لهذا السبب (…) قرروا قتل الترابي في منزل ساتي..

بصراحته المعتادة أشعل الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي حلقة كباية شاي بحديقة التيار، إفادات نارية بشأن بدايات الإنقاذ قبل التشكل مروراً بالمفاصلة حتى الوضع الراهن، واتهامات أخرى دافع عنها .

إعتذاز

انا أعتز بشيخ حسن الترابي ومفتون به وكل شخص يعرفه كويس لايملك إلا أن يفتتن به إنتَ بتعرفو كويس كان بتعرفو ما بتلقى غير تحبو عشنا معاهو من أطفال زول خرافي . وهو من قام بالتغيير في 30 يونيو وأشرف على كل الترتيبات ونحن بصمنا عليها بأن النظام بعد سنتين ينتقل لنظام مدني لكن بعد ذلك جاء التآمر من عدد من الناس الذين أرادوا عدم تسليم السلطة وجاءت المفاصلة، وذلك لم يحدث إلا في اجتماع العيلفون وشيخ حسن كان مصراً على رأيه والرافضون لتسليم السلطة هم من وقفوا خلف المؤسسة العسكرية ولم يكن يروق لهم القرار القاضي بإعادة السلطة بعد عامين.

من الأفراد الكانوا كويسين غازي صلاح الدين وهو كان قريباً للشيخ لكن لاحقاً موقفه كان سيئاً ومخزياً بعد المفاصلة. في اجتماع كل من كانت فيهم الروح العسكرية أو العقلية الأمنية هم من كانوا يقفون ضد الرأي، الشهيد الزبير كذلك غازي لم يكن ضد الرئيس عطفاً على أن الرأي الذي خرج به الجميع في الشورى انهم مع التغيير لكن لاحقا قررو يخرجو عنه ويتم مناهضته من قبلهم، أحد المواقف إني قابلت غازي وكان مديراً للثقافة فقال لي أن الترابي قد حل الحركة فقلت له(نحن دفناهو سوا ياغازي معقول كلامك دا ما حل بل تقليص وأنت كنت شاهداً على الكلام دا والتقليص متفق عليه)، الأهم من ذلك إنه رد علي بالتالي: شيخ حسن دا لازم نجردو من كل السلطات التي يمتلكها ننزع منه الطلاب والمؤسسة العسكرية وسنفعل ذلك يوم الإثنين لنؤمن النظام . بحسب حديثه فقد ذكر نيتهم نزع المؤسسة العسكرية والطلاب والأمن الشعبي من شيخ حسن ولازم نشيلها يوم الإتنين وزاد: لازم نشيل شيخ حسن وفي اجتماع القاعة قلت لهو نحنا معاهو لأنو دا تآمر.

إبعاد الترابي

أنا كذلك قدت مبادرة أسميتها مبادرة تجديد القيادات بعد المفاصلة وهي لقناعتي إن ما حدث هو نتيجة تشبث الناس بالسلطة وتنص المبادرة على أن لا يجلس مسؤول في منصب أكثر من دورتين فقط وبدأ الشباب في التجمع حولي ولكن جلس إلي (كم كاردينال) ضمنهم الحضري، الطيب إبراهيم، السر عابدون، مجذوب الطيب، وإبراهيم عبد الرحيم وقالوا لي هذا الحديث يقف خلفه الشيخ الترابي ومسكني الطيب من يدي وقال لي شيخ حسن لو ماشلناهو يوم الإتنين الإمريكان بيضربونا الخميس، وكرر لي ذلك لو ماشلناهو بيضربونا، وأردف لي مجذوب: ما تقيف ضد القصة دي إنت شغال معاي وتسمع رأيي، حينها كنت محافظ ام درمان فقلت له أنا ماشغال معاك ورأيي هنا زي رأيك واحد وأنتم اردتم أن تقودوا معركة قذرة ضد شيخ الترابي.

أجندة

لكن ما اتضح لي أن عملية عزل الترابي خلفها أجندة إقليمية وعالمية وشيخ حسن فرَّط، وقلت له أنت أكبر مربٍّ للأفاعي وهم سوف يأذوك ويأذوا الشعب السوداني وفعلاً يوم صدرت قرارات رمضان كنا مع علي عثمان نحن ولجنة ليوفق بين الرئيس وشيخ حسن، والرئيس كان ينوي السفر إلى ليبيا في تلك الليلة وفعلاً جئنا لشيخ حسن قبل العشاء وفي تلك اللحظة بثت القرارات في التلفزيون وأعلنوا القرارات وكنا مع علي عثمان قبل القرار مايعني إنه على علم بما حدث وأجندة واضحة وظهرت مقولتي لشيخ حسن بأنك من ربيت الأفاعي مع العلم إن ماحدث في رمضان كان به تكريس للسلطة والمؤسسة العسكرية والدكتاتورية وهو عكس ما تم إقراره بإن تكون السلطة في يد الشعب السوداني وتكون المنافسة عادلة أن نعرض بضاعتنا ويقيِّمها الناس وهو ما تم الإتفاق عليه في اجتماع الشورى، والتقارير في الشورى كانت مضللة بأن الوضع يمر بمنعطف فقد ذكر لي ود الفضل وأسامة عبد الله قال إننا في جنوب السودان نجحنا في تجنيد أكثر من 60 % من الطلاب، فهذا الطريق كان مواتياً لأن ننقل عملنا للشعب ونتصالح مع الشعب السوداني من غير دكتاتورية ونشركهم معنا .

غازي

في الحقيقة موقف غازي المخزي وتراجعه لاحقاً كان نتاج قراءته الخاطئة فنحن عملنا معاً وفي إحدى المرات قابلت الرئيس فسألني عن غازي بعد انشقاقه فقلت له احترق ليموت وليس لديه مستقبل وهو كان في مكان يمكن أن يغيِّر أكثر من موقعه الحالي لكنه فرَّط بمغادرته لكن (غازي شنو البشتغل، وحزبه الآن ما يصدره من قرارات هو حزب مخترق ولا يأخذ قراراً عكس الحكومة لأنها بتجيك داخلة بي مؤسسات أمنية وغير ذلك في الحزب، لذلك ما يقدر يفرفر ويموت واقف على طولو وحزبه مخترق حتى النخاع .

أدوار

أدوار كثيرين لم تكن مؤثرة لأن الأمر كان قد حسمته المواقف والقصة دي حسمتها السلطة بآلياتها وأمنها وإجراءاتها وشيخ حسن سيق للسجن فكيف لعقل مثله يدخل السجن، لذلك فهو يتحمل الوزر فهي غلطة الشاطر بما قام به من تربية الأفاعي كما أسلفت وربَّى الداير يقتلو ويضيِّع البلد .

الشعبي حتى وفاته شيخ حسن لم يرسل لي أو يتحدث معي حتى انضم للشعبي وهو رجل محترم وقناعاتي أن المشروع هو ليس للترابي أو البشير، ذات مرة قابلني في القصر شخص يدعى حمدي من الشباب فقال لي إنت يا الجميعابي أتيت الاجتماع لتدافع عن شيخ حسن، الاجتماع كان به عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح فقلت له أنا أتيت حتى أحافظ على النظام دا، فقلت له الترابي الحكومة وضعته في السجن وفي مرة كان دايرين يكتلو لو فرفر كان حيقتلو في بيت حسن ساتي. وبقائي في المؤتمر الوطني وعدم انضمامي للشعبي للمحافظة عشان شيخ حسن يجي يلقى دولته وأحافظ عليها وهو السبب الذي جعلني لم أغادر للمحافظة على الدولة، والمشروع ليس ملك البشير كما أسلفت .

غير مرغوب

قناعتي أن المشروع اختطف وهو أراد عدم تقديم أية تجربة دموية في الحركة الإسلامية ذات مرة حضرت في منزله أيام المفاصلة عدد من الأشخاص قالوا ليهو في نصف ساعة لو داير روسينهم بنجيبها، لكنه كان يمتنع عن ذلك وكأنه يقول كفوا دماءكم، وأياديكم، كل القيادة التي خرجت عليه قالوا له بنجيب رؤوسهم لكنه رفض لرفضه تقديم تجربة دموية بأسم السلطة، مع العلم أن أغلب المؤسسات كان ولاؤها لشيخ حسن لكن عبر السلطة استمرت المجموعة وأضعفو .

الآن أنا الجميعابي بعد المفاصلة وحتى الآن شخصية غير مرغوب فيها في الحزب أنا كنت محافظاً في أم درمان ومنذ 15 سنة لا أتقلد أي منصب شوري أو تنظيمي لا في المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية. ومسؤول صندوق البنات أنا أكثر من عمَّر في جامعة الخرطوم حيث تخرجت في 10 سنوات و3 شهور وفي السنة الأولى كنت في كوبر بعد ذلك كنت أمير الدفعة الأولى في العلوم، و دخلت الاتحاد وذهبت لكلية الطب وجاءت أحداث حسن حسين تم فصلنا وبعد سنتين جينا بعد المصالحة الوطنية وكنا لبيسين ما بنشبه الناس داخل الجامعة، والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير كنت بلبِّسو البدلة وبربط ليهو الكرفتة، فلم نكن نشبه الطلاب ونلبس البدل والكرفتات والتصوير، وناس الجبهة كانوا منكوشين وكان فرق كبير جداً بيننا وبينهم، أنا كنت بجند البنات للأسباب التي ذكرتها لك وكلنا كنا كذلك في أناقتنا لكن البنات نعاملهم كويس ولحظة اقتراب الانتخابات كنا نخرج البعض منا ونمنعهم من دخول الجامعة حتى لا يشتبكوا أو يعاملوا البنات معاملة غير لائقة، أنا كنت بمسك صندوق البنات في الانتخابات الحمد لله لا ضربت زول ولا غيرو، كنت ماسك صندوق الطالبات لحدي ما اتخرجت لأني لا أنفعل ولا أشاكل ككثيرين .

تجارب قميئة

باعتباري ضمن ثورة الإنقاذ التي يعتبرها البعض كانت فترتنا فترة قمع وقوة أنا لم أفعل ذلك وحتماً هي تجربة قميئة جداً، أنا بصورة شخصية لدي عدد من التجارب ضد العنف مثلاً مع صلاح قوش فهو زميلي وكنت نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر وكنت أزور المعتقلين وكان يصدر تعليماته لهم بأنه لا أحد يعترضني في أحد المرات وجدت حاجاً عمره 80 سنة فاتصلت على قوش وقلت له والله ديل ما تفكهم لو ناموا ما يصحو تاني فطوالي قام أطلق سراحهم.

بيوت أشباح

كنا نسمع عن بيوت الأشباح وغيرها وكنا نقول لشيخ حسن ذلك بإن هناك من يتعذبوا، بعيداً عن ذلك فأيام محمد طه محمد احمد كنت أمين حركة بولاية الخرطوم وسيرت دعماً مادياً لأسرته وزرناه في كوبر لكن بعض القيادات لم يعجبها هذا وكيف أن يطالب التنظيم بإطلاق سراحه أما الحديث عن أسماء هؤلاء الذين رفضوا (فخليها مستورة زي ماقال علي الحاج) أنا لا أؤمن بأي تعذيب، كنت معتمداً في عطبرة والدامر محل المعارضة والشيوعية لم أعتقل شخصاً لأن من حق الجميع أن يقول رأيه.

علاقة الرئيس

في الحقيقة علاقتي بالرئيس البشير كانت جيدة قبل سنوات لكنها مؤخراً ليست كما تقال فكنت أصر عليه إطلاق سراح شيخ حسن وكنت أقول له أولاد دارفور ديل قاتلوا مع الحركة، وطالبته ذات مرة بفتح الحوار مع خليل إبراهيم لكن في بعض الناس حرصوا على عدم مقابلتي به لاحقاً، في أمر خليل قال لي علي الطلاق مابفتح معاهو الحوار فقلت له علي الطلاق تفتحو، لكن قضية دارفور أزَّمناها بشهوة الحكم فهم أكتر من دعموا الحكومة وأكتر ناس دعموا الحركة.

التيار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى