ماذا تفعلين اذا شعرتى بالوحدة؟ 2019

إذا شعرتى أنك وحيدة ماذا تفعلين؟
هل تستسلمين للحزن والوحدة! أم تتصلين بأحد الصديقات؟
هل جربتى أن تتكلمى مع الحبيب الأعظم، وصاحب الملكوت الذي نفخ فيكى من روحه؟
هل جربتى أن تقتربى من أعتابه فى محبة، وتقولى: أشعر يا مولايَ بالوحدة.. لا تتركني.
هل جربتى أن تغمضى عينيكى في هذه اللحظة تحديداً، وتتذكرى ألطف الأوقات التي مرت عليكى؟ وأقرب الناس إليكى في لحظة صدق لطيفة.. وتمدّين يدك إلى الأعلى وتدعو لمن تحبّين بدلاً من أن تغضبى أو تحزنى لأنه لم يستطع أن يكون بجانبك في هذه اللحظة تحديداً.
هل جربتى أن تتذكرى أيضاً من كانت قسوته عليكى سبباً فى أن تفزعى إلى الله؟ لم لا تدعو له له بالهداية؟! ادعى له بالعفو بظهر الغيب.

جربى أن تفعلى هذا..

إذا شعرت بالوحدة ادعى لمن تحبين لأنّ بعدهم عنكى في هذه اللحظة تحديداً كان نداء من المولى -عز وجل- لك.. كي ينفرد بك، وليكن قلبك معه -جل وعلا- وفقط معه.

إذا لم تستطعى النوم ، ووجدتى نفسك تستيقظين ليلاً؛ لتقومى الليل وتبكي على سجادة الصلاة فى التهجد وتستأذنى على مولاك بالقرب والقبول وتطلب الأنس.
اعلمى أنه في هذه اللحظة تحديداً المولى -عز وجل- يقول لجبريل: يا جبريل إني مشتاق لصوت عبدي فأوقظه لكي أسمعه وهو يناديني و يستأنس بي..
وعندما تسجدى في هذه اللحظة تحديداً تذكرى من تحبين وادعى لهم لأنّ فراقهم لك في هذه اللحظة أتاح لك الخلوة الشريفة.. وجعل مولاك يؤنسك بنفسه ويمنحك القرب والمحبة والمودة.
فإذا ما سجدتى تشكره على الأنس بحضرته.. تذكرى أنك لست وحيدة.. هو معك في كل لحظة حتى ولو تصورتى غير هذا.. وأنّ اللحظات التي تتصوريها أنت وحيدة ليست إلا نداء من صاحب الوديعة إلى وديعته يحبّ أن يختلي بها ويستمع إليها ويريها نور أنسه الشريف.
لو كنت ممن يستأنس بحضرة صاحب الملكوت كلما شعرتى بالألم؛ فاعلمى أنك صاحبة منحة عظيمة وأن المولى -عز وجل- إذِن لك بفرج كريم وفتح جميل، وأنك من أهل الرضا -إن شاء الله- وتمنى على الله أن يجعلك عبد إحسان لا عبد امتحان.. تمنى عليه أن يأذن لك بأنسه، وتمنى عليه ألا يتركك أبداً، وأن يكتبك من السعداء الذين يقابلون الله يوم العرض عليه فيريهم موقعهم منه إذ ناداهم فأجابوا، وطلبهم فأستأنسوا به ولم يطلبوا الأنس إلا في حضرته ورضيَ عنهم ورضوا عنه.
عندها يريهم المولى -عز وجل- موقعهم من الجنة والكرم الذى يصيبهم فى دار الخلود، ثم يقول: عبدى هل رأيت فى الدنيا نصب أو تعب فيقول العبد وهو ينظر إلى مقامه: لا والله يا رب ما رأيت في الدنيا نصب أو تعب.
فتذكرى يا أمة الله مقامك عند الله في ساعات الألم والوحدة..وتذكرى أنها ليست إلا إذن بالقرب ونداء من الحبيب الأعظم لنقترب ونهاجر إلى ملكوته الرحيب.. حيث الأمان الدائم والطمأنينة الأبدية، وادعو لمن كنت بدونهم في هذه الليلة فأنت بصحبة أشرف وأكرم.. وتمنى على الله أن ياذن لهم بالقرب منه حتى إذا ما صرنا إلى دار الخلود كنا سوياً فى معية الحبيب الأعظم.. وتمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم وصحبة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وآله وأصحابه والتابعين بإحسان.
تذكرى وأنت وحيد أنه يناديك لتفزعى إليه وترتحلى إلى ملكوت طمأنينته واقتربى واشكرى لأن الودود لا يفعل ذلك إلا بمن يحبه
فتمتعى بلحظات المحبة وأحبيه وأحبى كل خلقه فى ذاته وادعى بالرحمة والمحبة لمن لم يعرف قيمة هذه اللحظات واطلب من الرحيم الكريم أن يعزنا بالإسلام والقرب والمحبة ليباهي بنا الملائكة ويفرح قلب حبيبه.. سيدنا وسيد المرسلين محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى