كيف تحاورين زوجك؟؟؟ 2019

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

هل أنت متزوجة ؟

دخلت إليّ في مكتبي تمشي على استحياء قالت بتلطف زائد وتبسم رقيق : هل تسمحين يا عمري ؟ ثم أضافت بصوت خفيض : لو تتكرمين … وما زالت تتجمل في الطلب حتى ظننت أنها ستطلب أحد أولادي , أخيرا قالت : أحتاج لاستخدام الهاتف لو أمكن , قلت : حبا وكرامة , دونك فتفضلي , أخذت الهاتف وبدأت بطلب الرقم وفي أثناء ذلك بدأت ابتسامتها تختفي وحلت محلها عقدة على الجبهة , ثم قالت بلهجة حادة وصوت مرتفع : ( وينك ؟) ثم أضافت آمرة , ( هيا ) ولم تزد , وإثناء وضع السماعة , عادت ابتسامتها تزين محياها , وشكرتني بنفس التلطف الذي استأذنت به منذ برهة , وسلمت تريد الخروج , قلت : هل تأذنين لي بسؤال ؟ قالت : بكل سرور , دعوتها للجلوس , ثم قلت , يغلب على ظني أن الذي كلمتِه آنفا هو زوجك , قالت ضاحكة : نعم , قلت مداعبة : هل أنت غاضبة عليه إلى هذا الحد ؟ قالت باستغراب : لا أبدا , لماذا تظنين ذلك ؟ قلت : اسمحي لي أن أتدخل بأمر قد تعتبرينه من خصوصياتك , رحبت واستراحت في جلستها استعدادا للحوار , قلت : أولاً لم تسلمي عليه , ولم تسألي عن حاله ؟ وبدلا من ذلك بادرته بسؤال استنكاري وبلهجة حادة , وكنت في غاية التلطف معي قبل قليل , والحقيقة أنه إن كان هناك من يستحق هذا التلطف والتودد قبل غيره فهو الزوج , ضحكت كثيرا وقالت : لم أعتد على ذلك . تعودت أن أخاطبه هكذا وهو تعود أيضا على هذه الطريقة , ذلك أني لو دللته فسوف يطلب المزيد بل ربما كافأني بالجفاء ! قلت : ومن أين لك بأنه سيفعل ؟ هل جربت ؟ عادت تضحك , قالت : لا أدري كل ما في الأمر , أننا ما اعتدنا ملاطفة أزواجنا , قالت ذلك ونظرت إلى رفيقتها التي أيدتها بنظراتها , وأضافت الرفيقة : كما شاهدنا أمهاتنا , إنه أمر ورثناه كابرا عن كابر , وتضاحكت الفتاتان .

قلت : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون , قالت : شيء من هذا القبيل , قلت : يا بنية , ما كان يسع أمهاتنا لم يعد يسعنا , لقد اختلف الزمان , كان الرجل يخرج من بيته صباحا ثم يروح إليه مساء لا تلمح عينه صورة امرأة , ولا تلتقط أذنه حديثها , فإذا عاد إلى بيته رضي بامرأته دون سائر النساء , لكن الرجل اليوم يرى النساء وهو في بيته , ويراهن في الأسواق , في القنوات الفضائية وعلى أغلفة المجلات والصحف وعبر الإنترنت , يراهن أشكالا وألوانا , ويسمع كيف يتعاملن مع أزواجهن ويتحدثن معهم , وكيف تطلب بعضهن ما تريد بكثير من الدلال والتلطف مما تعلمين وتشاهدين , وهو يقارن بينك وبينهن , ألا تخشين ألا تكون المقارنة في صالحك ؟ ألا تظنين أنه يتمنى لو كنت كإحداهن توددا وترفقا ؟ وأنت لا ينقصك مثل هذا الفن , فقد قدمت الدليل والبرهان على ذلك منذ قليل .

عدت أسألها : بماذا تظنين أن زوجك يفكر عندما يرى رقمك في هاتفه ؟ ضحكت وقالت سيفكر أنه تأخر في موعده , سألت : وماذا سيتوقع ؟ قالت : سيتوقع ما سمعتِ , قلت : وهل تظنين أن رؤية اسمك على شاشة جواله سوف تسره ؟ احتارت ولم تجب , قلت : اعذريني , ربما أكون قد أثقلت عليك , لكني سأسألك , كيف سيكون شعوره إذا رآى اسمك وهو يتوقع أن تبادريه بتحية لطيفة ثم سؤال ودود عن حاله وأخباره و ( عساك بخير يا عمري ) فماذا لو كلمته بمرح , وقلت مثلا : هل يستطيع ( زوجي الحبيب ) أن يأتي لأخذي الآن ؟ قالت : سيسعد بالتأكيد عندما يرى اسمي , قلت بعض الأزواج يحفظون أسماء أزواجهم بألقاب كريهة مثل : الحنّانة والنكدة والحكومة , وبعضهم يحفظونه مع صورة قلب أو وردة جميلة فمع أي الفريقين تفضلين أن تكوني ؟ سكتت لحظات ثم قالت : ولكنه قد تأخر علي , قلت : كم تأخر عشر دقائق ؟ خمس عشرة دقيقة ؟ ليس هذا هو المهم , لقد تأخر وانتهى الأمر , ربما يكون له عذر وأنت تلومين , تستطيعين القول : هل نسيني ( فلان ) وتخاطبيه بأحب الأسماء إليه , أو تخترعي له اسم دلال لا يناديه به غيرك , يمكن أن تقولي بتدلل : ألم تشتق إليّ , إن التعامل مع الزوج فن تكتسبين به قلبه , ومن جهة أخرى فهو مورد أجر كبير ألم يجعله الرسول صلى الله عليه وسلم يعدل الجمع والجماعات والجهاد في سبيل الله ؟

قالت : لو عاملته بهذا الدلال , سيظن بي الظنون , سيقول بأني حدث لي شيء , وربما لا تعجبه هذه الطريقة , قلت : بل ستعجبه , تدرجي باستعمالها وسيفرح بها وتنقلب عليك وعلى أسرتك سعادة وهناء , قالت : ولكنه لا يتعامل معي بهذه الطريقة التي تصفين , قلت : ربما يتعلم منك , وإذا سمع الكلام الطيب الذي يطربه فسوف يرد عليه بمثله أو بأحسن منه , عادت تضحك وتقول : الفكرة جميلة وكلامك منطقي جدا ولكنه صعب التنفيذ , قلت : ما دمت اقتنعت فالمسألة لا تحتاج إلا إلى بعض التدرب , وأنا متأكدة بأن النتائج الأولية ستكون مشجعة , قالت : سأحاول , قلت بل قولي سأفعل , قالت وما الفرق ؟ قلت : سأحاول هذه تشي بتراجع سريع عند أول عقبة , تجعلك تبدئين العمل مع توقع الإخفاق ربما أكثر من توقع النجاح , لكنك إذا عزمت فتوكلي على الله و اعتبري عملك هذا قربى منه وسيكون خير عون لك فيما عزمت عليه .

هذا هو العرض…….

بانتظار اغناء الموضوع بآرائكم…….
سدد الله خطاكم وبارك بكم………

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى