كيف اخلي زوجي يراضيني اذا زعلت

حين تشتد الخلافات بين الزوجين، فإن أول ما تفعله الزوجة هو الإسراع لجمع أغراضها للذهاب إلى أهلها، لتبقى هناك مدة لا تقل عن أسبوعين أو ثلاثة، وغالباً ما تمتد إلى شهر أو شهرين، ولا يعيقها تواجد أهلها في المنطقة ذاتها أو في منطقة أخرى، فالمهم لديها هو البقاء عندهم لفترة غير محددة مسبقاً، فهل الزوجات بهذه الطريقة يرغبن في البقاء وحدهن لراحة ذهنهن من المشاكل المتراكمة؟، أم أنها وسيله من “حواء” مقصدها تأديب الزوج ليفكر مراراً قبل زعلها؟، وهل حقاً يرضخ الأزواج لمثل هذا التصرف؟.

أربع مرات

تقول “أم رائد” 35 عاماً ومتزوجة : إنه خلال فترة زواجها زَعلت في بيت أهلها تقريباً أربع مرات، بسب حدوث مشاكل بينها وبين زوجها، مضيفةً في كل مرة أذهب لأهلي وأجلس عندهم ما يقارب شهرا، أترك خلفي أطفالي الثلاثة ليتحمل هو مسؤوليتهم، وفي كل مرة تنتهي المشكلة بتقديمه لي “رضاوة”، إما مبلغا من المال لا يقل عن عشرين ألف ريال، أو هدية تساوي نفس المبلغ كذهب أو قطعة ألماس، لافتةً أن ذلك يعتبر ردا لكرامتها ويشعرها بتمسك زوجها بها.

عندما تهدأ أعصابك

وتؤكد “أم عبد الله الطلال” أنها فعلت هذا التصرف مع زوجها مرة واحدة طوال فترة زواجهما، عندما جمعت أغراضها وطلبت منه أن يوصلها إلى بيت أهلها، إلا أنه لم يهتم ل”زعلها” وبقيت عندهم قرابة الشهرين، وفي كل مرة كان يحدثها بالهاتف كان يقول: عندما ترتاح نفسيتك وتهدأ أعصابك اتصلي بي لأرجعك إلى المنزل!، ومن حينها وأنا بصراحة لم أتخذ مثل هذا الأسلوب.

أروقة منزلها

وتوضح “ندى العليان” عشرينية متزوجة منذ ثلاث سنوات أنها لم تلجأ لهذه الطريقة بسبب تهديد زوجها لها وتكراره لعبارة “إذا زعلتِ وذهبتِ عند أهلك راح أخليكِ عندهم”، فأنا أعلم مسبقاً بأنني لو فعلت ذلك فإنه لن يهتم بي، ولن يحرص على عودتي لمنزله، مكتفيةً فقط بالزعل داخل أروقة منزلها.

هو من يخرج

ويختلف الأمر لدى المعلمة “نوال أم تركي” متزوجة منذ عشرين عاماً فعند حدوث أي مشكلة مع زوجها تطلب منه الخروج من المنزل، لأنها في وقت المشكلة لا تريد رؤيته على عكس المعتاد، وبالفعل هذا ما يحدث عندما يشتد الخصام بينهما، فهو من يخرج ويستأجر شقة أو فندقا ليبقى به مدة لا تقل غالباً عن أسبوع، حتى تهدأ الأمور بينه وبينها، ولا يرجع إلا بعد أن أحدثه وأطلب منه الرجوع للتفاهم، بعد أن تكون شرارة المشكلة قد أُخمدت، فبرأيها أن المنزل هو مكان المرأة وليس الرجل، وعندما تحدث مشكلة يجب عليه هو من يحمل أمتعته ويخرج وليس هي وأطفالها.

اختصاصية اجتماعية: معظم السيدات لا تسعد بخروجها ولكن الضغوط تجعلها تتصرف بتلقائية

مطعم الصلح

وأحياناً يتطلب الأمر السفر، وهذا ما يحدث مع “أم بدر” متزوجة منذ ثماني سنوات وتسكن في البحرين، وأهلها في مدينة الدمام، ففي كل مرة يحدث خلاف مع زوجها تطلب منه أن يأخذها لمنزل أسرتها في الدمام، لتقضي مدة أسبوعين إلى ثلاثة ثم يعود لأخذها والذهاب بها لأحد المطاعم بعد حل المشكلة والصلح بينهما.

اذهبي براحتك

وتصف “فاطمة السعدي” تسكن في المنطقة الشرقية وأهلها في الرياض وضعها قائلةً: في بداية سنوات زواجي وعند ذهابي لمنزل أهلي يرجعني زوجي خلال أسبوع، وبصراحة كان يتأثر عندما أطلب منه أن يحجز لي بالطيارة لأذهب في كل مشكلة، وكانت نتيجة ذلك ترضيني بسبب سرعة تجاوبه ومداراته لي وطلبه رضاي، ولكن وبعد مرور خمس سنوات على زواجي أصبح لا يهتم لزعلي، وعندما أطلب منه أن يحجز لي بالطيارة يقول لي ببرود: إحجزي أنت وأذهبي براحتك!، متسائلةً: هل كان اهتمامه بي وسرعته في إرضائي في ذلك الوقت لأننا كنا متزوجين جددا؟، أم أن الخطأ مني لأنني استهلكت هذه الطريقة لمرات كثيرة.

لا نعمم

وترجع “سعاد البودي” اختصاصية اجتماعية سبب اتخاذ بعض الزوجات هذه الطريقة عند وقوع المشاكل الزوجية على حسب ما تعودته الأسرة في مجتمعنا، وأن معظم السيدات لا تسعد عند خروجها من منزلها ولكن الضغوطات وحجم المشكلة يجعلها تتصرف بتلقائية، قائلةً: لا نستطيع أن نعمم ونقول كل السيدات يخرجن بهدف تأديب الزوج أو لرضوخه لها ولطلباتها، فمنهن صحيح يفكرن بهذا الأمر، ولكن بعضهن ترى أن مكان أو منزل الأهل يعتبر الملاذ الوحيد فتذهب له دون تفكير، مضيفةً حسب إطلاعي بالمجتمع وحول هذه الفئة نجد أن معظم الرجال بل أغلبهم من الطبيعي أن يضيقوا من تصرف زوجاتهم عند تركها لمنزلها وذهابها لبيت أهلها، والنادر أن يفرح الزوج أو يسعد لذهابها، بل إن أكثر ما يزعجهم هو انتشار وإفشاء مشاكله مع زوجته عند بيت أهلها، لاسيما وأن الرجل بمجتمعنا طالما يحبذ الخصوصية بالعلاقة الزوجية بجميع الحالات.

تراكمات نفسية

وتوضح “سعاد البودي” أن كثيرا من الزوجات تصبر حول ما يواجهها من مشاكل وضغوطات زوجية إلى أن تصل لحد أو مرحلة يصعب عليها الصبر، فنجدها عند وقوع أدنى مشكلة تجمع حاجياتها وتذهب لأسرتها، نتيجة تراكمات نفسية سابقة، وأرى أنه لا مانع أن تذهب لمنزل أسرتها فترة لا تقل عن أسبوع عندما تشعر الزوجة بضيق داخلها قبل تفاقم المشكلة، ووقوع مشكلة كبيرة تستدعيها لهذا الأمر، فالبعد بين الزوجين يصفي النفوس أحياناً عندما تكون مشحونة بشحنات سلبية، والأمر هنا برأيي يمكن تداركه، ولكن أحياناً أخشى على نفسية بعض المتزوجات اللاتي لا يجدن الراحة والطمأنينة في بيت أسرهن بعد الزواج، وهنا تكون المشكلة أعظم، لأن المتزوجة في هذه الحالة لا يكون لديها بديل أو ملجأ تحبذ اللجوء له.

نسبة قليلة جداً

وتؤكد “سعاد البودي” أنه بشكل عام فنحن مجتمع تجهل معظم الزوجات فيه فن التعامل مع المشاكل الزوجية، وهذه حقيقة التمسها من خلال واقع أتعامل معه بشكل مستمر، ولو سألت سؤالا بسيطا لكل سيدة متزوجة: ما هي الدورات والمحاضرات التي حضرتها والتي تعنى بفن ومهارات التعامل مع المشاكل الزوجية ؟، حتماً اللاتي سيجاوبن بنعم نسبة قليلة جداً، فالأغلب منهن تحل مشاكلها حسب ما سمعته من تجارب سيدات سابقة، أو نجدها تتخبط، ففي كل مشكلة تتصرف بطريقه عشوائية أخرى، ولا أضع اللوم على المتزوجات فقط بل المتزوجون من الرجال أيضاً أوجه لهم نفس السؤال، ومن هنا أوجه دعوة لكافة المتزوجين والمتزوجات خاصة حديثي العهد بالزواج بعدم الاستهانة بمثل هذه الدورات التي تدرب النفس على الصبر وعلى أسلوب وطريقة التعامل مع المشاكل الزوجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى