ماذا تعرف عن الكشافة ؟

الكشَّافة أكبر حركة شبابية طوعية في العالم. وهي حركة غير سياسية ومفتوحة للفتيات والفتيان معًا. وتهدف إلى مساعدة الشباب على النمو بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا ودينيًا، عبر وسائل التسلية التجريبية الحديثة. وهناك أكثر من 16 مليون كشاف في 150 بلدًا وإقليمًا. ومنذ بداية الحركة الكشفية إلى الآن يوجد مايقرب من 250 مليون كشافًا، أصبح بعضهم مشهورين.

ظلت الكشافة تنمو منذ تأسيسها عام 1907م. فتضاعفت العضوية ما بين عامي 1970 و1990م. وكان معظم هذا النمو في الأقطار النامية. وخلال الثمانينيات من القرن العشرين عادت الحركة الكشفية إلى الظهور مرة أخرى في وسط أوروبا وشرقها. وفي الأقطار الشيوعية قمعت الحكومات الحركة لعدة سنوات واستبدلت بها في معظم الأحيان حركات شبابية خاصة بها.

المحافظة على البيئة تُعد من أهم نشاطات الكشّافة. يختبر هؤلاء اليابانيون عيِّنات من الماء.
أهداف النشاط الكشفي. ليس النشاط الكشفي مجرد مساعدة كبار السن على عبور الشارع بل هو تربية للحياة، ومكمّل للمدرسة والأسرة. ويلتزم الكشاف شخصيًا بمبادئ بسيطة في الحياة، كواجبه نحو الله ثم الوطن، وواجبه نحو الآخرين، وواجبه نحو نفسه. ويتعلم الكشافة عن طريق العمل في برامج أعدت للتثقيف الذاتي، والعمل في مجموعات صغيرة، وتنمية نزعة القيادة والمهارات الجماعية والمسؤولية الفردية. وكثير من هذه الأنشطة تجعلهم على اتصال بالحياة. فيتعلمون كيف تجتمع البساطة مع الإبداع وحب الاكتشاف ورفع روح المغامرة والتحدي.

يشمل مجال النشاط الطوعي للكشاف، في مختلف أنحاء العالم، برامج الصحة والتحصين وبناء المساكن منخفضة التكلفة وزراعة الأشجار وإنتاج الغذاء ومساعدة المسنين والمعاقين ومحاربة تعاطي المخدرات. ويشترك الكشافة في برامج حماية البيئة ومحو الأمية وتدريس المهارات الوظيفية ومساعدة الأطفال. كما يساعد الكشافة في أعمال الإغاثة لضحايا الفيضانات والجفاف والزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى.

يُعد عدم توافر المياه النقية وسوء العناية بالصحة العامة مشكلتين رئيسيتين في الكثير من أنحاء العالم. ويساعد الكشافة في تنظيف مجاري المياه الملوثة. كما يساعدون في جلب إمدادات المياه النظيفة إلى القرى البعيدة. ويوضحون للآخرين كيفية تجنب المياه الملوثة.

يعمل الكشافة أيضًا مع الأصدقاء والجيران وقادة المجتمع على معالجة المشكلات المحلية والترويج للأهداف المحلية والقومية والدولية مثل: السلام العالمي والتفاهم والتعاون الدوليين.

الكشافة في كينيا بدأوا مشروعًا لغرس الأشجار عام 1979م، وقد زرعوا ما يزيد على 2 مليون شجرة في مشاتل للأشجار.

النشاطات الخلوية والاحتكاك بالطبيعة يزودان الكشَّاف بروح المغامرة والتحدي والشجاعة والعمل الجماعي.
الحركة الكشفية الدولية. حركة واسعة الانتشار، ينتمي أعضاؤها لثقافات وديانات وأعراق مختلفة. ويجتمع الكشافة من مختلف الدول كل أربع سنوات في مهرجان دولي لتبادل الأفكار والخبرات.

يدفع أعضاءَ هذه الحركة أهدافُ الحركة العالمية ومبادئُها، التي تشمل: الالتزام بالمبادئ الدينية والإخلاص للديانة التي يؤمن بها كل كشاف، وتقبّل الواجبات الناتجة عن ذلك. كما تشمل الإخلاص لبلد الكشاف مع الترويج للسلام والتفاهم والتعاون، ومسؤولية تطوير الشخص لنفسه والإسهام في تنمية المجتمع بتقدير كرامة الآخرين واحترامهم، والعمل على وحدة العالم الطبيعي. وقد وضع روبرت بادن باول مؤسس حركة الكشافة، التعهد والقانون الأصلي للكشاف. ويكيّف كل قطر التعهد والقانون الأصليين ليناسب ظروفه الخاصة. وفحوى تعهد الكشاف:

أتعهد أن أفعل ما بوسعي لكي: 1- أؤدي واجبي نحو الله ثم الوطن 2- أساعد الآخرين في كل الأوقات 3- أطيع قانون الكشافة.

والقانون الأصلي يشمل: 1- يجب احترام شرف الكشاف 2- الكشاف مخلص 3- على الكشاف أن يكون مفيدًا وأن يساعد الآخرين 4- الكشاف صديق الجميع وأخ لكل كشاف آخر 5- الكشاف كيِّس 6- الكشاف محب للحيوانات رؤوف بها 7- يطيع الكشاف الأوامر الصادرة من والديه أو من قائد الكشافة أو من رئيس الكشافة دون جدال 8- يقابل الصعوبات بوجه باش 9- الكشاف مقتصد 10- الكشاف سامٍ في تفكيره وقوله وعمله.

التنظيم
يرتدي أفراد الكشافة عامة زيًا موحدًا يختلف من بلد لآخر. وتختلف فئات العمر والبرامج أيضًا من بلد لآخر. فهي قابلة للتكيّف مع احتياجات الشباب أينما كانوا.

يبدأ نشاط الحركة الكشفية بصفة عامة فيما بين سن الخامسة والسابعة تقريبًا ببرامج أشبال الكشافة ويستمر الأعضاء في التدرج عبر مجموعات مختلفة التسمية من الكشافة والمغامرين والمتجولين إلى سن 25 عامًا أو أكثر. ولكل بلد برامج مختلفة من الأنشطة والمؤهلات. يختار الكشافة أنشطة معينة من البرنامج ويتدربون وفقًا لسرعتهم الخاصة، ويتميزون بشارات على جدارتهم في المهام والمهارات التي يتولونها.

التعليم يُعدُّ من اهتمامات الحركة الكشفية الرئيسية. وهذا كشاف بنغلادشي يدرِّس في فصل لمحو الأمية.
التنظيم العالمي للحركة الكشفية. تنسِّق الحركة الكشفية الواسعة الانتشار بوساطة التنظيم العالمي للحركة الكشفية وهو تنظيم دولي غير حكومي يتألف من تنظيمات الكشافة القومية. ويتكون التنظيم العالمي للكشافة من تنظيمات الكشافة القومية، لامن أفراد أو قوات (مجموعات) الكشافة. وهناك 131 تنظيم كشافة قوميًا داخل التنظيم العالمي لحركة الكشافة، يمثل أكثر من 16 مليون كشاف وقائد. ونجد في بعض الأقطار أكثر من جمعية واحدة للكشافة. وتنظم جمعيات الكشافة في هذه الأقطار نفسها في اتحاد قومي، حتى تتمكن من أن تصبح عضوًا في التنظيم العالمي، إذ أنه لايمكن أن يكون هناك سوى عضو واحد من كل دولة. ويعمل التنظيم العالمي عن قرب مع الاتحاد العالمي للمرشدات وفتيات الكشافة ومقره الرئيسي في لندن.

وللمنظمة العالمية للحركة الكشفية ثلاثة أقسام رئيسية هي: المؤتمر واللجنة والمكتب الرسمي.

رحلات التخييم تمنح الكشافة الفرصة لتنمية مهاراتهم البدنية والاجتماعية. هؤلاء الكشافة الكنديون يتعلمون إشعال النار في الهواء الطلق.
مؤتمر الكشافة العالمي يُعْقَد كل ثلاث سنوات. وهو الجمعية العامة للحركة الكشفية، ويتكون من جميع تنظيمات الكشافة الأعضاء. ويجب أن يلتزم كل تنظيم عضو بأهداف الحركة الكشفية ومبادئها، والحركة تعمل بوصفها منظمة مستقلة وغير سياسية وحرة.

يمثل كل منظمة مشتركة في المؤتمر ستة مندوبين كحد أقصى. ويُمكن أن يحضر المؤتمر أيضًا مراقبون مفوَّضون من قِبَل منظماتهم القومية. وتتضمن الوفود عادة القيادة العليا لكل تنظيم قومي، بما فيهم أعضاء اللجنة الدولية والأعضاء المسؤولون عن العلاقات مع التنظيم العالمي للحركة الكشفية ومنظمات الكشافة في الأقطار الأخرى.

ويهدف المؤتمر إلى دفع وحدة وتكامل وتطوير حركة الكشافة على نطاق العالم. ويشجع تبادل الأفكار والمعلومات بين الأعضاء من اللجنة العالمية ومن المنظمات الأعضاء؛ ويقوم بالأعمال الرسمية للمنظمة العالمية التي تشمل الانتخابات وطلبات العضوية والتعديلات في الدستور والقوانين.

اللجنة العالمية للكشافة. يختار المؤتمر العالمي للكشافة اللجنة العالمية للكشافة، ويفوض إليها بعضًا من سلطاته. وتجتمع هذه اللجنة سنويًا. وهي السلطة التنفيذية للمنظمة وهي مسؤولة عن تنفيذ قرارات المؤتمر العالمي، وعن التصرف نيابة عنه بين الاجتماعات. وتتكون اللجنة من 14عضوًا، يُنتخب 12منهم عن طريق المؤتمر. أما الاثنان المتبقيان وهما، السكرتير العام للتنظيم العالمي للحركة الكشفية، وأمين الصندوق فيعيِّنُهما الاثنا عشر عضوًا.

يجب أن يكون كل عضو من بلد مختلف ولا يمثل ذلك البلد بل يمثل مصالح الحركة ككل. وتعّين اللجنة أيضًا لجانًا فرعية للتعامل مع موضوعات محددة مثل: برنامج الشباب وقيادة الكبار والبحوث.

مكتب الكشافة العالمي. هو الأمانة العامة للمنظمة العالمية. وينفذ تعلميات كل من المؤتمر واللجنة. ويدير المكتب سكرتير عام تعِّينه اللجنة العالمية، ويعمل ضابطًا إداريًا رئيسيًا للمنظمة.

لقد أُسس المكتب أولاً في لندن عام1920م ثم نُقل إلى أوتاوا بكندا عام 1959م، وأخيرًا نُقل إلى جنيف بسويسرا عام 1968م. ويحتوي المكتب على هيئة موظفين مكونة من 31 شخصًا يعملون في ستة مكاتب. ويوجد المكتب الرئيسي في جنيف وهناك مكاتب إقليمية في مصر وكوستاريكا وكينيا والفلبين وسويسرا.

تقوم الأمانة العامة بعدة أعمال. وتشمل هذه الأعمال: مساعدة المؤتمرات العالمية والإقليمية واللجان العالمية والإقليمية والهيئات التابعة لها. وتقدم خدمات لتطوير الحركة الكشفية وترويجها في جميع أرجاء العالم. وتحتفظ بعلاقات مع التنظيمات الأعضاء في الحركة. وتساعدها على تطوير الحركة الكشفية في بلادها. كما تشجع على تطوير الحركة الكشفية في الأقطار التي قد توجد بها حركة كشفية، ولا يوجد تنظيم عضو في الحركة. وتشرف أيضًا على تنظيم الأحداث الدولية والإقليمية للكشافة مثل: المهرجانات العالمية والإقليمية. وتحتفظ بعلاقات مع المنظمات الدولية التي تتعلق أنشطتها بقضايا الشباب.

يمد المكتب العالمي للكشافة لجان التنظيم العالمي للحركة الكشفية بالموظفين،كما يمدها بالحملات الخاصة والجماعات العاملة. كما يساعد في تطوير برامج الشباب ويصدر رسائل إخبارية توفر الاتصال بين منظمات الكشافة القومية.

المؤسسة العالمية للكشافة. هي كيان قانوني منفصل وجزء مكمل للحركة الكشفية العالمية. ويقوم التنظيم العالمي للحركة الكشفية بمدها بجزء من الأموال الضرورية لأنشطتها وتطويرها. وتوظف المؤسسة أموال الهبات في شكل استثمارات تُدر أرباحًا تعود على المنظمة العالمية.

تطلب المؤسسة الدعم من الحكومات ومؤسسات المجتمع الاقتصادية والأفراد والحركة الكشفية على نطاق العالم. وتركز على30 دولة من الدول ذات الكيانات الاقتصادية القوية. ويرأس مجلس إدارة المؤسسة رئيس فخري. وقد كان ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر الرئيس الفخري عام 1990م. ومجلس الإدارة مسؤول عن سياسات المؤسسة وبرامجها ويتكون من 25 عضوًا، منهم رجال أعمال وقادة كشافة من أكثر من 12 قطرًا. وللمؤسسة أمانة عامة دائمة، يرأسها مدير عام مقرها في المكتب العالمي للكشافة في جنيف.

نبذة تاريخية
عُقد أول مخيم للكشافة عام 1907م في إنجلترا خلال الأيام التسعة الأولى من شهر أغسطس في جزيرة براونسي بالقرب من بولي في دورست. وقد شارك فيه 20 من الفتيان فقط في مخيم تجريبي نُظم وفقًا لأفكار روبرت بادن باول. وفي عام 1908م، نشر بادن باول كتابه الكشافة للأولاد، وقبل ذلك التاريخ كان بادن قد عُدَّ بطلاً قوميًا في بريطانيا، لدوره في الدفاع عن مافيكنج بجنوب إفريقيا أثناء حرب الإنجليز والبوير. وقد أصبح الكتاب شائعًا لدرجة أنه أدى إلى إنشاء حركة عُرفت باسم الكشافة.

بحلول عام 1909م، كانت حركة الكشافة قد تأصلت جذورها، وتُرجم كتاب بادن باول إلى خمس لغات. وبحلول عام 1910م، كانت الحركة الكشفية قد انتشرت في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

أسهمت الكشافة في بريطانيا والأماكن الأخرى في جهود حرب الحلفاء، أثناء الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م). فقد حلّت الكشافة البحرية محل خفر السواحل العاديين وسُمح لهم بذلك أن يعملوا في البحر.

عُقد أول مهرجان عالمي للكشافة عام 1920م. وأثبت أن الشباب من عدة جنسيات يُمكن أن يجتمعوا معًا ليتبادلوا الاهتمامات والأفكار المشتركة. ومنذ ذلك الوقت، عُقدت مهرجانات عالمية أخرى كل أربع سنوات.

ازدهرت الحركة الكشفية بين الحربين العالميتين في كل أنحاء العالم ماعدا الدول الفاشية والشيوعية، حيث حُظر نشاطها. لقد تولى الكشافة عدة مهام خدمات قومية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، وشملت هذه الخدمات، خدمات السعاة ومراقبة النيران وحمل النقالات وجمع النفايات. وقد كان الكشافة نشيطين في مناورات المقاومة والمناورات السرية.

أصبحت الحركة الكشفية التي بدأت بمخيم صغير في جزيرة براونسي حركة نامية واسعة الانتشار وموجودة في كل بلد تقريبًا، ومن ثم نجد أن برنامج الحركة الكشفية ناجح في المدن الداخلية الممتدة للعالم الصناعي وفي القرى الصغيرة في الدول النامية معًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى