لينا يعقوب: تغييرات الحركة الإسلامية

اسم “الحركة الإسلامية”، يتردد في السنة التي ينعقد فيها المؤتمر العام، ويظهر في فترات متباعدة مع أنشطة محدودة، تحت شعارات وبرامج معينة، أبرزها “الهجرة إلى الله” الذي يستهدف الشباب بتقريبهم إلى الدين وإبعادهم عن إغراءات الدنيا..
ما قيل في المؤتمر العام، لا يختلف كثيراً عما تم ترديده خلال السنوات السابقة..
ومع ذلك كان لافتاً أن أحد أبرز شعارات الحركة الإسلامية اختلف وتبدل جوهرياً، ليبدو أنه الجديد الوحيد هذا العام.
هل يا ترى تم الترتيب لذلك، عبر مراجعة عميقة، أم أن الأمر محض صدفة؟!
لسنواتٍ طويلة، كان هتاف الحركة الإسلامية “في سبيل الله قمنا.. نبتغي رفع اللواء.. لا لدنيا قد عملنا.. نحن للدين فداء.. فليعد للدين مجده.. أو ترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء”.
كان شعاراً، يسعى لتحفيز الشباب على الجهاد وقتال الحركة الشعبية لجنوب السودان، حينما كانت ضمن السودان الموحد..
وها هو المؤتمر التاسع للحركة الإسلامية يغير الهتاف إلى آخر.. “في سبيل الله قمنا.. ونعمنا بالإخاء.. لا لدنيا قد عملنا.. نحن في الحق سواء.. فليعد للدين مجده.. فليدم ذاك النقاء”.
كثيرون من الإسلاميين، كانوا ينشرون آراءهم ومراجعاتهم حول كيان “الحركة الإسلامية” الذي كان أيضاً مثار بحث ” حزب سياسي أم منظمة خيرية أو جهة دعوية”
لكن ما بدا، أن معظم من نشروا آراءهم، باستثناء قلة، ابتعدوا عن الحركة الإسلامية، ولن نقول النهج الإسلامي.
كان المؤمل أن تكون هذه المؤتمرات، ولما توفر لها من إمكانات، فرصة لتجديد الأفكار، وتصحيح الأخطاء، ورفد المنهج بالجديد، بدلاً عن إعلان التمسك به كما هو.
فقه الحركة الإسلامية، وما تحمله من دعوة دينية لم يكن متعارضاً مع الشارع العام والمجتمع السوداني..
فتكوين المجتمع – رغم اختلاف العادات والتقاليد – ليس بعيداًً عن تكوين المجتمعات المجاورة عربياً أو إفريقياً في “دول الشام، العراق، الخليج، مصر، المغرب العربي”
مجتمعات مسلمة ومحافظة تتخللها جماعات أكثر انفتاحاً وتحرراً.
واجهة “الدولة الإسلامية” حُكما وتطبيقاً وشعاراً، تمثل في دولتي المملكة العربية والسودان فقط، لذا لا يوجد ما يمنع من عقد المقارنات “البناءة” حول المنهج المتبع في السودان والدول الإسلامية، أوجه الشبه والاختلاف، خاصةً أنها تطبق “الشريعة” المُنادى بها، في الزواج والطلاق والميراث والاقتصاد،و…إلخ.
مع تقدم السنوات وإجراء المراجعات سيظهر ما يمكن تركه وإبداله، وما يجب الالتزام والتمسك به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى