لو كان وطنا ما تركه أحد !! .. بقلم: صلاح التوم

السودان اليوم

أرقام خيالية لأعداد المهاجرين السودانيين في شتي بقاع الدنيا ‘ وفي كل عام تزداد أعداد المغادرين عبر صالات المغادرة أو عبر البحار والمحيطات ‘ فهي هجرات شرعية وغير شرعية! ! المهم سودانيون يشجعون بعضهم البعض لمغادرة الوطن الأم ‘ ومنهم من يدفع أموال طائلة لتحقيق تلك الرغبة! !

أهدافهم وغاياتهم متعددة ولكن سببهم واحد ‘ لم يعد الوطن يسع الجميع ! !

لقد. فقد السودان في السنوات القليلة الماضية خيرة أبنائه وبناته إبتداء من العامل الماهر وحتي أعلي مستويات التخصصات المختلفة! ! وفي كل مرة السبب واحد ‘ لم يعد السودان سودانا ولم يسع الجميع! !

في كل المهاجر في بلاد الدنيا لا تعدم “السوداني” ‘ بما في ذلك إسرائيل. تجدهم يشتاقون للأهل والأصدقاء والكثير من الأشياء، لكنهم في نفس الوقت يتمنون أن لا يعودوا يوماً .

في السابق كان من يهاجر من السودانين إما رحلة للعلاج أو رحلة لتلقي التعليم ‘ وكانت من أصعب اللحظات لهم ‘ يغادرون والدموع تسيل علي خدودهم ‘ وهم في لهف وشوق لإكمال الرحلة بأسرع ما يكون رغبة في الرجوع ‘ وتلاحظهم يسجدون لله حمدا وشكرا لسلامة رجعوهم لحضن الوطن! !

ماذا حدث؟ ولم لا يطيق المواطن وطنه؟ ولم يفضلون الموت عبر عباب البحار رغبة في الوصول للمنافي البعيدة؟ أسئلة كثيرة يفرضها الواقع المعيش ‘ تجد إجاباتها عبر بعض الرسائل في منصات التواصل منها :

*سافر وسترى شعوباً غيرنا وتفهم معنى الإنسانية والحياة .

*ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم ولا أعرقهم، وستكتشف أن بلادك صفراء وليست خضراء…

*ستعلم أننا عبء على البشرية وعلى الحضارة .

*ستكتشف أنك تعيش وسط ذهنيات متحجرة و مجتمع يسبح في النفاق و ملئ بالتناقضات و الخرافات و الأساطير الخيالية.

* ستتأكد أن لا وقت ولا طاقة ولا رغبة للغرب في التآمر علينا.. نحن فقط من نتآمر على بعضنا *ستستغرب لطف سائق التاكسي والشرطي وعامل المطار أو حتى نادل القهوة. نعم هم يسعون لكسب المال بكل جد لكن ليسوا بطامعين في مال أو رشوة ، ذلك فقط دورهم الحقيقي ….

*ستتعلم احترام غيرك لتنال احترامه .وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك.

*إن عدت ، فستكون عائد زائر أو ميت لا محالة .

*لا تلوم من هجر وطنه …فلو كان وطناً ما تركه.

* لم أجد في موطني أرض الجدود والأب أي تقدير مادي وأدبي ‘ لكن وجدت ما افتقدته في غربة لا النفس راضية بها !!

* صار الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء العفيفين

وكتب أحدهم مع الاعتذار لجدنا ” عتيق” ولو بادلوك عين الحقيقة أو بالبصيرة تأملوك بالنور أو بالنار أو بي قدر ما صاغ الخيال ما كان هجروك لبلاد بعيدة وأهملوك

هؤلاء وغيرهم اختاروا طريق الهجرة والاغتراب عن الاوطان حتي وإن كلفهم هذا الطريق أغلي ما يملكون وهي أرواحهم! !

وكثير كثير من الإجابات المتعددة ‘ ولكنها تتفق في المعني ‘ أن الوطن لا يحترم المواطن ولا يقدره ‘ وأن صاحب الحظو فيه هو المنافق والفاسد والجهوي والقبلي والمطبل والجاهل ‘ ولا مكان لأحد سواهم في الوطن ! !!!

اللهم أصلح حالنا وأوطاننا

بلادي وإن جارت علي عزيزة

وأهلي وإن ضنوا علي كرام

تنبيه:

للذين يرتادون البحر بإستمرار التحذيرات بالرياح القوية و الأمواج العالية، حيث يتراوح ارتفاع الموج من ٥-٨ أقدام مع رياح شمالية غربية قوية تتجاوز ٢٥ عقدة حسب آخر الرصدات للساعات الماضية ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى