ماذا تعرف عن النسر

النّسر

النَّسر من الطّيور الجارحة التي تنتشر في جميع قارات العالم باستثناء القطب الجنوبيّ، وأستراليا، والجزر التي تحيط بها. تُفضل النُّسور أن تتغذى على الجِيَف بدلاََ من صيد الفرائس، وهي تأكل اللحم، والجلد، والرّيش، ولا تترك وراءها إلا العظام. وللنسور حاسة بصر حادة، ويمكنها اكتشاف وجود جِيفة على بعد أربعة أميال، وفي بعض الأنواع؛ عندما يكتشف نسر وجود جيفة يبدأ بالتّحليق فوقها، لافتاً انتباه النُّسور الأخرى لتنضّم للمشاركة في الوليمة. ويوجد ما يقرب من ثلاثين نوعاً من النُّسور التي تُصنّف ضمن مجموعتين رئيستين؛ نسور العالم الجديد، ونسور العالم القديم.[١]

نسور العالم الجديد

تعيش نسور العالم الجديد في أمريكا الشّماليّة، والجنوبيّة، والوسطى، وتتميز برأسها الخالي من الرّيش، وبوجود منخرين طويلين تفصل بينهما مسافة. كما أنّ هذه النسور لا تمتلك حنجرة، ولذلك لا تتمكّن من إصدار الأصوات إلا المنخفضة منها، كالهمهمة، والهسيس.[٢]ومن أشهر أنواع نسور العالم الجديد:[٣]
  • النَّسر الرّوميّ: (بالإنجليزيّة: Turkey Vulture)، ويُعرف علمياً باسم Cathartes aura.
  • النَّسر الأسود: (بالإنجليزيّة: Black Vulture)، ويُعرف علمياََ باسم Coragyps atratus.
  • النَّسر الملك: (بالإنجليزيّة: King Vulture)، ويُعرف علمياََ باسمSarcoramphus papa.
  • كندور الأنديز: (بالإنجليزيّة: Andean condor).
  • كندور كاليفورنيا: (بالإنجليزيّة: California condor).

نسور العالم القديم

تعيش نسور العالم القديم في أوروبا، وإفريقيا، وآسيا، وتتميز بخصائص مختلفة عن نسور العالم الجديد، فهي تبني أعشاشاً لصغارها، ولها منقار قوي بنهاية معقوفة، وأجنحة واسعة تمكّنها من التّحليق بحرية في السّماء.[٢] ومن أشهر نسور العالم القديم:[٣]

  • النَّسر الرّماديّ: ويُسمى أحياناََ النَّسر الأسود (بالإنجليزيّة: Cinereous vulture) ويُعرف علمياََ باسم Aegypius monachus.
  • النَّسر المصري: أو دجاج فرعون (بالإنجليزيّة: Egyptian vulture)، ويُعرف علمياََ باسم Neophron percnopterus.
  • نسر جريفون: (بالإنجليزيّة: Common griffon)، ويُعرف علمياََ باسم Gyps fulvus، ومن أنواعه:
    • النَّسر الهندي أبيض الظّهر (بالإنجليزيّة: White-backed vulture)، ويُعرف علمياََ باسم G. bengalensis.
    • النَّسر الهندي، أو النَّسر طويل المنقار (بالإنجليزيّة: Long-billed vulture)، ويُعرف علمياََ باسم G. indicus.
    • النَّسر أسطوانيّ المنقار (بالإنجليزيّة: Slender-billed vulture)، ويُعرف علمياً باسم G. tenuirostris.
  • نسر أذون، أو النَّسر النّوبيّ: (بالإنجليزيّة: Lappet-faced vulture أو Nubian vulture)، ويُعرف علمياً باسم Torgos tracheliotus.
  • نسر جوز النخيل: (بالإنجليزيّة: Palm-nut vulture)، ويُعرف علمياً باسم Gypohierax angolensis.
  • النَّسر أحمر الرأس: (بالإنجليزيّة: Red-headed vulture)، ويُعرف علمياً باسم Sarcogyps calvus.
  • النَّسر أبيض الرأس: (بالإنجليزيّة: White-headed vulture)، ويُعرف علمياََ باسم Trigonoceps occipitalis.

تكاثر النُّسور

النُّسُور حيوانات اجتماعيّة، وهي تصطاد ضمن السّرب الذي تنتمي إليه، وفي الليل تستقر على شكل جماعات على الأشجار، ومن المعروف عن النّسور أنّ الذكر وأنثاه يعيشان معاََ مدى الحياة، يحاول الذّكر جذب الأنثى للتزاوج باستعراض مهارته في الطّيران أمامها، ولمس طرف جناحها أثناء ذلك، وعندما يحين موعد وضع البيض تبني نسور العالم القديم عشها على الصّخور، أو الأشجار، وتستخدم العيدان لبناء العش، وقد تغطيه بالأعشاب، أما نسور العالم الجديد فهي تضع بيوضها ببساطة على الصّخور، أو في تجويف شجرة، أو تحت الشّجيرات، تضع إناث النُّسور بيضة، أو بيضتين اعتماداََ على النوع الذي تنتمي إليه، ويعمل كلا الوالدَين كفريق لحضانة وتغذية الفراخ، ويتغذى فرخ النّسر على الطّعام المهضوم جزئياََ الذي يُنقل من بلعوم الأم أو الأب إلى فمه، ويبقى الفرخ في العش لفترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور يبدأ الأبوان بعدها بتعليمه كيفية الحصول على الغذاء. يكتمل نمو ريش الفراخ ما بين الشّهر الثّالث، والسّادس، وتصبح في حجم والديها، إلا أنّ لون ريشها في هذه الفترة من العمر يكون مختلفاََ عن لون ريش الأبوين.[٢]

مكانة النّسر في الثقافات المختلفة

يُعد النّسر من الحيوانات المُختَلف عليها في الثّقافات المختلفة للشعوب، فهو يحظى بتقدير البعض، وازدراء البعض الآخر، فهو يُعد عند قدماء المصريين رمزاََ للأمومة، وجناحاه الواسعان يمثلان الغطاء الحامي للأبناء. وفي الهيروغلوفيّة يُستخدم رمز النّسر للدلالة على الأمومة، والازدهار، والحُكْم، وفي جنوب إفريقيا يُعتبر النّسر النّوبيّ رمزاً للحماية، والتّرابط، والعشق، والمحبة، والصّلة الوثيقة بين الأم والأبناء. أما في ثقافة سكان أمريكا الأصليين فقد كان لكوندور كاليفورنيا أهمية كبيرة في الأساطير، وطقوس الدّفن. وفي الهند تحظى النُّسور بالاحترام لدورها في تنظيف البيئة من الجِيَف والحيلولة دون انتشار الأمراض، وفي بعض مناطق آسيا كانت الحيوانات الأليفة النافقة تُترك في العراء لتلتهمها النُّسور، كما أن بعض الجماعات الدّينيّة مثل البارسيون (بالإنجليزيّة: Parsi) يتركون جثث موتاهم في مناطق عالية تُسمى أبراج الصّمت حتى تأتي النُّسور لتأكلها ولا تُبقي منها إلا العظم الجاف. وفي المقابل يعتبر الكثير من الناس أنّ النُّسور هي رمز الموت، وفي العالم الغربي يُنظر للنسور كرمز للجبن والأنانيّة، وتُستخدم كلمة النّسر للتعبير عن افتراس الضعفاء، والموتى.[٢][٤]

بالرغم من أنّ النّسر لا يحظى بتقدير الكثيرين، إلا أنه يجب الاعتراف بأهميته ودوره الحيويّ في تنظيف البيئة، فهو كما عرفنا طائر قمام يتغذى على الجِيَف التي لولاه لملأت الأرض، وتسببت في انتشار الأمراض مثل مرض الجمرة الخبيثة، وداء الكَلَب، ومن المعروف أنّ لحم الجِيَف تعج بأنواع البكتيريا المُمْرضة التي قد تسبب هلاك الحيوانات الأخرى، إلا أن الجهاز الهضمي للنسر قدتكيّف لتناول هذا النّوع من الطعام، فعصارته الهضمية تكون شديدة الحموضة لدرجة تكفي لقتل البكتيريا الضّارة، كما أنّ خلوّ رأس النّسر من الرّيش هو شكل آخر من التكيّف عنده، فذلك يساعد النّسر على إدخال رأسه داخل الجِيَفة بسهولة.[٥]

مقالات ذات صلة

النُّسور مهددة بالانقراض

شهدت أعداد النُّسور في قارة آسيا خلال تسعينيات القرن الماضي تناقصاً حاداً يصل إلى 95 في المئة من أعداد النُّسور، كما أنّ نوعين أو ثلاثة من نسور آسيا أصبحت من الأنواع المهددّة بالانقراض.[٤]ومن العوامل التي تؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من النُّسور، ما يلي:

  • إعطاء حيوانات المزارع دواءً يُسمى ديكلوفيناك (بالإنجليزيّة: diclofenac) وهو مضاد للالتهاب ومسكّن للألم، وعند موت هذه الحيوانات وتركها في العراء تلتهمها النُّسور، فينتقل دواء الدّيكلوفيناك من جثث الحيوانات إلى النُّسور فيسبّب لها الفشل الكلويّ، والنّقرس الحشويّ، ويؤدي إلى موتها.[٤]
  • حرص صيادي الفِيَلة في آسيا وإفريقيا على تسميم الفِيَلةبعد الحصول على العاج، وذلك لقتل النُّسور التي تتجمع لأكل جيفة الفيل، وتكشف بالتّالي عن مكان جريمة الصّيد غير المشروع.[٢]
  • تسميم المزارعين لجِيَف الماشية لقتل الحيوانات التي تتسلل للمزارع لاصطياد الماشية، مما يؤثر أيضاََ على النُّسور التي تجذبها الجِيَفة ويؤدي إلى موتها.[٢]
  • تسمم النُّسور جراء زيادة نسبة الرّصاص في دمها، وذلك عند التهامها لجيف الحيوانات التي يقتلها الصّيادون باستخدام بنادق الصّيد.[٢]
  • اصطياد النُّسور للحصول على رؤوسها التي تُستخدم في الطّب التّقليديّ.[٦]
  • التّوسُّع العمرانيّ الذي يحرم النُّسور من موائلها الطّبيعيّة، ويُعرّضها للمخاطر بسبب خطوط الكهرباء، كما أن التّوسع الزّراعي دفع بالحيوانات بعيداََ عن موائل النُّسور، مما قلل من أعداد الجِيَف المتاحة للنسور.[٦]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى