذا يجب علينا أن نتحلى بروح التسامح والغفران، وإلا نتوقف عن المطالبة بالاعتراف بالحقيقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى