كيف يمكننا مواجهة القلق والتغلب عليه؟ 2019

العوامل المسبّبة للقلق موجودة باستمرار، على الدوام. ولكن، ماذا يحصل عندما يتحوّل القلق إلى جزء من حياتنا اليوميّة؟
ماذا لو كان القلق والخوف يسيطران على حياتنا اليومية ويسببان التوتر في العائلة؟ كيف نستطيع التمييز بين درجة قلق طبيعية وبين القلق العام وكيف يمكن ان ننجح في تهدئة انفسنا قليلا؟ قلق عام ام رد فعل طبيعي؟

هنالك اشخاص كثيرون يمضون غالبية ايامهم في وضع تساؤلات بصيغة “ماذا يحدث لو…؟”. فالخوف من الموت او من الامراض يلازمنا في بعض الاحيان، ولكن غالبا ما نستمر في ممارسة حياتنا غير مبالين بهذه المخاطر. ولكن، ماذا لو كنا نحيا في منطقة مليئة بالمخاطر؟ بحيث يجب ان تتميز حياتنا بالتاهب الدائم؟ الخوف من صافرات الانذار والحاجة الدائمة الى معرفة الاماكن الامنة؟
كثيرون من الاشخاص الذين يعيشون في مناطق خطرة يعانون من القلق العام. قد يكون هذا القلق مبررا، ولكن لا يمكن ان تكون طبيعية بهذا الشكل. كيف يمكن، مع هذا، التعامل مع وضع امني او غيرها من تلك الاوضاع غير بسيط، واستكمال حياتنا بشكل طبيعي؟
القلق بشكل عام:
القلق العام هو اضطراب القلق الذي يتميز باحساس دائم بالقلق في ما يتعلق بالعديد من الامور في مجالات حياتية مختلفة: تعليمية، مهنية، اقتصادية، صحية، زوجية، امنية وغيرها. القلق العام المؤثر يظهر باربعة مستويات اساسية في حياتنا:

المستوى العاطفي: احساس متكرر بالضائقة، التوتر، الاضطراب، القلق والاحساس بان امرا سيئا على وشك الحدوث.
المستوى التفكيري: التفكير الدائم بالمخاطر، المصائب والمشاكل بحيث يميل التفكير بشكل عام لان يكون متطرفا.
المستوى الجسدي: قد يظهر القلق والافكار بصورة جسدية كالم في البطن، جفاف في الفم، تعرق ورجفة.
المستوى السلوكي: يميل الاشخاص المصابون بالقلق العام الى الامتناع عن، او منع الاخرين من، القيام بفعاليات يعتبرونها خطيرة، ويعملون على الحد من المخاوف بصورة تشمل محادثات مستمرة مع ابناء العائلة والاشخاص المحيطين.

كيف يمكن التغلب على القلق العام؟
قد تكون حياتنا مليئة بالاحداث المولدة للضغوطات، ومن الواضح ان علينا ان نكون حذرين وان نحافظ على انفسنا وعلى اقاربنا قدر المستطاع. ولكن مع هذا، فان الافراط في الحذر، وهو ما يجعلنا متوترين بنسبة 100% من الوقت بشكل يضغط الاشخاص المحيطين بنا، والذي قد يؤدي في نهاية الامر الى الحد من العفوية والمتعة ويحول حياتنا التي نحارب من اجل الدفاع عنها – يجعل حياتنا مليئة بالمخاوف. فماذا علينا ان نفعل؟

يجب الامتناع عن الامتناع: علينا تحديد الفعاليات اليومية والحالات التي نمتنع عنها – ونبدا بتعريض انفسنا لها تدريجيا. مثلا، محاولة التقليل من الاتصالات المتكررة. في بداية الامر قد تزيد هذه التغييرات من القلق على المدى القريب، ولكن مع الوقت يترسخ الشعور بان المتعة الناتجة عن ذلك تستحق المخاطرة (او الاحساس بالمخاطرة).
تقنية تهدئة ذاتية: اليوغا، التامل والخيال الموجه – تعتبر تقنيات ناجعة للتهدئة الذاتية التي قد تساعد في حالات القلق، او في الحالات المثيرة للقلق.
تطوير وبناء نظرة نسبية للامور: القول سهل، بينما الفعل صعب. لذا، عندما لا تشعرون بالقلق، حاولوا تحديد نقاط الفشل ومواضع المبالغة في تفكيركم وفي تقييماتكم.
الاصغاء للاشخاص المحيطين بكم: قد يكون القلق مبررا بنظركم، الا ان الاستشارة الصريحة للاشخاص المحيطين بكم قد تقدم لكم زاوية نظر مختلفة وتلفت نظركم الى مجالات قد تكون مما يثير قلقا شديدا لديكم.
التوجه لتلقى العلاج: ليس من السهل التحكم بالاحساس بالقلق، خاصة عند الحديث عن حالة يكون فيها القلق العام ملازما للشخص لفترة متواصلة بحيث يصبح القلق جزءا من حياته. العلاج النفسي يعتبر احدى الادوات الهامة للتعامل مع القلق ولمعالجته. من خلال العلاج نستطيع تحديد الانماط السلوكية والفكرية التي تكرس القلق او تزيده ، ونعمل على معادلة وتغيير هذه الانماط، نستطيع فهم مسببات القلق وبواعثه وتعزيز القدرة على التعامل مع المخاوف ومواجهتها دون التاثير على انظمة الحياة اليومية، الشخصية والعائلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى