كيف تتأقلم على العيش في ظروف صعبة

قوة العزيمة و الإرادة

إن الإرادة القوية والعزيمة الفولاذية هي الصفة التي تميز البشر وتعطي الأفضلية لبعضهم عن الآخرين العزيمة هي ليست كلمة ننطقها أو شعار نزين به صفاتنا، إنها الرغبة والقدرة على إكمال الطريق وتخطي الحواجز ومواجهة الصعاب وكسر كافة القيود النفسية لتحقيق المعجزات والوصول إلى هدف سامي وغاية نبيلة، إن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة تأتي من اقتناعنا الداخلي بمدى ضرورة تحقيق هدف نحلم به أو شئ نحصل عليه، إن اقتناعك الداخلي بما تصبو إليه من طموح هو مغذي إرادتك ومنميها ويجعل منها محركا قويا لأفعالك الجسدية التي تحقق بها مرادك.

يقول د. روبرت شولر في كتابه “القوة الايجابية” يمكنك أن تعمل فقط ما تعتقد انك تستطيع عمله ويمكنك أن تكون فقط من تعتقد انك تكون ويمكنك أن تحصل فقط على ما تعتقد انك قادرا على الحصول عليه ويعتمد كل ذلك على ما تعتقده.
إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن وتحركك اتجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في اتجاه هدفك وتمكنك من تذليل الصعاب وتحدي المعوقات لإكمال طريقك وإنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.

قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام: ما رام امرئ شيئاً إلا وصل إليه أو دونه.
فصاحب الارادة القوية لو وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله، فمن الواجب أن يكون في قلبك نار متقدة تكون في ضرامتها على الأقل مثل النار التي تتقد في قلب أب لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فيقلقه ذلك فتشتعل في قلبه العزيمة القوية إلى بذل اقصى جهد والسعي ليحصل على طعام لأولاده فتتحفز جميع قواه المعنوية والجسدية والدعاء يأتي هنا في اقوى حالاته فيدعو بعزيمة صادقة ويتوكل على الله ويسعى بكل قواه ليحصل على غذاء لهم. وهنا لا بد الا وان نشير ان من حدث ذلك بقلبه لا بد الا وان يوفق الى ما يريد.
فإنه من الواجب أن تكون في صدرك عاطفة صادقة تشغلك في كل حين من أحيانكم في سبيل غايتك، وتعمر قلبك بالطمأنينة وتكسب لعقلك الإخلاص والتجرد، وتستقطب عليها جهودك والأفكارك بحيث إن شؤونك الجانبية وقضاياك الثانوية إذا استرعت اهتمامك فلا تلتفت إليها، وعليك بالسعي لان تصل الى الغاية فيما تريد. وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في ذهنك، ملتحمة مع روحك ودمكم، آخذة عليك لبك وإفكارك فلن تقدر أن تحرك ساكناً بمجرد أقوالك. يقول بعض المحللين النفسانيين أن الإرادة لها قدرة مغناطيسية عجيبة على اجتذاب الأشياء التي تريدها إليها ولقد اختلطت بذلك الكثير من الأساطير القديمة عن السحر والقوى الخارقة لبعض القدماء. ولكن ما يحدث في الواقع لا علاقة له بالسحر، المسألة هي انه عندما يريد الشخص شيئا بشدة فانه يركز انتباهه واهتمامه على الحصول على هذا الشيء فيتمكن من توليد أفكار وتطوير ابتكارات تقوده إلى ذلك الشيء.
إن تحقيق هدفك في الحياة بحاجة إلى مزيد من العزيمة، وقوة الإرادة والثقة بالنفس، والقوة النفسية، بيد أنك ستواجه سيلاً عارماً من التثبيط والتشكيك، والتنقيص، وكل ذلك بهدف التقليل من مكانتك وشأنك، ولا ضير من ذلك إذا كانت مناعتك النفسية قوية وعزيمتك فولاذية، فهناك عوائق وعقبات ومشاكل في طريق هدفك، فعليك أن تستعد لكل ذلك وأبعد من ذلك، وتأكد من أن الطرق المتكرر لابد وأن يفتت الصخرة الصماء.

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان.

يقول انطوني بارنيللو، مؤلف كتاب «قوة الإرادة» إن كثيرا من الناس يمنعون أنفسهم من النجاح لأنهم يعتقدون بأنهم لا يستحقون ذلك بقوله.
إن كل الإنجازات العظيمة تبدأ أول ما تبدأ في تفكير الإنسان ويبقى الإنسان غير قادر على إنجاز أي شيء طالما هو يفكر في انه ليس بإمكانه القيام به ولتأسيس الثقة بالنفس عليه التخلص من الرعب والقلق والشك في النفس وإمكانياتها والتخلص من كل مسببات الجبن في النفس والتحجيم. إن خوف الإخفاق هو اكبر مشكلة في تحقيق النجاح ومن المؤسف أن الناس لا يدركون أهمية الإخفاق في التمهيد للنجاح. إن كل نجاح عظيم يكون الإخفاق قبله أعظم. هذا ما نلاحظه في كل سير العظماء من الرجال والنساء.
قام باحث أمريكي بمقابلة أكثر من خمسمئة شخص لديهم إرادة تفتت الصخر حققوا أعلى درجات النجاح بعد أن واجهوا كل إخفاق ولكنهم قرروا أن يمشوا خطوة أخرى بعد كل إخفاق فحققوا ما يريدون. إن أعظم مخترع هو طوماس أديسون فقد اخفق عشرة الاف مرة في تجاربه على المصباح الكهربائي قبل أن ينجح في اختراعه. فبعد أن اخفق خمسة الاف مرة كتبت الصحف انه مجنون وانه يضيع حياته حيث يريد تغيير نظام الاضائة الذي استعملته البشرية مند أقدم العصور فرد عليهم قائلا أني لم اخفق بل إني اعرف الآن خمسة الاف طريقة غير ناجحة لعمل المصباح الكهربائي. وفي النهاية يجب التأكيد انه عندما تريد شيئا وتؤمن بأنك ستحصل عليه فسيتحالف العالم معك لتحصل على ما تريد. وعندما تريد شيئا وتظن انك تعجز عن تحقيقه فسيتحالف العالم ضدك ليمنعك للوصول إليه.
إن كل شيئ يبدأ من الإرادة ولكن معظم الناس لا يريدون بالفعل ولا يعرفون ما هي الإرادة، وعلى العموم فالإرادة تنمو بالممارسة والتمرين فنحن لا نولد أقوياء في إرادتنا ولكن نتعلم ذلك من خلال المداومة على الأعمال وهناك أمور عديدة تساعد على تقوية الإرادة منها الاهتمام بالصحة الجسمية والنفسية، المحافظة على النظام ومن ضمن ذلك المحافظة على أوقات الصلاة، والتنمية الفكرية وإيجاد الصور الذهنية الايجابية حول أعمالنا ومسؤولياتنا، وإيجاد الحب والرغبة والشوق إلى الأعمال التي نقوم بها وأخيرا الاقتداء بأصحاب العزائم الفولاذية وكيف أنهم بإرادتهم القوية غيروا أحداث التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى