لا لترشيح البشير 2020م .. بقلم: صلاح التوم/كسلا

السودان اليوم

نشطت بعض الفئات ” النفعية” في الآونة الأخيرة لإطلاق مبادرات تحت عدة مسميات لمبايعة الرئيس ودعمه للترشح لدورة رئاسية ثالثة جديدة فى انتخابات 2020 ‘ وأن يتم تعديل دستور البلاد ليفسح المجال أمام هذه الرغبة العارمة في السلطة ! !وصرح بذلك عدد من المطبلاتية الذين ينظرون لمصالحهم الشخصية ‘كتصريح أحد أعضاء ما تسمي بلجنة القيادة ” لن نسمح لأحد بالجلوس علي كرسى الرئاسة إلا بعد موت الرئيس البشير ” وتابعه أحد “المتسلقين” فى مؤتمر صحفى سابق “لو اضطررنا لحمل البندقية لأجل ترشيح البشير لن نتردد للحظة”. وكثير من مثل هذه ” الترهات ”

هذه الفئة التي تنادي وتجاهر وترقص لدعم ترشيح البشير -علي العموم- هي فئة قليلة لا تمثل سواد الشعب المغلوب علي أمره إنما تمثل أبناء وإخوان وأهل وأصدقاء الحزب الحاكم وهي فئة من مصلحتها دعم ترشيح الرئيس والدفاع عن حكمه بكل السبل – الفطام صعب- وهناك فئة ثانية هم الأرزقية والنفعيون من االجهويين وأحزاب “الفكة” وهؤلاء أصحاب مصالح شخصية “دنيئة” ‘ وهذه الفئة أيضا تسعي لمصالحها طالما فتح لها الحزب الحاكم كل أبواب الثراء والتوظيف والتوزير ‘ حتي ولو كان علي أشلاء الشعب الصابر الصامد ومصالحه العليا . أما ما يدعو للاستغراب والدهشة فئة ثالثة وهي قليلة جدا تصدر صراخا مدويا لخلو عقلها وجهلها ومعظمهم من أنصاف المتعلمين تعرفهم من أخطائهم الإملائية واللغوية علي صفحات وسائل التواصل ‘ وهؤلاء ينطبق عليهم قول : ” البغل المتابعة الخيل ” ‘ نلاحظ أن هذه الفئة رغم ما أصابها من تيه وعنت خلال ثلاثة العقود الماضية ‘ إلا أنها تنافق وتتلون وتستجدي ساداتها من ” القطط والأبقار السمان ” علهم يقتاتون من موائدهم وهم مطأطئ الرؤوس .

أخطر الفئات من الناس علي أي مجتمع هؤلاء الذين يصفقون للباطل ‘ لأنهم في الأصل لا يستطيعون الجهر بالحق ‘ لذلك تجد هذه الفئة سخرت نفسها للاستهزاء من أى شىء وكل شىء يدعو لمصلحة الوطن ‘ وكما ذكرت أن الفئات الأولي من حقها التمسك بأولياء نعمتهم حتي لا تتضرر مصالحهم . إذن هذه الفئة ما مصلحتها؟ هل بحثا عن شهرة اللايك والشير، أم أملا في مكاسب سطحية وتافهة يرجون اغتنامها ؟! ! أم هو الجهل بعينه لغياب الفكر والرؤى !! أم يا ترى هم من الذين منحوا الجنسية بدون مواطنة؟

إن المخلصين من أبناء الوطن يعملون فى صمت من أجل ، أن يخلصهم الله من هذا ‘الهم الكبير” الذي أفقر الشعب ونزع عنه كرامته ‘ في حين تجد الكثيرين من أبنائه ارتدوا ثوب الادعاء ، ادعاء الوطنية فى كثير من الأحوال، وادعاء التدين فى العديد من المواقف، يدعون أن هدفهم نصرة الدين وما هم بناصريه، وشيوخ أطلق عليهم علماء ‘ وما هم بعلماء ‘ يصدون الأمة عن إسقاط ” الباطل ” بل يبتدعون لهم الفتاوي خوفا من أن يسقطوا معهم ، وإعلاميون وبرلمانيون يدعون الوطنية وما صراخهم باسم الوطن إلا تصفية لمصالح خاصة، وأهواء فى نفس يعقوبهم ‘ وجعجعة من غير طحين….!!

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصف هؤلاء قبل مئات السنين، حينما كان مارا فى السوق ووجد رجلا يرفع «تمرة» وجدها على الأرض صارخا: «لمن هذه التمرة.. لمن هذه التمرة»، فنهره سيدنا عمر وقال له: «كلها يا بارد الورع»، أى كفاك تمثيلا ولا تشغلنا بأمر صغير عن كبائر الأمور، يشبه هذا الأمر كثيرا خط هؤلاء وغيرهم من نشطاء حملة ترشيخ البشير عبر المنابر الموجه عمدا لذلك أو عبر الـ«سوشيال ميديا» وتلاحظهم دائما يصطادون في الماء العكر ، ويضخمون أمرهم ليظهروا لكبيرهم ” الذي علمهم السحر” فى ثوب أهل الولاء وجماعة الحزب والمدافعين عن النظام ، بينما تاريخهم كله ضد مصالح الشعب والوطن وضد الحرية ‘ وهؤلاء لم يقفوا في طوابير الخبز والغاز والوقود والصرافات ‘ ولم يتذوقوا طعم المعاناة ‘ لذلك من الطبيعي لا يحسون ولا يساندون الشعب ! !

إن هذه النوعيات البشرية يطلق عليها الدين اسم ” المنافقين ” لأنها تظهر ما لا تبطن من أجل خدمة مصلحة ما ، لذلك هم كما أسلفت أخطر الفئات ‘ لأنهم يدمرون علينا حياتنا وقيمنا ، وفيهم يقول الإمام السيوطى نقلا عن سفيان الثورى قوله: «سيأتى أقوام يخشعون رياء وسمعة، وهم كالذئاب الضوارى، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام»

ف‏ليس هناك عصا سحرية لتغيير الوضع ، فالتغيير يحظى به المكافحون والله يهب الطير رزقه لكنه ﻻ يضعه له في عشه ، ﻻشيء يتحقق بالصدفة وﻻ تغيير أو نجاح بلا كد وتعب ….

خلاصة القول علينا الإخلاص لهذا الوطن – فالوطن حي والحكومات موتي – والجهر بالحق ومقاطعة الانتخابات الشكلية الصورية المحسومة نتائجها مسبقا ‘ فالوطن لا يحتمل أكثر من هذا ‘ فهو يحتاج إلى المخلصين من أولاده وبناته . ومن هؤلاء الأوفياء ينتظر الشعب أصواتهم وأقلامهم وآراءهم لتدشين حملات جماهيرية للضغط علي النظام ورموزه ورفض تعديل الدستور ورفض ترشيح الرئيس عمر البشير لولاية جديدة في 2020. فكافهم سلطة وكفانا مهانة وعذاب وجوع وفقر ! !

21نوفمبر2017م

salahtoom@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى