كيف تتخلص من أعراض الحزن والاكتئاب؟ 2019

* يتعرض الإنسان في حياته لكثير من المواقف والمشاكل التي تصنع له حالة من الحزن والضيق، وهذا أمر طبيعي جداً مع متغيرات وتقلبات الحياة التي قد تواجه أي فرد منا وتساهم في تغيير حالاته من سعادة إلى حزن أو العكس.

لكن البعض يفشل في تجاوز هذه الصعوبات التي تواجهه في وقتها الطبيعي حتى تتراكم عليه فتصبح أشبه بحالة الحزن المستمرة أو العميقة حتى بعد انقضاء السبب الذي دعا إلى ذلك، وهي تختلف من شخص إلى آخر وتزداد في الغالب لدى الأشخاص العاطفيين بطبيعتهم حيث يكون مدى تؤثرهم أكبر بكثير

فيصبح مقدار الحزن الذي يصيبه مبالغ فيه وغير مسبّب بسبب وهو ما يسمى في علم النفس (الحزن المصطنع) ، والذي يصيب الشخص وفق أجواء وظروف معينة تساهم في شعوره بالضيق رغم عدم وجود سبب آني لها، فيقوم باستحضار أفكاره السلبية، يتذكر إخفاقاته والمواقف التعيسه التي مر بها وكل ما يمكن أن يساهم في تعزيز حالة الحزن التي يعيشها حتى يخلق لنفسه سبباً لذلك

وأهم أمران يساهمان بتعزيز هذه الحالة هما (الفراغ) و (العزلة)

أولاً: فغالباً ما تجد من يعاني من الاكتئاب وعسر المزاج يملك الكثير من وقت الفراغ الذي يسمح له باستحضار ماضيه السلبي والتباكي عليه، فلن تجد أي شخص مشغول في أغلب ساعات يومه يتعرض لهذه الحالات لأنه منهك في عمله، منشغل في وقته الحالي فتغلب عليه الإيجابية والتفكير بالمستقبل، لا وقت لديه للتفكير بالماضي وبما ألم به أو فشل في تحقيقه

ثانياً: الوحدة أو العزلة عن الناس والأصدقاء، وهي تكون أكثر وضوح وظهور في ساعات الليل المتأخرة، التي يصحبها غياب الأهل والأصدقاء بسبب النوم، فتساهم هذه الساعات التي يقضيها الشخص وحيداً بتعزيز هذه المشاعر الحزينة التي تتغلغل بداخله بصورة أكبر خاصة وأن سكون الليل والهدوء يساعد كثيراً بزيادة التأثر.. حيث كثير من هؤلاء يسألون، لماذا تقل أو حتى تختفي هذه الأحاسيس السلبية مع ساعات الفجر الأولى؟ وهذا ما يؤكد بأن ما كان يشعر به ماهو إلا نتيجة تكوّن هذه الظروف التي ساهمت بإصابته بالحزن المصطنع الذي تحدثنا عنه والذي أتى بلا سبب حقيقي يستدعي ذلك

والآن نطرح مجموعة إضافية من الأمور البسيطة التي تساعدنا على التخلص من حالات الحزن التي قد تصيبنا وعدم الاستسلام لها لتصبح عادة لدينا فتتطور إلى مرحلة الاكتئاب الشديد

1) قلّل من ساعات سهرك وأجعل يومك أكثر انتظام، واحرص على القيام في الصباح الباكر فهي فترة تمنحك شعور بتجدّد الطاقة والحماس وتعزّز من الأفكار الإيجابية لديك

2) اصنع لك أهداف قريبة الأمد واسعى لتحقيقها، حتى وإن كانت أمور بسيطة ولكن مجرد النجاح بتحقيقها يمنحك السعادة والرضا على النفس

3) امنح نفسك فرصة للاستمتاع أكثر بحياتك، حاول أن تسافر، أن تغير من مكان جلوسك اليومي، ومن شكل وترتيب غرفتك وحتى ملابسك، فالتجديد في المكان من أهم الخطوات التي يجب أن تحرص عليها فهي تنعكس إيجاباً على نفسيتك

4) كن على تواصل أكبر مع أصدقاء ومع من تحب، تحدث معهم أكثر سيما من الأشخاص القريبين منك والذي تجد معهم الراحة في الحديث بأريحية ودون تكلف

5) بادر بأعمال خيرية، تبرّع للمحتاجين وشارك بأي مساهمات خيرية والأفضل أن تكون مباشرة منك فهذه تعطي لك كمية رضا واعتزاز بنفسك كبيرة جداً

6) غيّر من روتين حياتك اليومي، أكثر من الخروج من المنزل ونوع أكثر في الأماكن التي تقصدها، واحرص أن تكون أماكن جديدة عليك وتجد راحتك فيها

7) إذا كان من هواة سماع الموسيقى والأغاني فاحرص على انتقاء أغاني أكثر انتشاء وسعادة، فالاستماع لكلمات وأغاني حزينة ستجعلك تتخيل نفسك في كل منها فابتعد عنها

8) لا تستسلم لساعات الفراغ التي لديك وحاولت أن تستغلها وتجعلها مفيدة لك، بقراءة الكتب والروايات، أو بمشاهدة الأفلام، أو بالكتابة والنقاش مع الآخرين

9) احرص على ممارسة الرياضة بصورة يومية ولو ساعة في اليوم، فهي أفضل طريقة لتخرج بها طاقاتك وبالتالي الشعور بمزيد من الرغبة بالاسترخاء والنوم باكراً

10) أكثر من التفكير في خططك المستقبلية وطموحاتك وآمالك بنظرة تفاؤل للعمل على تحقيقها

جميع ما سبق هي ممارسات إيجابية تساعدنا على التخلص من الحزن والضيق ولكن جميعها لا تكتمل إلا بتواجد الحس الديني لكل منا والالتزام بأهم فرائض الدين والتقرب إلى الله لأن دونها لن نرى السعادة ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى