ليلة.. انها من نوافذ بوحي..

ليلة.. انها من نوافذ بوحي..

دخلت غرفتي بآخر الليل…

وأشعلت الاضواء.. وأنا احس بخمول يعم جسدي..

يا الله … ما هذا الشعور الذي خالجني؟؟

ونظرت إليها وكأنها تناديني..

ووقفت امامها…..لسان حالي يستفهم

ماذا تريدين أيتها المرآة؟؟

وقالت لي.. مستخدمةً ملامح وجهي للحديث..

انت يامن فعل وفعل .. وقال وقال..

من انت؟؟.. ومن تكون؟؟ …لما هذه الكبرياء؟؟ لما هذا التجاهل لي؟؟

لماذا كل هذا الهجران؟؟

قالت: الآن تقفت أمامي ..

و بداخلك تشتكي هموم لا تعلمها..

وقفت برهة أنظر إلى نفسي… أُدقق في ملامح وجهي

بدى لي وكأني أراه لأول مرة في عمري..

أبعقل أن هذا انا؟.. اهذا ما يراه الناس كل يوم؟

جاوبتني .. نعم

دون أن اشعر.. نزلت دمعتي.. فأردت مسحها

فزجرتني.. وقالت: اتركها..

واستنكرت هذا الزجر وسكت استمع تعقيبها وتفسيرها لهذا.

قالت: دعها تغسل وتنظف ما بقلبك من كبرياء..

وقالت: لما لا تبوح وتفضفض ما بقلبك..

انك تحمل الكثير … وسيأتي يوما تعجز عن حمله

اطلق العنان للسانك وكلمني.. واطلق العنان لعينيك واجعلها تغسل

محياك الطاهر..

وأكملت كلامها… لكن انا وقفت عند قولها(( محياك الطاهر))

وقلت: حسبك.. محياي الطاهر…كيف؟؟

قالت: ألست مسلماً؟

قلت: بلى !

قالت: إذن..

قلت حينها: من أنتِ.. من تكونين

وبصوتٍ شجي قالت وهي تبكي: الم تعرفني !!… لا أستغرب هذا

طالما دفنتني بتصرفاتك … وحجبت نوري الساطع..

حدقت بالمرآة وقلت: من انتي… أكملي

قالت: أنا… أنا نفسك الطاهره

قلت: وما هي نفسي الطاهره ؟؟… لم اسمع بك من قبل !!

قالت: انا ايمانك أنا روحك…

فسكتت برهة وانا اسمع صوت بكائها الخافت

ثم قالت:.. انت دفنتني بمعاصيك.. وحجبت نوري بترك صلاتك وعصيان لربك

قلت بنفسي: أي نور…. فجاوبتني: نور الايمان

فأردفت: كنت أضن أني سأسابق بك مثيلاتي لنيل جنة الفردوس.. ولكن

وارتفع صوت بكائها..

قلت: لكن ماذا؟

قالت: لكن الآن اتمنى النجاة من جهنم…

حهنم!!…كان وقعها على قلبي كالصاعة… ووقفت اعيد شريط ذاكرتي

لأحصل على معنى جهنم .. وقطع شريط ذكرياتي تلك الموسيقى

ووقفت لحظات.. استمع .. وإذا هي موسيقى حزينة لم اسمع مثلها من قبل

انه البكاء المر..

وبعد برهة من الزمن… قطعت هذا الهدوء والموسيقى الحزينة

وقلت: كيف أرضيكِ… قالت: لا تطلب مني رضاء… أطلبه من خالقك

قلت: كيف؟.. قالت: النجاة.. ابحث عنها واسلك طريقها..

قلت: كيف النجاة وأين الطريق.. انا تائهٌ الآن !!

قالت: ابحث عن التوبة وتب لربك واطع اوامره..

ونظرت بالمرآة.. فإذا هي تعكس لي المصحف الذي أهداه لي والدي قبل

شهور..

وأخذته أقلبه… وقالت لي: حسبك.. انك لست طاهراً الآن..

اذهب فتوضأ..

وانزلته مكانه واخذت انظر بذهول..

قالت: أنسيت !! .. قلت: لا

قالت: نور الايمان يكاد يسطع على محياك..

اقرأ ما تيسر لك من القرآن… ولا تنسى صلاة الفجر..

قلت: الفجر…

قالت: نعم… لا تضع المنبه على وقت عملك… ضعه على توقيت صلاة الفجر

واهتم بها..

وانا لا أزال واقفاً متسمراً في مكاني

ثم قالت: إبدأ الآن..

قلت: كيف؟

قالت: توضأ واقرأ ما تيسر لك من القرآن… ولا تنسى اذكار نومك.

……..

وإذا بالمنبة يوقضني وانظر .. إن الساعة 4:45 فجراً

واقوم واتوضأ…. وأذهب من اوائل من دخل المسجد..

وأقرأ القرآن واصلي وارجع منشرح الصدر..

ودخلت غرفتي وكأني مرتعب من حدث ينتظرني في تلك المرآه

فلما نظرت… رأيت شيئ عجيب.. أنني مبتسم.. نعم لست اصطنعها كالعادة

وقالت: كم تمنيت ان يعود نوري علي محياك.. هاهو الآن

يكاد يطغى على ضوء المصابيح

…..

وذهب يومي كسائر الايام.. في العمل

لكن تغير برنامجي من معاصي إلى طاعات…

نعم انه نور الايمان….. انه يسطع على قلبي..

ذهبت تلك الضيقات في قلبي..

السعادة… في جميع لحظاتي اتذوقها… وأجدها بلا جهد ولا عناء البحث..

….

احبتي.. إن هذا شعور صورته بهذه الكلمات يردنا دائما.. ربما لا نعرفة..

إنها مراجعة النفس… هل نستفيد منها؟؟

ادعوا الله ان يرزقنا الهداية جميعاً

اللهم أرزق كل قارئ التوبة و تلك السعادة

اتمنى ان تكون اعجبتكم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى