لغويــــــات

أهــلا بـني عـمنا أهـلا بـني الضـاد ** أهـلا وسـهلا بكم يا نـسـل أجـدادي

خـبرتكم بلسما يشـفي الجـروح كما ** خـبرتكم في الوغـى سـما عـلى العادي

لـبوا نـدائي فـإني جئت أدعـوكم ** لتـدخـلوا صفـحتـي تستطعـموا زادي

فـمن إدام أحـاديث الكـرام إلـى ** زلال شـعر بـه يـروى ظـما الصـادي

(( 1 ))

فإن لغة ً حوت خطاب الله ووسعت آياته وهو أجمل خطاب وأعظم خطاب وأشرف خطاب وأبلغ خطاب ..

فلن تضيق عن غيره من أشكال الخطاب . ولن تعجز عن التعبير فيما سواه من خطاب الإنس ..

ولذلك يخطىء عديد من الخطباء والبلغاء حينما يقول :

إن المفردات لتعجز وأن الحروف لتقف حائرة …

سوى إن كان يعني المتكلم أن العجز والقصور في كلامه هو وتعبيره هو وليس في اللغة نفسها ..

(( 2 ))

وقد كان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علما نحو النحويين فكان يقال بالبصرة:

تلا فلان الكتاب فيعلم أنه كتاب سيبويه وقرأت 1/2 الكتاب ولا يشك أنه في كتاب سيبويه.

وقد كان المبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له:

هل ركبت البحر.

تعظيما له واستصعابا لما فيه.

وقد كان المازني يقول:

من أراد أن يعمل كبيرا في النحو عقب كتاب سيبويه فليستحي .

(( 3 ))

(( هنالك ألفاظ لا تسند ولا تضاف سوى إلى الله عز وجل مثل : تبارك وسبحان ))

(( 4 ))

صرح ابن هشام الأنصاري :

قلت يوما:

تـَــرِدُ الجملة الاسمية الجارية بغير واو في فصيح الخطاب خلافـا للزمخشري كـقوله تعالى :

{ والآخرة تشاهد الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة }

فقال بعض من حضر :

تلك الواو في بدايتها !!؟

(( 5 ))

وله كذلك صرح :

قلت يوما ً، الفقهاء يلحنون في قولهم [[ البايع ]] بغير همز ،

فقال قائل (من التلاميذ) : فقد أفاد الله سبحانه وتعالى [[ فبايعهن ]] ؟؟

(( 6 ))

روي أن رجلا غرض سيبويه لينافسه في النحو فخرجت له جارية سبيويه فسألها قائلا :

أين سيدك يا جارية ؟

فأجابته بقولها :

فاء إلى الفيء فإن فاء الفيء فاء .

فقال :

والله إن كانت تلك الحالية فماذا يكون سيدها . ورجع

(( 7 ))

قيل لاعرابي:

ما تقول في الباذنجان؟

فقال:

أذناب المحاجم وبطون العقارب وبذور الزقوم،

فقالوا له:

إنه يحشى باللحم فيكون طيبا .

فقال :

لو حشي بالتقوى والمغفرة ما صلح !!

(( 8 ))

عن الأعمش أفاد:

جاء رجل إلى الشعبي فقال :

ما اسم امرأة ابليس ؟

فقال :

هذا عُرس ما شَهدِتـُــه .

(( 9 ))

النحوي وبائع الباذنجان

وصرح أيضًا: إيقاف نحويٌّ على رجل فقال: كم لي من ذلك الباذنجان بقيراط؟!

فقال‏:‏ خمسين

فقال النحوي‏:‏ قل خمسون.

ثم أفاد‏:‏ لي أكثر، فقال‏:‏ ستين.

صرح‏:‏ قل‏‏ ستون

ثم أفاد‏:‏ لي أكثر، فقال‏:‏ إنما تدور على مئون وليس لك مئون !!

(( 10 ))

متسوِّل وضليع في النحو

صرح واحد من النحاة: شاهدت رجلاً ضريرًا يسأل الناس يقول: هزيلًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا..

فقلت له: يا ذلك.. علام نصبت هزيلًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا؟!

فقال الرجل: بإضمار ارحموا..

أفاد النحوي: فأخرجت كل ما معي من أموال، وأعطيته إياه فرحًا بما أفاد.

(( 11 ))

عن الأصمعي عن عيسى بن عمر أفاد‏:‏

كان عندنا رجل لحان فلقي رجلاً مثله

فقال‏:‏ من أين جئت فقال‏:

من نحو أهلونا فتعجب منه وحسده وصرح‏:‏

أنا أعلم من أين أخذتها‏:‏ أخذتها من قوله تعالى‏ : (( شغلتنا أموالنا وأهلونا ))

(( 12 ))

متى ما كلمتك خالفتني

وعن عبد الله بن صالح العجلي أفاد‏:

أخبرني أبو زيد النحوي صرح‏:‏

صرح رجل للحسن‏:‏

ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه؟!

فقال الحسن‏:‏

ترك أباه وأخاه.

فقال الرجل‏:‏ فما لأباه وأخاه؟!

فقال الحسن‏:‏

فما لأبيه وأخيه،

فقال الرجل للحسن‏:‏

أراني متى ما كلمتك خالفتني !!

(( 13 ))

دعوا زيدًا وشأنه

يُروى أن رجلاً دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لاحَظَ أنهم “أي النحاة”

يقولون في أمثلتهم: “أتى زيدٌ “، ” ضرب زيدٌ عمرًا “، ” حاجزَّث زيدٌ عمرًا عصريًا “.. إلخ.

فشعر بضيق من هذا، وأنشأ يقول على طريق الدعابة :

لا إلى الــنَّحو جئتكم لا ولا فـــيــه أرغبْ

دعُــوا زيْـدًا وشَــأنه أينـما شـَـاء يـذهـبْ

أنا مَالي وما لامريء أبدَ الــدَّهر يُـضْربْ

(( 14 ))

نظر الفرزدق إلى شيخ من الجمهورية اليمنية فقال كأنه عجوز سبأ فقال اليماني:

عجوز سبأ خير من عجوز قريش،

تلك تحدثت:

رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين،

وهذه حمالة الحطب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى