كيفية تدريس القاعدة النورانية للأطفال

الطريقة النوراني هي بمثابة التجويد العملي للقرآن، أو هي دورة تدريبية لتعليم اللغة العربية من خلال مجموعة من المراحل التي يمر بها الطالب ليصل عن طريقها الى النطق السليم لمخارج الحروف حتى يتسنى له تلاوة القرآن بمهارة إتقان، فهي باختصار طريقة لتعلم مخارج الحروف الصحيحة ونطق اللغة العربية بشكل سليم. وسُمِيَّت بهذا الاسم نسبة إلى مبتكرها وهو العالم الشيخ نور محمد حقاني، المولود في مدينة لدهيانة عام 1856م، وهو شيخ وهبَ نفسه لدراسة القرآن الكريم وتعليمه ونشر العلوم الدينية، وكانت هذه الطريقة من إحدى الطرق التي أبدَعَها حتى يعرف الجميع كيفية نُطق الحروف العربية ومخارجها؛ وبالتالي تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ سليم، ويمكن أن نُسمِّي هذه الطريقة بـ “فن النُّطق السليم للحروف”، فهي تساعد الطالب على تعلُّم القراءة في وقت أقل ووقتٍ أقل كذلك.

تم عمل هذه الطريقة على وجه الخصوص لمعرفة كيفية تجويد القرآن الكريم، فهذه القاعدة تحتوي على أكثر من 90% من أحكام التجويد الموجودة في القرآن، كما أنها تعتمد في كل كلماتها المُستخدمة على كلمات من القرآن الكريم بنسبة 100%، وهي تبدأ التعليم من الحروف المُفردة؛ ثم الحروف المركَّبة؛ ثم الحروف المقطَّعة، ويأتي بعدها تعليم الحروف المتحرِّكة بالفتح والضم والكسر، ثم الحروف ذات التنوين، ويليه التدريب على الحركات والتنوين. ثم التدريب على حروف المد المحذوفة (الألف الصغيرة والواو الصغيرة والياء الصغيرة) ثم جميع أنواع المدِّ واللين والسكون والشد، وفي الدرس الأخير؛ يتم تلقين الطالب البقية الباقية من أحكام التجويد التي لم تكن قد مرَّت في المراحل السابقة ومنها على سبيل المِثال أحكام الميم الساكنة وأحكام النون الساكنة. وهذا التسلسل يجعل القاعدة النورانية فريدة من نوعها وتصل بالطالب عن طريق متدرِّجٍ لبلوغ التقدم في فترة وجيزة؛ نظراً لأنها تعتمد على أسلوبٍ علمي ومنطقي في إيصال المعلومة للطالب، وهذا ما يُميِّزها عن غيرها من الطرق مثل الطريقة البغدادية؛ والتي لا تحتوي على الكثير من أحكام التجويد، كما أنها لا تحتوي على كلمات من القرآن، بل إنها في بعض الكلمات لا تكون عربية أصلاً. والقاعدة النورانية معروفٌ من ألَّفها، وهو عالمٌ مشهودٌ له، بينما الطريقة البغدادية على سبيل المِثال فلا أحد يعرف من قام بتأليفها.

يمكن لجميع الناس من جميع الأعمار تعلُّم هذه الطريقة، ولكن يُفضَّل البدء بها من عمرٍ صغير؛ حتى يستطيع الطفل أن يبدأ أولى مراحل عمره وهو يعرف الطريقة السليمة لنُطق الحروف. ويُنصح أن يبدأ بتعليم الأطفال من سنِّ الثالثة أو الرابعة كحدٍّ أقصى، وهي تعتمد على حِفظ الحروف في البداية، ومعرفة نوع ومخرَج كل حرف. بعد انتهاء المرحلة الأولى؛ يكون الطفل قد حفظ كل الحروف العربية مع معرفة كيفية نطقها بشكلٍ سليم، وهي تجعل الطالب الذي يُتقِنها يتقدَّم على أقرانه كثيراً من ناحية النُّطق السليم للكلمات والقراءة، وتجعل الطفل يتعلَّم التجويد وترتيل القرآن بدون أية مصاعب، هذا في حال تم تعليمها بالطريقة الصحيحة وعلى يد مدرِّسين متمرِّسين؛ يفهمون ويَعُون أهمية العلم الذي يقومون بتلقينه للأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى