كيف ينام الذئب

الذّئب

ينتمي الذّئب إلى طائفة الثّدييات، ورتبة الّلواحم، وعائلة الكلبيّات، ويُعد أكبر أنواع الكلبيّات. يوجد ثلاثة أنواع من الذّئاب، وأربعين سلالة (تحت نوع واحد) تقريباً، ولكنّ أشهرها على الإطلاق الذّئب الرّماديّ (بالإنجليزيّة: Gray wolf) المعروف علمياً باسم Canis lupus. تنتشر الذّئاب في أمريكا الشّماليّة، وأوروبا، وآسيا، وشمال إفريقيا، وتتكيّف للعيش في أماكن تصل درجات الحرارة فيها إلى خمسين درجة مئويّة تحت الصّفر، كما يمكنها العيش في مناطق حارة تصل درجة الحرارة فيها إلى (48.8) درجة مئويّة. بالإضافة للذئب الرّمادي، يوجد نوعان من الذّئاب الأقل شهرة، الذّئب الأحمر (بالإنجليزيّة: Red wolf الذي يُعرف علمياً باسم Canis rufus)، والذّئب الشّرقيّ ( بالإنجليزيّة: Eastern wolf) الذي يُعرف علمياََ باسم Canis lycaon.[١]

الذّئب الرّمادي

يتميز الذّئب الرّماديّ بأرجلِِ طويلة، وأقدام كبيرة، وصدر عميق وضيّق، وفك قويّ، وأسنان كبيرة الحجم، وحواس حادة، يصل طول الذّكر عادةً إلى مترين، من ضمنها الذّيل الكثيف الذي يصل طوله إلى نصف متر، ويصل ارتفاعه عند الكتف إلى (76) سنتيمتر، ويزن (45) كيلوغرام، بينما يكون حجم الإناث (80)% فقط من حجم الذّكور. تكون الذّئاب الرّماديّة رماديّة اللون غالباََ كما يوحي اسمها، إلا أنّ هذا لا يمنع وجود ذئاب بنيّة، وحمراء، وسوداء، أو بيضاء، في حين أنّ الأجزاء السّفليّة والسّاقين عادةََ ما تكون بيضاء مائلة للأصفر، وبشكلِِ عام تكون الذّئاب ذات الألوان الفاتحة هي الشّائعة في المناطق القطبيّة الشّماليّة.[٢]

الذّئب الأحمر

تُعدّ الأجزاء الجنوبيّة من شرق أمريكا الشّماليّة الموطن الأصلي للذئب الأحمر، وهو حيوان مهدّد بالانقراض، ويقتصر وجوده حالياََ في منطقة محميّة في ولاية كارولينا الشّماليّة. الذّئب الأحمر أصغر حجماََ من الذّئب الرّماديّ، وله فراء بلون القرفة؛ أي بني مائل للأحمر مع بعض البقع الدّاكنة على الظّهر، وله أنف عريض، وآذان كبيرة الحجم. يتغذّى الذّئب الأحمر عادة على فرائس صغيرة الحجم مثلالأرانب والقوارض، ويمكن لقطيع من الذّئاب الحمراء أن يصيد فريسة كبيرة الحجم كالغزال.[٣]

الذّئب الشّرقيّ

الذّئب الشّرقيّ ذئب صغير إلى متوسط الحجم، ويعيش في جميع أنحاء كندا، وفي الولايات المتحدة حول المسيسيبي، كما تم إدخاله إلى ولاية كارولينا الشّماليّة، يكون لون فراء الذّئب الشّرقيّ بني فاتح إلى بني مائل للأحمر، مع بعض الشّعيرات السّوداء الطّويلة التي تزداد كثافتها كلّما تقدم الذّئب بالعمر، تصطاد الذّئاب الشّرقيّة بشكلٍ فردي القوارض، والسّمور، وفأر المسك، ويمكنها بشكلٍ جماعي صيد الغزلان، والموظ، وقد تتمكن أحياناََ من اصطياد الدّببة االسّوداء.[٤]

عادات النوم عند الذّئب

من المعروف عن الذّئاب أنها ليليّة النّشاط، وهي دائمة الحركة والانتقال من مكان لآخر، ويمكنها قطع أكثر من عشرين كيلومتر في اليوم الواحد أثناء الصّيد[٢]؛ لذلك تكون بحاجة للراحة والنّوم، تبحث الذّئاب عن مكان مناسب لتنام فيه نهاراً، ونادراََ ما تنام في جحر، أو وكر، وتفضّل النوم في المناطق المفتوحة التي تتّسع لأفراد القطيع، تطوّق الذّئاب المنطقة التي تختارها قبل أن تستقر فيها لتنام على شكل حلقة، وللذئب الألفا دائماً أولوية اختيار المكان الذي يرغب بالنّوم فيه.[٥]

تشير دراسة أنّ الحيوانات المفترسة ترتاح أو تنام ما يقرب من (30%) من اليوم لتعوّض الجهد الذي تبذله أثناء الصّيد، وتستعيد قوتها، وفي ما يتعلق بالذّئاب فهي تنام عندما يكون الغذاء وفيراََ ببساطة لأنّها يمكنها ذلك، أما عندما يكون الغذاء شحيحاََ فهي تنام لأنّها تحتاج للنوم، ففي مواسم نقص الغذاء قد تمر عشرة أيام دون أن تتناول الذّئاب أي نوع من الطّعام، وتفقد خلال هذه الفترة ما بين (8-10)% من وزن جسمها، ولكن يمكنها تعويض ذلك عندما تجد طعاماََ تأكله وتخلد للراحة بعد ذلك.[٦]

تغذية الذّئاب

الذّئاب حيوانات مفترسة، ويمكنها صيد الكثير من الحيوانات، مثل: الفئران، والطّيور، والماعز، والخِراف، والغزلان، والموظ، وثيران المسك. تصطاد الذّئاب بشكلٍ جماعي، وتُركّز غالباََ في صيدها على الفرائس السّهلة؛ كالصّغار، أو المرضى، أو الأفراد الأكبر عمراََ التي فقدت قوّتها، تمتلك الذّئاب فكوك قويّة تمكنها من اختراق جلد الحيوانات بسهولة وكسر عظامها الصّلبة، كما أنها سريعة الحركة؛ إذ تصل سرعتها أثناء الصّيد إلى (62) كيلومتر في السّاعة، عندما تصيد الذّئاب صيداََ وفيراََ فهي تأكل بقدر ما تستطيع، لأنها تدرك أنها قد لا تجد طعاماََ قبل مرور عدة أيام.[٧]

مقالات ذات صلة

الحياة الاجتماعيّة

يتكون قطيع الذّئاب عادةََ من (8-9) أفراد، ويضم الذّكر، والأنثىالمسيطرَيْن (الألفا) وصغارهما؛ إلّا أنّ هناك قطعان تتكون من أعداد أكبر من الأفراد قد تصل إلى (20-30) فرد. يتولّى قيادة القطيع الذّكر والأنثى الألفا اللذان يتمتعان بمهارات قياديّة، والقدرة على تنظيم عمليات الصّيد. تعيش الذّئاب ضمن مناطق إقليميّة تُحدّد حدودها بالرّوائح التي تفرزها، وأيضاً بالنّباح. تتواصل الذّئاب في ما بينها باستخدام بعض الإشارات، فهي تُبرِز أسنانها مع إصدار هرير كنوع من التّهديد، وترفع ذيلها عالياً للتعبير عن القلق أو الاهتمام، وتخفض الجسم والذّيل كعلامة على الخضوع، كما أنّها تُسطّح آذانها وتُرجعها للخلف أيضاً للدلالة على القلق، وتترك الذّئاب رائحة البراز والبول على الصّخور والأشجار كرسالة للذئاب الأخرى، كما أنّها تتواصل بإصدار العديد من النّغمات الصّوتيّة؛ كالنّباح، والهرير، والأنين، والنّشيج، والعواء. تعوي الذّئاب لأسباب مختلفة، فهي تعوي لتجميع القطيع للصيد وإثارة الحماس، وعند الاستيقاظ من النّوم، وعند اللعب، وكنوع من الإعلان عن قوّة القطيع وحجمه، وإبعاد وتحذير الذّئاب الأخرى، وكنوع من الاحتفال، وللمتعة، أمّا العواء الجماعي الذي يتكون من عدة أصوات ونغمات مختلفة فيُعتقَد أنّه يهدف لتعزيز الرّوابط الاجتماعيّة بين أفراد القطيع.[٧]

تتزاوج الذّئاب ما بين شهري شباط، ونيسان، ومن المعروف أنّ الذّئاب المُسيطِرة (الألفا) هي فقط التي يمكنها التّزاوج، وإنجاب نسل خاص بها، تلد الأنثى ما بين (1-11) جرواً؛ إلّا أنّ متوسط عدد الجراء يكون خمسة أو ستة في البطن الواحد، بعد فترة حمل تستمر ما يقرب من شهرين، تلد الأم في وكر، أو شق صخرة، أو جذع شجرة، وتتولّى الأم وبعض الإناث إرضاع الجراء، تُفطَم الصغاربعد (6-9) أسابيع من ولادتها، وتبدأ بتناول اللحم الذي يمضغه لها أحد أفراد القطيع، وبعد ذلك بعدة أسابيع تُنقَل الجراء من الجحر لتلتحق بالبالغين، يتولّى جميع أفراد القطيع مهمة العناية بالجراء وتعليمها طرق التّواصل البصريّ، واللّمسيّ، والسّمعيّ، وعند بلوغها ستة أشهر يمكنها المشاركة في الصّيد ومتابعة القطيع في حركته المستمرة، وعند بلوغ الذّئب عمر الثّانية يُصبح بالغاََ، ويمكنه أن ينفصل عن القطيع ويبحث عن منطقة خاصة به، وقد يؤسس قطيعاََ خاصاََ به ويكتسب الحق بالتّزاوج، ومن المعروف عن الذّئاب التي تنفصل عن قطيعها أنّها قد تقطع مسافة (886) كيلومتراََ، وقد يبقى بعض الصّغار مع القطيع ويَحِلّوا في النّهاية محلّ الأم والأب.[٢][٧]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى