كيف أثقف نفسي

الثقافة

تمثل الثقافة طبيعة الأفكار وطريقة الحياة الاجتماعية والخبرة التاريخية والسلوكيات المرتبطة بالبشر بصورة عامة، ولا تعلّم الثقافة في المؤسسات التعليمية بل يكتسبها الإنسان اكتساباً بالملاحظة والتجربة، ورغم ذلك فإنّ المعرفة العلميّة ودرجة تعليم المرء تؤثر على طبيعة ثقافته من حيث طريقة التفكير والسلوكيات في المجتمع.

إنّ سعي الإنسان الحديث للتميّز والترقي الاجتماعي يدفعه إلى زيادة ثقافته بصورة تنعكس على مختلف نواحي الحياة الفكرية والعملية، ومن ضمن ذلك الثقافة الاجتماعيّة الّتي تعد أحد أهم أشكال الثقافة، لأنّها تعني النجاح في التواصل مع الأفراد الآخرين في المجتمع باختلاف دوائر العلاقات الاجتماعية، فيكون المثقف اجتماعياً قادراً على التمييز في التعامل بين أفراد الأسرة، والأهل والأصدقاء، وزملاء العمل، والغرباء، بتحديد طبيعة الآخرين والتعامل وفقاً لتلك الطبيعة.

ثقف نفسك اجتماعياً

الثقافة الاجتماعية

الثقافة الاجتماعية هي قدرة الفرد على الاندماج وسط المجتمع الّذي يعيش فيه، مع فهم طبيعة الأفكار والأنماط السائدة في ذلك المجتمع من عادات وتقاليد وفنون، ويتطلّب النجاح في الاندماج في المجتمع امتلاك الفرد لعدة مهارات أوليّة تمكّنه من التعامل مع مختلف فئات المجتمع تفادياً للعزلة والوحدة، ويقرر علماء الاجتماع أنّ النّجاح الاجتماعي في التعامل مع الآخرين يعتمد على عدة نقاط يجب تفاديها في التعامل خاصة عند التعارف لأول مرة.

التفاعل الاجتماعي

لضمان التفاعل الاجتماعي النّاجح يجب تجنّب بعض الأمور في التعامل مع الآخرين، سواء في نطاق العمل أو جلسات الأصدقاء، كمحاولة الظهور في صورة العالم ببواطن الأمور، والذي يقول الآراء الشخصية على أنها حقائق غير قابلة للنقد، بينما يمكن طرح وجهات النظر بصورة موضوعية أكثر مع تقبل الرأي الآخر.

كذلك الخجل الّذي يصيب العديد من الأشخاص عند التعامل مع أفراد جدد يمكن أن يسبب الكثير من التوتر في الجلسات، وذلك لوجود حالة الترقب ومحاولة اكتشاف شخصية الشخص الخجول، ويمكن أن يذيب تلك الحالة محاولة الإدلاء بالرأي أو المزاح البسيط الذي لا يهين أحداً، كما يجب الحرص على تذكر أسماء الأشخاص الموجودين في الجلسة للظهور بمظهر أكثر حميمية.

الإغراق في كل من المجاملة أو الانتقاد يؤدي إلى تبني الآخرين لانطباعات سلبية للغاية عن الشخص، فالمجامل بصورة دائمة يمكن أن يرى في أعين الآخرين كشخص متملّق، كما أنّ الموافقة الدائمة على آراء الغير والإثناء عليها تمثل نقطة سلبية في قوة الشخصية من حيث عدم وجود رأي شخصي يتبناه الفرد، أمّا الانتقاد المبالغ فيه للآراء والمظاهر الّتي تسود الجلسة يمكن أن تعكّر صفو الجلسة بالكامل، خاصّة وأنّ كثرة الانتقاد تظهر المرء وكأنّه يحاول أن يكون الأكثر أهمية في الحوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى