لغز البصل !! .. بقلم: صلاح التوم// كسلا

السودان اليوم

ازداد ارتفاع سعر البصل بالأسواق المحلية تعقيدا في البلاد بصورة لم يسبق لها مثيل حيث تجاوز سعر الجوال مابين 1500/2000 ج .

ومعروف أن البصل أساس الوجبات التي يتناولها الشعب. ويعتمد عليها اعتمادا كليا خاصة وأن سواد الشعب تخلي عن ” اللحوم ” بأنواعها البيضاء والحمراء بعدما صارت للأثرياء فقط ومن المتعارف أن البصل دائما يكون متوفر لتعاقب زراعته من ناحية وعدم القدرة علي تخزينه من ناحية أخري إذ أنه من المحاصيل سريعة التلف .لكن ما يحدث الآن من ازدياد في أسعاره كل صباح وعدم توافره كالمتعاد ‘ يجعل المرء في حيرة من أمره.

الجشع والطمع تحديداً، لدى التجار المحتكرين للبصل ، وتصدير كميات كبيرة بطرق رسمية وغير رسمية خاصة وأن أكثر الولايات انتاجا للبصل هي ولايات حدودية السبب وراء هذه الكارثة الجديدة التي زادت من معاناة الشعب المغلوب ‘ إذ أصبحت ” السخينة ” التي يحارب بها المواطن شبح الجوع في ” تلتلة ” .

إن الغياب التام لرقابة الأسواق و اتخاذ الإجراءات والقرارات القضائية وتحرير الأسعار خلق فوضي عارمة وغلاء لا يطاق ووصل المواطن حد النهاية من هذه الممارسات .

إن من الطبيعي ، ارتفاع الأسعار فى عروة الموسم لكثير من المنتجات الزراعية ، لكن ليس بهذا الحد الفظيع فلم نسمع فى فترة عن وصول الأسعار إلى هذه الدرجة، بحيث يصير سعر البصلة الواحدة 10 جنيهات الأمر الذي يتطلب ضرورة قسوى لتدخل جهاز حماية المستهلك والقيام بحملات على كبار المنتجيين الزراعيين واستخراج الكميات المخزنة لأن ما يحدث حاليا هو عملية تعرف لدي التجار بمصطلح “تعطيش السوق “.

وبمناسبة ارتفاع أسعار البصل تداول المواطنون عدد من “النكات” تعكس حقيقة الأمر الواقع وأن البصل صار من العملات الصعبة أو المعادن النفيسة ‘ من تلك ” النكات ” قال أحدهم أمس في الحافلة الكمساري بدأ يطقطق لاستلام تعريفة المواصلات من الركاب في الحافلة وكان يوجد رجل كبير السن ضمن الركاب فأدخل يده في جيبه وأخرج بصلة أعطاها للكمسااري …المشكلة ليست هنا المشكلة أن الكمساري أخذ البصلة ووضعها مع الأوراق المالية ذات فئة الخمسين وقال مخاطبا الرجل الكبير : ” البصلة دي فيها كم نفر ”

إن لغز ارتفاع أسعار البصل حقيقة يحتاج إلي متابعة ورقابة إذ لا يزال هذا الارتفاع قائم ‘ وأن مبررات ارتفاع أسعاره واهية ‘ إذ يؤكد البعض أن أسبابه تصديره لدول الجوار وجنوب السودان وآخرون يبررون ارتفاعه بسبب تأخر الموسم الزراعي وظهور إنتاجه في زمن متأخر ‘ ونحن لاندري أيهما صحيح ولكن نؤكد أن الشعب يقف أمام لغز يكدر حياته وعيشته .

salahtoom@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى