لا تتعصب لشيخك فإن هذا خلل في إخلاصك 2019

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع هداه إلي يوم الدين أما بعد :
فإني أنصح إخواني طلبة العلم أن يستفيدوا من هذه الكلمة فتكون نصب أعينهم حتى يسلم لهم دينهم
( نصائح وتوجيهات للمتصدرين في الدعوة )
لفضيلة الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله و وأصحابه، ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً-.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).(آل عمران/102)(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء/1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71))(الأحزاب).
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار.
أما بعــد:
أود أن أوجه نصيحة لنفسي ولإخواني السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، هذه النصيحة طبعًا بعد نصيحتهم أولًا بالإخلاص، بإخلاص العمل-لله عز وجل-، والإخلاص وإن كثرت النصيحة به والكل يعلمه، لكن ثمرته وتطبيقه قد تضعف أو تتلاشى عند بعض الناس.
ومن أهم الأمور في الإخلاص التي أريد التوجيه بها، يعني: الأهمية ليس بالإخلاص من حيث هو، الإخلاص كله مهم، ولكن الذي أريد أن ألفت نظركم إليه في الإخلاص هو: (الحرص على قبول الحق، ولزوم أهل الحق، وعدم التعصب للأشخاص).
فإنك إن وقفت وقلت والله هذا شيخنا! كيف تتكلمون فيه؟، وما قاله فلان أو فلان قاله مثلًا من باب الحسد والبغضاء!، وترد الحق بمثل هذه الأمور فراجع إخلاصك، أنت ما أنت مخلص.
لو كنت مخلصًا لله لطلبت الحق، وطلبت وجه الله، ومتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومنهج السلف، ولم تؤثر عليها شيئًا، فإن من يتعصب لشيوخه ليس مخلصًا لله، في عنده خلل في الإخلاص، فإن الإخلاص يلزمك ويوجب عليك تقديم الحق وتقديم أهله على أي شيء، الإخلاص والمتابعة، ومتابعة منهج السلف الصالح.
ثم أوصيكم: بمتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا أمر أيضًا كلنا يلزمه، ومن الأمور المهمة في متابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، أن تعلم أنه أيضًا ليس أحد معصوم إلا النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي تتبعه وهو الذي ترجع إليه وهو الذي لا تؤثر ولا تقدم عليه أحدًا، تأتي تقول له: الحق كذا، يقول: يحتمل، شيخنا يقول: كذا.
والله لو كان شيخك إمامًا في زمانه، كابن تيمية، أو أحمد بن حنبل، أو الشافعي، أو مالك، أو الأوزاعي، أو فلان وفلان من الأئمة، والله ما جاز لك أن تتعصب له، فكيف لو كان شيخك يعتبر طالب علم؟،أو قد يعتبر حتى من الفساق؟!، فهو كذوب، سارق للكلام، محرِّف للنصوص أمور كثيرة، ألا تستحي من الله-عز وجل-؟!، تتعصب لأمثال هؤلاء!، مع أنه التعصب للأئمة الكبار ما يجوز، وكانوا كلهم ينهون عن التعصب.
التعصب: هو رد الحق والإصرار على الباطل.
والتعصب: هو الرجوع لشخص وجعل الولاء والبراء عليه، أن ما يقوله حقًا وما يرده باطلًا كائنًا ما كان، هذا تعصب.
كيف أنت مسلم وسلفي، وأردت أن تلتزم الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة؟، أنت بهذا شابهت أهل البدع، فإياك وإياكم التعصب، والتزموا المتابعة للنبي-صلى الله عليه وسلم-، والتزموا المتابعة لمنهج السلف الصالح.
إذ أن المنهج الذي نقله وسار عليه السلف الصالح معصوم، إذ لا تجتمع أمتي على ضلالة، والنبي-صلى الله عليه وسلم-أمرنا بإتباع ما كانوا عليه، فهم معصومون من هذه الحيثية، فالمنهج من الأمور التي لا تقبل الاجتهاد عند الصحابة-رضوان الله عليهم-، فمنهجهم حق وإتباعهم واجب، والخروج عن مذاهبهم وعن منهجهم ضلال وابتداع في الدين.
ليس السير على منهجهم من باب الأحسن والأفضلية لا، وإنما هو من باب الوجوب واللزوم وتحريم المخالفة، كما قال الله-عز وجل-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)الذي هو سبيل الصحابة وطريقتهم(نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)(النساء/115)، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)(النساء/65)، أما أمرنا الرسول-صلى الله عليه وسلم-بلزوم منهج الصحابة؟، (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)؟.
إذا نحن وإياكم اختلفنا فالمحكم سنة النبي ومنهج الصحابة-رضوان الله عليهم-، فلزوم منهج السلف أمر واجب، أمر ضروري وكلٌ يدعي اللزوم والتمسك بمنهج السلف، ولكن حين التطبيق تجده عنده خلل وعنده بعد بل عنده مخالفة ولا يستحق أن يكون سلفيًا، فإدعاء أنك سلفي يوجب عليك العمل بذلك، والعمل بمنهج السلف والرجوع إليهم .
نسأل الله أن يثبتنا و يعصمنا من الزلل و الفتن ما ظهر منها ومابطن و أن يثبتنا على السنة
منقوا من سحاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى